٥١

28.8K 853 134
                                    


دخل ببدلته العسكريه و رمى الحزام اللي فيه أسلحته على السرير.
وقف قدامها و حط يدينه خلف ظهره و شافته يميّل شفته و يزفر، تدري انه يحاول يهدي نفسه عشان ما ينفجر عليها بحُكم معرفته لشخصيتها الحساسه، بلعت جود ريقها و قررت تبدء هي النقاش.
تنهدت و رفعت يدها توضح و تنطق: أسمعني، أنا ما كنت ابي اجيب طاريها يعني، تلومني ؟! أنت بس حد يجيب طاريها تنفجر أجل لو قلت لك حضرت زواجنا و وسوست لي وش بتسوي ؟!
عض شفته و أطلق ضحكة سُخريه و لف وجهه بجهة الشُباك و قال: وسوسة في أذنك بعد ؟ أجل هي السبب في صدك عني أول زواجنا صح ؟
هزت راسها بالسلب و نطقت باستعجال: لا لا لا، وش دخل أصلاً من جدك بسمع كلام من وحده عبارة عن خُبث و خبائث ؟ حشى علي.
كتم ضحكته أول ما شافها تتكتف و تبوز شفايفها الورديه و تنطق بتحلطم: وجع صدق جعلها السلال، دخلت بيتي و برّكت في مجلسي و قالت أيش قالت جويّد، جعل الجوع يضرب بطنك يا مريضه !
كان ناوي صدق يهزئها، و لكن ما قوى وهو يشوف هالنتفه تشتم و تسب طليقته أمامه، و كلامها و حلطمتها كانت تضحكه، يشوف صغّرها و طريقة تبريرها لسبب عدم بوحها له بالموقف اللي صار لها مع طليقته و يحس انه حد يتكلم مع نتفه.
ضحك بخفه يسحب النتفه المتحلطمة اللي الشتم ما زال على لسانها من خصرها و رفع أصبعه يحطه بين شفايفها و ينطق بضحكه: بس يا سنفور غضبان، ذنوبك سوت أكبر إقلاع إهدي.
عضت شفتها تلهي نفسها باللعب في أزرة بدلته العسكريه و قالت: يعني مو معصب ؟
رفع حاجبه و قال: كنت ناوي اعصب عليك و اهزئك، لكن الله يخلف عليتس حلوه.
ابتسمت تبرز غمازة خدها اليمين، اللي سُرعان ما انحنى يقّبلها وسط ضحكاتها، حاوطت رقبته تحتضنه بشدة، تحمد ربها على شخص مثله يتحكم بعصبيته و يراعي شخصيتها الحساسة.

« وقت شروق الشمس - المستشفى »
ركب تركي السياره يسكر الباب بعد ما انتوا من المستشفى، التفت على هزاع اللي كان فاتح أزرة ثوبه يحك رقبته، و العرف يصب من جبينه و نطق: وش عّلتك انت ؟ الدكتور قال طيب ما فيك الا العافيه !
سكتوا اول ما رن جوال هزاع و طّلعه من جيبه و طاحت عينه على القلب الأبيض اللي مسمينه بعض، زفر و جاته الحاله اللي ما يستوعبها إلا بعد فوات الأوان، و رمى الجوال بجانب القّير و يزفر بانزعاج.
نزل تركي عيونه على جوال هزاع و عرف انها زوجة هزاع و قال: وش قومك ؟ رد عليها تحاتيك.
رص هزاع على فكه و همس: بعدين، رجعني العزبه الحين.
رص تركي على الدركسون و نطق: أقولك رد، لا تحرق قلب المسكينه عليك.
لف هزاع على تركي و نطق بانفعال: وش رأيك ترد عليها انت ؟! مرتي و كيفي ما ابي اكلمها ولا أحاكيها خلها ! لا تجنني انت الثاني !
طارت عيون تركي، لان غير عن تعامله الجاف مع زوجته اللي يعرف تركي و بشكل كبيره مقدار حُبها بقلب هزاع، كان أسلوبه معه غريب، كان هزاع يحترمه و يعامله كأنه أبوه الثاني ولا يتكلم مع بهالطريقه بحُكم ان تركي اخوهم الكبير و بكّر مسفر.
هز تركي راسه و قال: لا أنت مب طبيعي، مالنا إلا شيخ يشوف حالتك.
طارت عيونه تركي و تأكد ان في شي في هزاع جّد أول ما انفعل عليه في السياره من جاب طاري الشيخ، طنش هزاع المُنفعل عليه و بدء يسرق بسرعه باتجاه أحد الشيوخ اللي يعرفهم و يثق فيهم وهو يرفع جواله يبلغ الشيخ بوصوله في غضون دقايق.
في نصف طريقهم كانت اتصالات نايفه بشكل مُتقطع، لين رد هزاع عليها في وسط إنفعاله الشديد و أول ما رد نطقت: أبو هزاع ؟ وينك ما راح تجي نفطر سوى انا و انت ؟
زفر هزاع و نطق بغّضب: انا وش قايلتس ؟! مب قايلتس لا تجننيني بالأتصالات اللي مال أمها داعي ؟! صح ولا لا !
توسعت عيون نايفه و حست بقلبها ينزل في بطنها، عضت شفتها أول ما بدت العبره تخنقها و همست: لا بس، كنت أبي أعرف عشان أحسب حسـ...قاطعها صوته.
نطق بصوته العصبي نتيجة إنفعاله و نطق: أسمعيني يا بنت خليفه ! إذا أستمرت حّنتك هذي ترا والله مردتس بيت اهلتس يضمتس تسمعين ؟!
انصدم تركي من كلام هزاع و صرخ: ولد أعقل !!
لف هزاع لتركي و همس: لا تدخل بيني و بينها انت !
شهقت نايفه و صاحت: أيش ؟! هزاع جالس تسمع نفسك شقاعد تقول ؟! تدور الزله انت ؟!
كمل هزاع و نطق: هذا انا قلت عندك شي ولا أسكر ؟!
عضت شفتها من قرارها الفوري اللي بتاخذه لكن ما عاد تقدر تستحمل كل ذي الطعنات منه هو بالذات، وقفت و محاجرها مليانه دموع و نطقت: أنا بروح بيت أهلي لين يرجع لك عقلك، ذيك الساعه بنتكلم !
ضحك هزاع بسخريه و قال: عتبتي برا باب بيتنا ورقة طلاقتس بتلحقتس بيت أبوتس تفهمين ؟!
انصدمت نايفه و نطقت بغضب: تهددني أنت !! ترى انت الخسران و ولدك في بطني ! و إذا تحسب ان حُبك في قلبي بيجبرني اعيش عندك في ذا المذله تراك غلطان !
هز راسه بعض شفته بغيض و قال: أجل توكلي يا بنت خليفه، انتي اللي جنيتي على نفستس !
بدء دمها يغلي، فكرة انفصالهم ما تدخل عقلها لكن ما تدري وش مشكلته معها، لكن أسلوبه معه أعماها و خلى نار الغضب المكبوته داخل صدرها تطلع، و نطقت بكُل غضب: أسمعني عدل، لو حبّيتك حُب ما قد صار في هذي الدنيا، عزة نفسي ما أرخصها لك و لو أن حُبك سهرني ليالي و تعبني أيام يا ولد مسفر، لرجع لك عقلك يمكن اسمح لك تكلمني بعد كلامك هذا، الحين انا وحده ألزم ما علي نفسي و اللي في بطني و غيره يهّون.
سمعت تنهيده تطلع منه قبل ما تنزل الجوال و تسكر.
رمت الجوال على السرير تسمح لصرخة عضب و حسره من الاندلاع من حنجرتها.
بدت دموعها تنزل بضيق و حزن على حالهم، كان حُبهم ما ينوصف، انسجامهم مع بعض ولا أجمل، سفرات و وناسه و حُب كل يوم يزيد.
انهد حيّلها و وقفت بقّل حيّل تلم أغراضها المُهمه و بعدها تتصل على أبوها يجي ياخذها، و تعذرت ان هزاع عنده مُهمه كم أسبوع تخفي الخلاف الشديد بينها و بينه.

والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن