—
شافت الدانه زايد و عيونه مثبته على عُمر و توترت من برزت عظمة فكه دليل على غضبه.
رفع زايد حاجبه يناظر عُمر بحده و نطق: عسى ما شر يا الطيب ؟
لفت الدانه ذراعها حول ظهر زايد تشد على جكيت الجلد الأسود المُرتديه بإشارة إلى تهدئته، و لكن عضت شفتها من حست برفسه خفيفه على فخذها من الخلف و همست في نفسها: وجع يا حقير !
بلعت ريقها توجه أنظارها لـ عُمر اللي واضح عليه ارتبك و قال: لا بس كنت اسأل عن قاعدة و خلاص بروح اسأل الدكتور عنها.
حولت الدانه عيونها لـ زايد اللي نطق و هو مصغّر عيونه: و ليه ما سألته من اول مره ؟ بالنهايه هو اللي يشرح و عنده مُلخصات كل القواعد، مب زوجتي.
شتت عُمر أنظاره و نطق بتوتر: اسف اسمحولي، استأذنكم.
أعطى عُمر زايد ظهره بيمشي و لكن اجبره يلف عليه من مسك زايد كتفه و همس له: احسن لك لا تقرب منها مره ثانيه، حركات شباب الجامعه اللي برا ما تمشي علي، تسمع ؟
هز راسه عُمر يبلع ريقه و يقول: ابشر ابشر، أنا ما كنت ادري انها متزوجه عشان كذا.
رفعت الدانه حاجبها تتأفف و نطق زايد بغضب واضح: و ان ما كانت متزوجه، ناوي تكمل يعني ؟ احترم نفسك عشان ما أوديك ورى الشمس ها.
زفر عُمر يناظر في زايد قبل لا يرن جواله و يبتعد عنهم، تنهد زايد يلف على الدانه اللي كانت مبتسمه من غيرك زايد عليها و توسعت عيونها من نطق: و انتي ليه شاقه الحلق ؟! عاجبتس الوضع ؟ تبيني اكمل عليه اذبحه ؟
ضحكت تحتضن رقبته و تقّبل خده بسرعه و تبتعد خجلاً من الناس، ابتسمت بخفه من ارتخى زايد و شّبك يدها بـ بيده يخّلخّل أصابعهم في بعض.
رفعت الدانه راسها من سمعت صوته و هو يقول: لو احد كلمتس مره ثانيه كلميني في نفس الثانيه.
هزت رأسها بالإيجاب و حّست فيه يقّبل الجُزء الجانبي من راسها.
خرجوا من بوابات الجامعه متوجهين لـ سيارة زايد عشان يرجعون الشقه و يقضون باقي يومهم مع ولدهم.« مساءاً - بيوت ال ضيدان »
تخصرت فاطمه تناظر الذبيحه و هي مغطيه فمها و هي تقول لـ ريم: يعني ما قرروا يحملون إلا جماعي ؟ ما فيه إلا أنا و انتي، شهد الضيفه و الباقي حوامل.
التفتت ريم على جود اختها اللي دخلت عليهم المطبخ و هي تقول: يلا بنات جده تقول طلعوه الحوش، تغطوا بأجله احتياط.
زفرت ريم تنطق: إن شاءالله.
توجهت فاطمه للمغاسل و هي تنطق: بغسل يدي و بلبس عبايتي البيضاء و بجي دقيقه، لان الجلال ما راح يتركني دام فستاني ضيق كذا.
توجهت فاطمه المغاسل و غسلت يدها، بعدها لبست عبايتها البيضاء و حطت الشيله البيضاء على راسها تغطي بعض شعرها الكيرلي.
لفت انتباهها باقات ورد جايبينها لـ شهد بحُكم رجوعها من السفر و ابتسمت بخفه تاخذ باقة ورد ورديه و صورت بجوالها انعكاسها على المرايا.
شهقت تسمع صوت ريم تناديها و عجّلت بخطواتها لها، ساعدتها بحّمل الذبيحه مع مُساعدة العاملات أيضا و طلعوها لين الباب الخلفي و حطوها عند العتبه.
رجعوا العاملات لشغلهم و مشوا فاطمه و ريم بخطوات بطيئه بحُكم جمال الجو لين وصلوا داخل.
نزلت فاطمه عيونها يدها اليسار و تحديداً سبابتها و شهقت من شافت خلوه من الخاتم اللي كان هديه من فارس اخوها بعد ما نجحن في آخر اختبارات لها، تعرف ظروف فارس الصعبه و مع ذاك شرى لها اياه و كانت حافظته و شايفته اغلى ما تملك لانه منه.
التفتت عليها ريم تسأل: بسم الله شفيك ؟
زفرت فاطمه تشتت أبصارها على الارض حولها و هي تجاوب: خاتمي ضاع، كان في إصبعي و أنا شايله الذبيحه وين راح ؟
رفعت ريم أكتافها بعدم معرفه، طّلت فاطمه برأسها تشوف إذا وصلوا العُمال يشيلون العشاء لـ مجلس الرجال او لا، و تأكدت من عدم قدومهم للآن و التفتت على ريم تنطق: بروح اشوفه دقايق و بجي.
هزت ريم راسها بالإيجاب تقول: بنتظرك هنا.
زفرت فاطمه تلف عبايتها حولها و تتوجه لـ عند الباب الخلفي، بدت تتفحص المكان بعيونها و ما حصلت اي آثر له داخل الحوش.
تعّدت عتبة الباب و بدت تدور حول الذبيحه الموجوده برا و بدت تدور حولها، وصلت للجهة اللي كانت هي شايلة منها و لفت انتباهها لمعة الماس خاتمها تطّل عليها من تحت.
لفت من سمعت صوت خطوات ارجل و شافت اربع من عمالهم و زفرت ترفع شيلتها تغطي شعرها، ناسيه انه باين من الخلف و ارتاحت من شافتهم صدوا عنها و اعطوها ظهرهم بحُكم انهم مُسلمين و ملتزمين أيضاً بأوامر خليفه و الجد محمد.
نزلت و مدت يدها تاخذ خاتمها و لكن قبل لا توصل له سمعت صوته الثقيل المبحوح المألوف ينادي: وجع فلافل ادخلي داخل العُمال برا و واقفه اهنا انتي و خشيتتس البيضاء ذي !
خذت الخاتم و التفتت عليه و كان جواله في يده و توقعت انه كان يتصل برا المجلس و شافها و قالت: انتي دخلت نفسك كرت العايله ولا وش ؟ ما تتعدى مجلسنا ما عندك حياه ؟
رفعت حاجبها من صفّر للعمال و قال: تعال يا صديق ! يلا سوي شيل !
توسعت عيونها تبتعد و تحط نفسها خلفه و ارتاحت تشوف كيف غطاها بالكامل بحُكم طوله و عرضه، و كذالك صغرها بحُكم ان توها في السابع عشرة سنه.
ما قدرت ترجع لـ الداخل لين راحوا العمال بحُكم انهم كانوا عند الباب، زفرت من ابتعدوا العمال و نزلت عيونها تدخل الخاتم في سبابتها.
رفعت عيونها له من نطق بسخريه و هو صّاد: ما أتعدى مجلسكم لاني ميت على مقابل وجهتس تصدقين ؟
قّلبت عيونها تتوجه لـ الباب بانزعاج و تأفف و هي تقوله له: يحّصل لك أصلاً، روح اسجد شكر انك شايفني أصلاً يا الصعلوك، دز امها روح تعشى، زقوم.
رفع حواجبه يلتفت على زولها المقفي عنه و ابتسم يدخل يدينه بجيوب ثوبه يشوفها وهي تتبختر بالكعب و العبايه البيضاء الرهيفه.
ضحك بخفه من التفت عليه و عطته نظره حاده و دخلت داخل و هي مقفيه عنه، و هز راسه بتنهيده و بدء يدندن في طريقه:
راح و قفى في طريقه ثم قطع عني سلامه
راح و قفى وقفت الفرحه و حلت بي الغبينه
دخل المجلس و سكر الباب خلفه و سمع أصوات الرجال في قسم الطعام و توجه لهم و هو يهمس: سديتي نفسي في العشاء يا فلافل.
جلس بين الرجال و طرى في باله انه صدق ما يعرف اسمها، و فقط يناديها بـ فلافل و ضحك من شاف بعض الفلافل موجوده على صحن قدامه.
مد يده و خذى وحده و قال في نفسه: والله لا اكلتس.
أنت تقرأ
والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفه
Romance~~ من غدت همي وانا مالي ديار الا ديرها جالها بين الظلوع الظامية روحة وجية جادل كل الدروب المعشبة تنبت بثرها جت تبي جرح وقصيد وخلت الثنتن لية من يحدثني حديث الثلج للجمر بثغرها والله اني كنت ناوي لي بهاك الجمر نية من نشدهاك الوساع الخرس عن دنيا حورها...