—
دخل ببدلته العسكريه و رمى الحزام اللي فيه أسلحته على السرير.
وقف قدامها و حط يدينه خلف ظهره و شافته يميّل شفته و يزفر، تدري انه يحاول يهدي نفسه عشان ما ينفجر عليها بحُكم معرفته لشخصيتها الحساسه، بلعت جود ريقها و قررت تبدء هي النقاش.
تنهدت و رفعت يدها توضح و تنطق: أسمعني، أنا ما كنت ابي اجيب طاريها يعني، تلومني ؟! أنت بس حد يجيب طاريها تنفجر أجل لو قلت لك حضرت زواجنا و وسوست لي وش بتسوي ؟!
عض شفته و أطلق ضحكة سُخريه و لف وجهه بجهة الشُباك و قال: وسوسة في أذنك بعد ؟ أجل هي السبب في صدك عني أول زواجنا صح ؟
هزت راسها بالسلب و نطقت باستعجال: لا لا لا، وش دخل أصلاً من جدك بسمع كلام من وحده عبارة عن خُبث و خبائث ؟ حشى علي.
كتم ضحكته أول ما شافها تتكتف و تبوز شفايفها الورديه و تنطق بتحلطم: وجع صدق جعلها السلال، دخلت بيتي و برّكت في مجلسي و قالت أيش قالت جويّد، جعل الجوع يضرب بطنك يا مريضه !
كان ناوي صدق يهزئها، و لكن ما قوى وهو يشوف هالنتفه تشتم و تسب طليقته أمامه، و كلامها و حلطمتها كانت تضحكه، يشوف صغّرها و طريقة تبريرها لسبب عدم بوحها له بالموقف اللي صار لها مع طليقته و يحس انه حد يتكلم مع نتفه.
ضحك بخفه يسحب النتفه المتحلطمة اللي الشتم ما زال على لسانها من خصرها و رفع أصبعه يحطه بين شفايفها و ينطق بضحكه: بس يا سنفور غضبان، ذنوبك سوت أكبر إقلاع إهدي.
عضت شفتها تلهي نفسها باللعب في أزرة بدلته العسكريه و قالت: يعني مو معصب ؟
رفع حاجبه و قال: كنت ناوي اعصب عليك و اهزئك، لكن الله يخلف عليتس حلوه.
ابتسمت تبرز غمازة خدها اليمين، اللي سُرعان ما انحنى يقّبلها وسط ضحكاتها، حاوطت رقبته تحتضنه بشدة، تحمد ربها على شخص مثله يتحكم بعصبيته و يراعي شخصيتها الحساسة.« وقت شروق الشمس - المستشفى »
ركب تركي السياره يسكر الباب بعد ما انتوا من المستشفى، التفت على هزاع اللي كان فاتح أزرة ثوبه يحك رقبته، و العرف يصب من جبينه و نطق: وش عّلتك انت ؟ الدكتور قال طيب ما فيك الا العافيه !
سكتوا اول ما رن جوال هزاع و طّلعه من جيبه و طاحت عينه على القلب الأبيض اللي مسمينه بعض، زفر و جاته الحاله اللي ما يستوعبها إلا بعد فوات الأوان، و رمى الجوال بجانب القّير و يزفر بانزعاج.
نزل تركي عيونه على جوال هزاع و عرف انها زوجة هزاع و قال: وش قومك ؟ رد عليها تحاتيك.
رص هزاع على فكه و همس: بعدين، رجعني العزبه الحين.
رص تركي على الدركسون و نطق: أقولك رد، لا تحرق قلب المسكينه عليك.
لف هزاع على تركي و نطق بانفعال: وش رأيك ترد عليها انت ؟! مرتي و كيفي ما ابي اكلمها ولا أحاكيها خلها ! لا تجنني انت الثاني !
طارت عيون تركي، لان غير عن تعامله الجاف مع زوجته اللي يعرف تركي و بشكل كبيره مقدار حُبها بقلب هزاع، كان أسلوبه معه غريب، كان هزاع يحترمه و يعامله كأنه أبوه الثاني ولا يتكلم مع بهالطريقه بحُكم ان تركي اخوهم الكبير و بكّر مسفر.
هز تركي راسه و قال: لا أنت مب طبيعي، مالنا إلا شيخ يشوف حالتك.
طارت عيونه تركي و تأكد ان في شي في هزاع جّد أول ما انفعل عليه في السياره من جاب طاري الشيخ، طنش هزاع المُنفعل عليه و بدء يسرق بسرعه باتجاه أحد الشيوخ اللي يعرفهم و يثق فيهم وهو يرفع جواله يبلغ الشيخ بوصوله في غضون دقايق.
في نصف طريقهم كانت اتصالات نايفه بشكل مُتقطع، لين رد هزاع عليها في وسط إنفعاله الشديد و أول ما رد نطقت: أبو هزاع ؟ وينك ما راح تجي نفطر سوى انا و انت ؟
زفر هزاع و نطق بغّضب: انا وش قايلتس ؟! مب قايلتس لا تجننيني بالأتصالات اللي مال أمها داعي ؟! صح ولا لا !
توسعت عيون نايفه و حست بقلبها ينزل في بطنها، عضت شفتها أول ما بدت العبره تخنقها و همست: لا بس، كنت أبي أعرف عشان أحسب حسـ...قاطعها صوته.
نطق بصوته العصبي نتيجة إنفعاله و نطق: أسمعيني يا بنت خليفه ! إذا أستمرت حّنتك هذي ترا والله مردتس بيت اهلتس يضمتس تسمعين ؟!
انصدم تركي من كلام هزاع و صرخ: ولد أعقل !!
لف هزاع لتركي و همس: لا تدخل بيني و بينها انت !
شهقت نايفه و صاحت: أيش ؟! هزاع جالس تسمع نفسك شقاعد تقول ؟! تدور الزله انت ؟!
كمل هزاع و نطق: هذا انا قلت عندك شي ولا أسكر ؟!
عضت شفتها من قرارها الفوري اللي بتاخذه لكن ما عاد تقدر تستحمل كل ذي الطعنات منه هو بالذات، وقفت و محاجرها مليانه دموع و نطقت: أنا بروح بيت أهلي لين يرجع لك عقلك، ذيك الساعه بنتكلم !
ضحك هزاع بسخريه و قال: عتبتي برا باب بيتنا ورقة طلاقتس بتلحقتس بيت أبوتس تفهمين ؟!
انصدمت نايفه و نطقت بغضب: تهددني أنت !! ترى انت الخسران و ولدك في بطني ! و إذا تحسب ان حُبك في قلبي بيجبرني اعيش عندك في ذا المذله تراك غلطان !
هز راسه بعض شفته بغيض و قال: أجل توكلي يا بنت خليفه، انتي اللي جنيتي على نفستس !
بدء دمها يغلي، فكرة انفصالهم ما تدخل عقلها لكن ما تدري وش مشكلته معها، لكن أسلوبه معه أعماها و خلى نار الغضب المكبوته داخل صدرها تطلع، و نطقت بكُل غضب: أسمعني عدل، لو حبّيتك حُب ما قد صار في هذي الدنيا، عزة نفسي ما أرخصها لك و لو أن حُبك سهرني ليالي و تعبني أيام يا ولد مسفر، لرجع لك عقلك يمكن اسمح لك تكلمني بعد كلامك هذا، الحين انا وحده ألزم ما علي نفسي و اللي في بطني و غيره يهّون.
سمعت تنهيده تطلع منه قبل ما تنزل الجوال و تسكر.
رمت الجوال على السرير تسمح لصرخة عضب و حسره من الاندلاع من حنجرتها.
بدت دموعها تنزل بضيق و حزن على حالهم، كان حُبهم ما ينوصف، انسجامهم مع بعض ولا أجمل، سفرات و وناسه و حُب كل يوم يزيد.
انهد حيّلها و وقفت بقّل حيّل تلم أغراضها المُهمه و بعدها تتصل على أبوها يجي ياخذها، و تعذرت ان هزاع عنده مُهمه كم أسبوع تخفي الخلاف الشديد بينها و بينه.
أنت تقرأ
والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفه
Romance~~ من غدت همي وانا مالي ديار الا ديرها جالها بين الظلوع الظامية روحة وجية جادل كل الدروب المعشبة تنبت بثرها جت تبي جرح وقصيد وخلت الثنتن لية من يحدثني حديث الثلج للجمر بثغرها والله اني كنت ناوي لي بهاك الجمر نية من نشدهاك الوساع الخرس عن دنيا حورها...