٤٨

39.3K 1K 71
                                    


ابتسمت فاطمه تقول: بس ترى فارس اخوي عند الباب بقوله يصّد.
ابتسمت جود على رزانتها و نضجها الملحوظ، و فعلاً بلغت فاطمه فارس يصد وهي شافت سياره غريبه داخله الحوش، و عرفت انه زوج جود لأنها طلعت له، قبل تطلع جود بلغتها ان الجدة الجازي في غرفتها فتوجهت لها.
دقت عليها الباب وسمعت صوتها وهي تقول: حياك.
عضت شفتها تشد على مقبض الباب بتوتر، لكن فتحته و قلبها ينبض بسرعه و شافت الجدة الجازي جالسه على الكرسي و المُصحف في يدها.
رفعت الجدة الجازي راسها و ولا توقعت انها بتكون حفيدتها اللي أبطت منها لشهور عديده، شدت فاطمه على كفّها من لاحظت صمت جدتها ولا عرفت تتكلم.
لكن توسعت عيونها و فّزت لجدتها لما سمعتها تنطق: فطوم ؟! ارحبي يا بنتي طولتي الغيبه علينا !
ابتسمت تفز لجدتها و تحضنها، قّبلت راسها و جلست على رُكبها أمام جدتها و قّبلت يدها و قالت: ادري قطعتكم لكن ما كان بيدي حيله والله.
ابتسمت الجدة الجازي تقّبل جبين حفيدتها و قالت: ما عليه يا امي تصير، و عاذرينك لأننا دارين بالفاشل و الفاشله اللي قايلين لك انسينا.
عضّت شفتها تصّد بالنظر عن جدتها لانها عرفت انها تقصد ابوها، تنهدت تغير الموضوع و تقول: فارس اخوي برا و يبي يسلم عليك، عادي ادخله ؟
توسعت عيون الجدة الجازي وقالت: ابك مخليته برا ليه ؟!
رمشت فاطمه تنطق: قلت يمكن عندكم نسوان، لكن بقوله يجي.
رفعت جوالها تطرش لـ أخوها رساله يجي، و فعلاً فتح فارس الباب و دخل و بدء يتوجه لغرفة جدته، في نفس الوقت كانت ريم أخت جود الأصغر من فاطمه نازله من الدرج وهي حامله فازة بيضاء داخلها ورد وردي.
لفت تبي تتوجه للصاله تحطها فيها لكن صرخت من طلع في وجها فارس، سقطت الفازه من يدها ولكن مسكها فارس قبل تتكسر على الأرض وهو ينطق: بسم الله عليك !
لفت ريم و رجعت بخطواتها للدرج بربكة تسرع بخطواتها وهي تهمس: وجع وش جابه ذا ؟ خلني اقفل غرفتي لا ينعاد فلم اخوه و اختي.
زفرت تسكر باب غرفتها و تقفله باشمئزاز، وقالت: يا ربي فطوم جايه معه ولا لا ؟ وحشني الكيرلي !
رمش فارس ينزل باقة الورد على الطاولة اللي بجانبه، تنهد يدخل طرف شماغه بين أزرة ثوبه وهو عارف انها ريم اخت جود.
قبل سنتين أصلاً كانت ما تستتر منه بحُكم صغر سنها ولكن الحين كبرت، زفر يهز راسه و هو يسترجع شعرها البُني المُدرج و نعومته لما التفتت مثل صغير الريم الجفول هاربه منه.
تنحنح يصّد عن الدرج اللي راحت منه و كمل مسيّره لغرفة جدته، و دق الباب و فتحته له اخته فاطمه و ابتسم يتقدم يدخل الغرفة وسط ترحيب جدته: يا مرحبا يا مرحبا يا حبايب جدتكم ! علامك انت و اختك ضعفتوا كذا ؟
تقدم فارس يقّبل راس جدته ويقول: مسوين رجيم يا يمه، و الحياه مب مقصره فينا بعد.
هزت الجدة الجازي راسه تلتفت على فاطمه و فارس و جت بتتكلم ولكن اخترق صوتها صوت الجد محمد الداخل للغرفة وهو ينطق: يا الجازي...
ولكن سكت يشوف فارس و فاطمه واقفين أمامه، بلعت فاطمه ريقها تلتفت على اخوها فارس الحاط عينه بعين جده، شتت نظرها تشوف جدها و زفرت تشوف فارس يتقدم بخطواته له و يقّبل راسه وهو يقول: عظم الله أجرك يا جدي.
و مشت فاطمه تسوي نفس اخوها وهي متوتره من سكوت جدها، بلعت ريقها من سمعته ينطق: اجرنا و أجركم، إلا وين ابوكم و امكم ؟ و ماشاء الله عليكم كنتوا ناوين أتمون السنه عشان تزورون اهلكم ؟
عضت فاطمه شفتها تمسك نفسها من الود ولكن التفتت على فارس اللي تكلم: اتوقع ان المفروض بدال ما تنشدنا تنشد ولدك القاطعكم، أنا و اختي عندنا شغل و مدارس ولا قدرنا نجي إلا الحين، و مع علمك امنا و أبونا غافلين عن جيتنا ولو دروا ما خلونا نجيكم.
توسعت عيون الجد محمد وهو يحسب ان احفاده ما يبونهم بحُكم حبس اخوهم، ولكن طلع ان ولده هو راس البلى.
زفر بنزل عيونه و ينطق: شلونكم انتوا يا عيالي ؟
صّد فارس ينطق ببرود: طيبين.
تنهدت فاطمه تكتفي بجواب اخوها، و شافت الجد محمد يطلع و زفرت تجلس عند جدتها مع أخواها، بدت تاخذهم السوالف الين عقدت فاطمه حواجبها لما سمعت فارس يقول: يا يمه، البنات فوق ؟ خبرك فطوم أبطت عنهم.
هزت الجدة الجازي راسها بالإيجاب وقالت: اي بالله فوق، روحي يا بنتي ما به حد.
التفتت على اخوها اللي أعطاها نظره و وقفت تروح فوق، زفرت تتوجه لغرفة ريم اللي كانوا قراب من بعض و كثير.
وقفت امام غرفتها تدق الباب و كانت ريم تلمّ شعرها في ذيل حصان و توجهت للباب وهي تنطق: مين ؟؟
ابتسمت فاطمه تقول: ميمي افتحي !!
سمعت ريم صوتها و فتحت الباب، ابتسمت فاطمه تشوف ريم اللي نطت تحضنها، ضحكت فاطمه تحتضنها و دخلوا الغرفة وسط ضحكاتهم، حاوطت ريم رقبته فاطمه بيدينها و دخلوا للغرفة.

والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن