٤٣

31.5K 849 153
                                    


ابتسمت ام سلمان وقالت: استودعناك الله يا بنتي، و يشهد الله أن فيك قبول ما شاءالله عليك، لا تقطعينا مثل ما قلتي.
ودعتهم بدور و ركبت السيارة تتعدى سلمان و خالها.
مسكت مقبض الباب و لقت تشوف عيون سلمان عليها، شدت على الجلال المغطيه فيه وجها و صّدت بخجل من نظراته و ركبت السياره.
جلست في الكرسي الخلفي، و رفعت عيونها لأمها اللي التفت عليها و نطقت: متي صار لك شي ؟ بخير و طيبه.
تنهدت بدور و قالت: بس يمه ما يصير ! فشلتيني مع الناس !
تأففت امها و رجعت أعطتها ظهرها، لفت من ركب خالها وهو يقول: ما شاءالله عليه، ونعّم الرجال.
نطقت ام مها: منهو ؟ الرجال ذا ؟
التفتت على خالها اللي قال: ايه، ولد عزام ال جملان.
توسعت عيون ام مها وقالت: رئيس الشرطة ؟؟
خالها شغّل السياره و بدء يبعد عن المكان وهو يقول: هالله هالله.
التفتت ام مها وقالت لبنتها: يعني كنتي عن شرطة، ما كان سويتي ذا الأفلام الله يهديك.
زفرت بقّل حيّلة من امها و التفتت للشُباك تتأمل عزبتهم اللي كل مالها تختفي عن عيونها، ابتسمت تتذكر لمار و لطافة ام سلمان معها، عاشت بينهم يوم واحد و حست بفرحة ما حستها بين اهلها اللي قضت معهم سنين.

« بيوت ال ضيدان »
نزلت جوالها من قرت رسالت صقر و توجهت بخطوات سريعة للباب الخلفي، فتحته و ابتسمت تشوف اخوها، تقدمت تحضنه وهي تقول: بشّر ! وش صار ؟
عقد حواجبه ينطق: وش صار بعد ؟ خطبوها و أبوي بيجي يقولها وهي عاد تفكر، أنا لازم اروح لـ دوامي سلميلي عليهم كلهم، وحبي لي راس امي.
ابتسمت نايفه بخفة تنطق: أبشر، مع السلامه.
لوّح لها صقر و توجهت راجعة للداخل، جلست مع البنات في المجلس و التفتت على شهد تاخذ منها غيم ذات الأربع شهور و نص و تشيلها.
بدت تلعب معها و بدت تضحك غيم و ابتسمت نايفه تشوف تشاركهم الغمازات، ضحكت و قّبلت خدود غيم وهي تنطق بصوت طفولي: اموت عليك أنا ! ويا زين اللي تشبه عمتها !
التفتت على قمر اللي صرخت وقالت: وانا ؟! بس عشانها تشبهك سحبتي علي !
توسعت عيون نايفه و سمعت ضحكات البنات على عصبية قمر اللي تشبه عصبية ظافر كثير، همست شهد لـ حمده وهي تقول: مغير عصبية اخوك.
ضحكت حمده تهمس: اييي، اشوفها.
ابتسمت نايفه تقول: يا بنتي شفيك ؟ انتي الحُب الأولي في قلبي تعالي احبك.
تكتفت قمر وهي تشوف عمتها تمد غيم لـ شهد و تنزل تحت تفتح ايدينها لها، زفرت و صّدت برأسها بزعل وقالت: أنا اصلاً احب حمده اكثر منك !
رفعت نايفه حواجبها وقالت: شف !! اقول تعالي لا اجي اخمك يا بنت اخوي !!
كتم الجميع ضحكته من دخل ثنيان و حاوط اكتاف قمر و نطق: ليش زعلتوها ؟!
رفعت حاجبها و قالت: ابد يا حضرة ولد اللواء، ما زعلانها.
عصبت قمر و التفتت على ثنيان تنطق وهي تأشر على نايفه: ألا ! هي تحب غيم اختي اكثر مني !
وقفت نايفه و تخصرت تنطق: ليش تكذبين ؟
تأففت قمر و طلعت برا للحوش وهي مبوزه، عقد ثنيان حواجبه دليل على غضبه وقال: زعلتوها ليه ؟! حرام عليكم !
طلع و راح يلحق قمر وهو معصب، كانت شهد ميته ضحك وقالت: بنتي آمنت مستقبلها عند رجال كفو ما شاءالله عليه !
ضحكت نايفه وقالت: خليه يراضيها أجل.
دخلت عليهم هديل وهي تقول: بسم الله ايش صاير ؟ قموري تبكي برا و ثنيان حاضنها شفيكم ؟
نزل شاهين بعد ما بدل و لبس ثوب و سمع كلام هديل و رفع ثوبه يركض لجهة قمر و ثنيان وهو يصرخ: اخو غيم صدق !!
ضحكوا الكل على شاهين و غيرته، قالت حمده وهي ميته ضحك: اشهد ان ابوك ظافر !!
ابتسمت نايفه و قالت: أنا بروح اشوف قمر ما اقوى زعلها.
و توجهت نايفه للحوش و شافت ثنيان و شاهين يصارخون بتحدي لبعض انو اللي يجيب عدد أقوال زياده هو الفايز و ينفذ الخسران حُكم الفايز.
ضحكت عليهم و توجهت لقمر اللي كانت مبوزه و جلست جنبها على العتبه، حاوطت اكتافها و قبلت راسها وقالت: ليه قمراي زعلانه ؟ اسفين انتي حبيبة قلبي.
ناظرتها بطرف عين و ضلت ساكته، تنهدت نايفه و عقدت حواجبها من راودها شعور اللوعه و الاستفراغ، لفت على قمر و نطقت بعجّلة: قمر بسرعة جيبي الزباله !
التفتت قمر باستغراب لكن نفذت كلام عمتها و راحت تركض تجيب اقرب زباله ~ عزكم الله ~ ، سحبتها نايفه و مسكت شعرها و انحنت تستفرغ وهي ماسكة بطنها اللي يقّلب كل ثانيه.
خافت قمر وقالت بصوت باكي: عمه فوفو اسفه اسفه ! خلاص ما ازعل بس لا تمرضين كذا !
سكتت نايفه ولكن رجعت تستفرغ من جديد و بدت تتعب، خافت قمر على عمتها و ركضت داخل للبنات و صرخت: عمه نايفه مرا تعبانه برا !
فزوا البنات و ركضوا للخارج، شافوها تستفرغ و حاوطوها بخوف عليها، مسكت شهد شعرها تبعده و مسحت هديل على ظهرها.
انحنت حمده قدامها و مسكت يدها من انتهت من الاستفراغ وقالت: بسم الله عليك ! نيوفي شفيك ؟
سكتت نايفه و مسكت راسها تنطق: ما فيني شي، كليت كثير غداء بس.
ميّلت شهد شفتها وقالت: اشوفك كنتي فاتحه على الآخر، لكن ما دريت بتتعبين كذا.
صغّرت حمده عيونها وقالت: نايفه يمكنك حامل ! ترى خلاص صار لك من متى سقطتي و من متى سويتي العمليه، يقدر جسمك يحّمل ترى عادي.
توسعت عيون هديل وقالت: صار لها من متى ايش ؟!!!
قرصتها شهد عشان تسكت و همست حمده لهديل: بعدين بعدين مو الحين بنشرح لك.
رفعت نايفه عيونها، و كلام اختها ذكرها بالماضي اللي قدر هزاع ينسيها اياه، وقفت و الضيق واضح على ملامحها وقالت: وين حامل انتي، ما اعتقد.
وقفت شهد وقالت: طيب، عندي جهاز تحليل للحمل تعالي شوفي.
عضت شفتها بتوتر و مسحت هديل على ظهرها وهي تقول: جربي ايش بتخسرين ؟
هزت راسها وقالت بصوت مكسور: خايفه بعد ما ارفع امالي اطلع مو حامل، و اخاف احمل و اخسره مره ثالثه !
سكتت هديل بصدمه، لانها مو فاهمة اي شي، لكن ناظرت حمده و شهد اللي سحبوها و توجهوا كلهم لقسم شهد و ظافر عشان تسوي التحليل.

والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن