٥٥

32.5K 861 154
                                    


تقّدم مشاري يسّلم على عمه بعد ابوه و بدء يسلم على عيال عمه واحد واحد، و خّلفه كان اخوه الصغير أيمن.
جّلسوا في المجلس و كانت جيتهم بهدف تحديد حفل زواج مشاري و وجدان، لان بحُكم الأحداث اللي صارت ما أمداهم يعقّدون الزواج.
اتفقوا على ان الزواج بعد شهر، و حددوه، و بعدها بدت السوالف تآخذ مجراها بينهم.

« عند النسوان »
ابتسمت وجدان بخجل تسمع زوجة عمها تتمّدح فيها و التفتت على العنود اللي نغزتها و همست لها: شكلتس بتجينا قالبه جداويه يا جوجو.
ضحكت وجدان بخفه تنطق: حرام عليتس، والله يجننون.
التفتت وجدان على أخت مشاري الصغيره و اللي كانت بالصف الخامس و اللي كانت تطبطب على كتف وجدان.
ابتسمت وجدان من نطقت رنّد: دا حين انتي زوجة مشاري صح ؟
هزت راسها بالإيجاب تنطق: ايوه صح.
توسعت ابتسامه رنّد تنطق: الله مره حلوه ! زي ما وصفك مشاري بالضبط !
توسعت عيون وجدان و العنود و هم يسمعونها، كتمت العنود ضحكتها تهمس في أذن وجدان: لا شكل الرجال مروح !
قرصت وجدان فخذ العنود و سكتوا يسمعون سوالف ام مشاري مع الجدة عفرا.
شّدت العنود على كّفوفها اول ما سمعت ام مشاري تنطق بضحكه: اي صح خدينا وردة من ورداتكم و إنّ شاءالله لما يكبر سالم بناخد الورده التانيه، ما شاء الله، بناتكم جمال من برا و من جوى يا زينهم.
رصّت العنود على فكها تشوف عيون ام مشاري عليها و عّرفت مقصدها، حّست بضيقه لانها حافظه جدها حفظ، وقف امام ولد خالتها لانه خارج قبيلة ابوها، و لكن مُستحيل يرفض ولد أخوه و بيزوجها أياه.
بلعت ريقها توقف و تخرج من المجلس و طلعت للحوش الخلفي، تنفست بعُمق بمُحاولة توسع صدرها من الضيقه اللي راودتها.
نزلت أنظارها للجوال الخاص فيها، تفتح على الاتصالات الفائته و توقف عن الرقم اللي كلمها فيه آخر مره.
عبست ملامح وجها تتذكر حوارهم الآخير و اعترافه لها بسبب خوفه و تأجيله الدائم لموضوعهم.
زفرت بتردد تضغط على نفس الرقم بأمل انه يرد عليها، التفتت حوالين الحوش تتأكد من خلوه و عضت شفتها لما توقف صوت الرنات و فتح الخّط.
عقدت حواجبها تسمع صوت ما هو صوته، صوت غريب عليها يتنطق: الو ؟
ترددت تتكلم و قالت في نفسها يمكن متصله على رقم غريب، لين سمعت صوته الخفيف وهو يهمس للي يكلمها: يزيد يا دلخ والله ان ما سكرته ان ناكل تبن كلنا !!
توسعت عيونها و نطقت باستعجال: عبدالله !!
عقد يزيد حواجبه و نطق: أي أنا زميل عبدالله، أمرني أختي ؟
رفع عبدالله حواجبه يأشر لـ يزيد بمين و نطقت العنود: عطني عبدالله ما عليك امر، أنا من أهله.
تنحنح يزيد ينطق و هو يبعد الجوال من أذنه و ينطق: أبشري.
و مّد الجوال لـ عبدالله اللي زفر يرفع الجوال لـ أذنه و ينطق: مرحبا.
ابتسمت العنود و قالت: شلونك ؟
توسعت عيون عبدالله و التفت على يزيد اللي دخل الحمام ~ أكرمكم الله ~ لأجل يبدل إلى بدلته العسكريه و نطق: تستهبلين ؟ مكلمه يزيد و مخليته يسمع صوتك يا هبله ؟!
تأففت العنود و هي تشعر بنسمات الهواء تتداعب شعرها و نطقت: وش دراني انه جوال يزيد ذا بعد ! اسمع كم باقي لك و تجي ؟
تنهد عبدالله يتوجه لـ زاوية الغرفه و ينطق: احتمال شهر، لكن في اي لحظة يمكن يجينا ترخيص و نطلع، علامك ؟
عضت الجُزء الداخلي من خدها و بدت تدعس الارض بشكل مُستمر بكعبها، ريّحت يدها على خصرها و نطقت: جايينا أهل عم ابوي، المهم ان ولدهم الكبير خاطب جوجو و الزبده، اني جزت لامه، و شكلها مخططه علي للصعلوك الثاني.
فتّل عبدالله شاربه و قال: لعنبوك صيري رفله ! لا تصيرين سنعه عشان ما يجونك افهمي يا بقره !
توسعت عيون العنود تنطق: يا سلام ! و انت تجلس تدور ببدلتك العسكريه و الهيبه و السلاح و الدباب برضو و كل بنات المنطقه يخقون عليك و أنا ساكته، و بعدين أنا أصير رفله عشان ما يجوني ؟ لا والله السموحه.
صغّر عبدالله عيونه، و ضحك ينطق: طيب مين جوجو ؟
ميّلت شفتها و قالت بغّضب: وجع، لا تقول جوجو، ذا اللي ناقص بعد اتدلع كل من هّب و دب، اخت عمتي الصغيره.
كتم ضحكته و عضت شفته باستمتاع لغيرتها و نطق. وش عرفني قلتي جوجو فقلت يلا جوجو.
رفعت حجاجها و نطقت بتهديد: عبود ! قسم بالله ان اطمر عليك في الحد الجنوبي و أوريك سنع الله.
توسعت عيون عبدالله و نطق: تخسين ! ذا اللي باقي تسوينه بعد.
ضحكت العنود بسخريه تنطق: شكلك ما تعرف العنود زين.
ابتسمت عبدالله و نطق: لا ما أعرفها، لكني أعرف و حافظ عنّيد، و غزال عبدالله.
عضت شفتها و قالت: أجل لا تخليني اقلب و خلني على عنيّد و غزال عبدالله.
ضحك و تنهدت تسمع ضحكته اللي صار لها فتره ما سمعتها، سمعّت صوت امها تناديها و قالت باستعجال: لازم اسكر، لا تبطي علي ترى خايفه يصير شي و ما يصير بينا نصيب و...قاطعها عبدالله.
زفر و نطق: محد بياخذك غيري، و هذاني أسمعك اياه و اول ما اجي بسمعه اهلك.
ابتسمت بوسط ضيقتها و همست: استودعتك ربي يا قلب عنيّد.
سكرت قبل يودعها و ابتسم ينزل الجوال، تنهد و همس: فديت قلب عنّيد أنا.
احتدت ملامحه و مسح زرقتها من جوال يزيد و رجع خباه تحت السجاد، و تنحنح يدق على الباب الحمام ~ أكرمكم الله ~ من أجل ان يبدل إلى بدلته العسكريه بحُكم ان تدريبهم بيبدأ بعد نصف ساعه.

والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن