—
همست بصدمه: ضاري ؟!
ابتسم ضاري وقال: تتذكريني ؟ زين لان مالي خلق اعرف عن نفسي.
نزلت انظارها تشوف شكله كيف تغير، نّزل من وزنه كثير و بنى عضل و كان ضاري ولد جارهم يوم كانوا في المدينه و تذكر لعبهم مع بعض وهم صغار، لكن بعدين تغطت منه ونسته أصلاً.
بلعت ريقها و رفعت عيونه لعيونه و لصقت بالجدار اكثر من تقدم لها خطوة و صرخت: لا تقرب مني !!
رفع ضاري أصبعه بتهديد وقال: لا تصارخين ! منب لامسك وانتي على ذمة رجالٍ غيري !
جزء منها ارتاح نوعاً ما، ولكن الخوف و الرعب للحين في قلبها، نطقت بصوت راجف: وش تبي مني ؟
ناظرها ضاري و زفر يقول: ولا شي، حسابي مع جدك مهو معك.
عقدت حواجبها وقالت: عجل ليه ماخذني ؟
مسح على شنبه و لف يناظر الشباك ويقول: حفيدته انتي صح ؟ ولا أنا غلطان ؟
رصت على فكها تناظره بخوف و كره ممزوجين ببعض، زفرت تصّد عنه لكن رجعت ناظرته من قال وهو يضحك: أجمل حفيداته انتي، لكن تصدقين الشقرا كانت قريبه من يدي.
توسعت عيونها وقالت: وش عرفك فينا انت ؟!
نزل السديري الخاص فيه وقال: تتوقعين خذيتك كذا في يوم و ليلة يا حَرم الفريق ؟ جلست أدبر و أراقب كل شخص ورا جدران بيوت ال ضيدان شهور ! بس عشان أصيد فرصة أخمك فيها، لكن يوم تزوجتي ولد مسفر و رحتي بيتهم، سّهل علي الموضوع.
رصت على فكها بكره له وقالت: وش ناوي عليه ؟
ابتسم ضاري وقال: بجلس اتأمل جمالك لين احد من اهلك ولا زوجك يتزحزح.
بلعت ريقها وقالت بهمس لنفسها: والله لا يذبحك هزاع.
انصدمت من سمعت ضحكته دليل على سمعه لجملتها، لف ضاري عليها وقال: خله يصيدني بالأول.
مشى ضاري و جلس على الكنبه الصغيره امام التلفزيون و ضلت نايفه واقفه في زاوية الغرفة و يدينها مقيده خلف ظهرها، زفرت بتعب و عطش و صداع و بدت عيونها تدمع وهي تحس بالخوف و القلق من ضاري.
لف عليها يشوف رجفتها وقال: بلعب بأعصاب اهلك شوي و بعدين لطَقت في راسي بتصل و اخذ مُبتغاي من جدك.
عقدت حواجبه باستفهام وقالت: وشو مُبتغاك ؟
رفع عيونه لعيونها وقال ببُغض: سُمعتي !« بيت مشعل »
زفر مشعل بضيق يفتح باب غرفة بناته و قال: مها وش سواد الوجه اللي مسويته انتي ؟!
خافت مها وقالت: يا ابوي والله ندمانه على اللي سويته ! لكن سالفة اختفائها مالي شغل فيه والله العظيم !
مشعل بحده: سودتي وجهي يا مها ! سودتي وجهي قدام الرجاجيل ! إذا أنا صدقتتس الأمية رجال الواقفين برا ما راح يصدقون !!
بكت مها بخوف وهي ما تخيلت المصيبه بتكبر لهاذي الدرجة و توصل هالمواصيل.« قسم هزاع و نايفه »
شتت أنظاره و مسح دموعه اللي نزلت غصباً عنه، ما قد نزلت دمعته لأي أحد، آخر دمعه نزلت من عينه كانت يوم وفاة أعز اخوياه قبل سبع سنين اللي هو ~ ذيب ~ كان له أخو و سند و أقرب له من ضلوعه، كانوا احلى ثُلاثي في العسكريه مع عساف و الكل يضرب فيهم أمثال الوفاء و الكرم و الجود.
لكن في ليلٍ ما له نجوم فقدوه في حادث، و نزلت دموعه لفقد أخوه و عضيده و أعز اصدقائه. وعدوا بعض يسمون عيالهم على بعض من كثر المعزه و العشره اللي بينهم، و هذا كان سبب تعلق هزاع بـ انه يجيب ولد و يسميه ~ ذيب ~، لعله يطلع مثل الذيب الشجاع اللي خذته الدنيا منه.
زفر يرفع راسه يشوف قسمهم بضيق و الدمعه معلقه في طرف عينه بسبب مُقاومته، خايف يفقدها مثل ما فقده.
طاح من طوله على الأرض و سند راسه على الجدار يلتفت على الأماكن و يطري عليه شكلها و ضحكتها و ذكرياته معها في هالأماكن.
زفر بضيق و غمض عيونه بشوق وقال الأبيات:

أنت تقرأ
والله إنك عليهم فيك زود وش يجيب الوطى للنايفه
Storie d'amore~~ من غدت همي وانا مالي ديار الا ديرها جالها بين الظلوع الظامية روحة وجية جادل كل الدروب المعشبة تنبت بثرها جت تبي جرح وقصيد وخلت الثنتن لية من يحدثني حديث الثلج للجمر بثغرها والله اني كنت ناوي لي بهاك الجمر نية من نشدهاك الوساع الخرس عن دنيا حورها...