٥٧

27.5K 812 92
                                    


شافت الدانه زايد و عيونه مثبته على عُمر و توترت من برزت عظمة فكه دليل على غضبه.
رفع زايد حاجبه يناظر عُمر بحده و نطق: عسى ما شر يا الطيب ؟
لفت الدانه ذراعها حول ظهر زايد تشد على جكيت الجلد الأسود المُرتديه بإشارة إلى تهدئته، و لكن عضت شفتها من حست برفسه خفيفه على فخذها من الخلف و همست في نفسها: وجع يا حقير !
بلعت ريقها توجه أنظارها لـ عُمر اللي واضح عليه ارتبك و قال: لا بس كنت اسأل عن قاعدة و خلاص بروح اسأل الدكتور عنها.
حولت الدانه عيونها لـ زايد اللي نطق و هو مصغّر عيونه: و ليه ما سألته من اول مره ؟ بالنهايه هو اللي يشرح و عنده مُلخصات كل القواعد، مب زوجتي.
شتت عُمر أنظاره و نطق بتوتر: اسف اسمحولي، استأذنكم.
أعطى عُمر زايد ظهره بيمشي و لكن اجبره يلف عليه من مسك زايد كتفه و همس له: احسن لك لا تقرب منها مره ثانيه، حركات شباب الجامعه اللي برا ما تمشي علي، تسمع ؟
هز راسه عُمر يبلع ريقه و يقول: ابشر ابشر، أنا ما كنت ادري انها متزوجه عشان كذا.
رفعت الدانه حاجبها تتأفف و نطق زايد بغضب واضح: و ان ما كانت متزوجه، ناوي تكمل يعني ؟ احترم نفسك عشان ما أوديك ورى الشمس ها.
زفر عُمر يناظر في زايد قبل لا يرن جواله و يبتعد عنهم، تنهد زايد يلف على الدانه اللي كانت مبتسمه من غيرك زايد عليها و توسعت عيونها من نطق: و انتي ليه شاقه الحلق ؟! عاجبتس الوضع ؟ تبيني اكمل عليه اذبحه ؟
ضحكت تحتضن رقبته و تقّبل خده بسرعه و تبتعد خجلاً من الناس، ابتسمت بخفه من ارتخى زايد و شّبك يدها بـ بيده يخّلخّل أصابعهم في بعض.
رفعت الدانه راسها من سمعت صوته و هو يقول: لو احد كلمتس مره ثانيه كلميني في نفس الثانيه.
هزت رأسها بالإيجاب و حّست فيه يقّبل الجُزء الجانبي من راسها.
خرجوا من بوابات الجامعه متوجهين لـ سيارة زايد عشان يرجعون الشقه و يقضون باقي يومهم مع ولدهم.

« مساءاً - بيوت ال ضيدان »
تخصرت فاطمه تناظر الذبيحه و هي مغطيه فمها و هي تقول لـ ريم: يعني ما قرروا يحملون إلا جماعي ؟ ما فيه إلا أنا و انتي، شهد الضيفه و الباقي حوامل.
التفتت ريم على جود اختها اللي دخلت عليهم المطبخ و هي تقول: يلا بنات جده تقول طلعوه الحوش، تغطوا بأجله احتياط.
زفرت ريم تنطق: إن شاءالله.
توجهت فاطمه للمغاسل و هي تنطق: بغسل يدي و بلبس عبايتي البيضاء و بجي دقيقه، لان الجلال ما راح يتركني دام فستاني ضيق كذا.
توجهت فاطمه المغاسل و غسلت يدها، بعدها لبست عبايتها البيضاء و حطت الشيله البيضاء على راسها تغطي بعض شعرها الكيرلي.
لفت انتباهها باقات ورد جايبينها لـ شهد بحُكم رجوعها من السفر و ابتسمت بخفه تاخذ باقة ورد ورديه و صورت بجوالها انعكاسها على المرايا.
شهقت تسمع صوت ريم تناديها و عجّلت بخطواتها لها، ساعدتها بحّمل الذبيحه مع مُساعدة العاملات أيضا و طلعوها لين الباب الخلفي و حطوها عند العتبه.
رجعوا العاملات لشغلهم و مشوا فاطمه و ريم بخطوات بطيئه بحُكم جمال الجو لين وصلوا داخل.
نزلت فاطمه عيونها يدها اليسار و تحديداً سبابتها و شهقت من شافت خلوه من الخاتم اللي كان هديه من فارس اخوها بعد ما نجحن في آخر اختبارات لها، تعرف ظروف فارس الصعبه و مع ذاك شرى لها اياه و كانت حافظته و شايفته اغلى ما تملك لانه منه.
التفتت عليها ريم تسأل: بسم الله شفيك ؟
زفرت فاطمه تشتت أبصارها على الارض حولها و هي تجاوب: خاتمي ضاع، كان في إصبعي و أنا شايله الذبيحه وين راح ؟
رفعت ريم أكتافها بعدم معرفه، طّلت فاطمه برأسها تشوف إذا وصلوا العُمال يشيلون العشاء لـ مجلس الرجال او لا، و تأكدت من عدم قدومهم للآن و التفتت على ريم تنطق: بروح اشوفه دقايق و بجي.
هزت ريم راسها بالإيجاب تقول: بنتظرك هنا.
زفرت فاطمه تلف عبايتها حولها و تتوجه لـ عند الباب الخلفي، بدت تتفحص المكان بعيونها و ما حصلت اي آثر له داخل الحوش.
تعّدت عتبة الباب و بدت تدور حول الذبيحه الموجوده برا و بدت تدور حولها، وصلت للجهة اللي كانت هي شايلة منها و لفت انتباهها لمعة الماس خاتمها تطّل عليها من تحت.
لفت من سمعت صوت خطوات ارجل و شافت اربع من عمالهم و زفرت ترفع شيلتها تغطي شعرها، ناسيه انه باين من الخلف و ارتاحت من شافتهم صدوا عنها و اعطوها ظهرهم بحُكم انهم مُسلمين و ملتزمين أيضاً بأوامر خليفه و الجد محمد.
نزلت و مدت يدها تاخذ خاتمها و لكن قبل لا توصل له سمعت صوته الثقيل المبحوح المألوف ينادي: وجع فلافل ادخلي داخل العُمال برا و واقفه اهنا انتي و خشيتتس البيضاء ذي !
خذت الخاتم و التفتت عليه و كان جواله في يده و توقعت انه كان يتصل برا المجلس و شافها و قالت: انتي دخلت نفسك كرت العايله ولا وش ؟ ما تتعدى مجلسنا ما عندك حياه ؟
رفعت حاجبها من صفّر للعمال و قال: تعال يا صديق ! يلا سوي شيل !
توسعت عيونها تبتعد و تحط نفسها خلفه و ارتاحت تشوف كيف غطاها بالكامل بحُكم طوله و عرضه، و كذالك صغرها بحُكم ان توها في السابع عشرة سنه.
ما قدرت ترجع لـ الداخل لين راحوا العمال بحُكم انهم كانوا عند الباب، زفرت من ابتعدوا العمال و نزلت عيونها تدخل الخاتم في سبابتها.
رفعت عيونها له من نطق بسخريه و هو صّاد: ما أتعدى مجلسكم لاني ميت على مقابل وجهتس تصدقين ؟
قّلبت عيونها تتوجه لـ الباب بانزعاج و تأفف و هي تقوله له: يحّصل لك أصلاً، روح اسجد شكر انك شايفني أصلاً يا الصعلوك، دز امها روح تعشى، زقوم.
رفع حواجبه يلتفت على زولها المقفي عنه و ابتسم يدخل يدينه بجيوب ثوبه يشوفها وهي تتبختر بالكعب و العبايه البيضاء الرهيفه.
ضحك بخفه من التفت عليه و عطته نظره حاده و دخلت داخل و هي مقفيه عنه، و هز راسه بتنهيده و بدء يدندن في طريقه:
راح و قفى في طريقه ثم قطع عني سلامه
راح و قفى وقفت الفرحه و حلت بي الغبينه
دخل المجلس و سكر الباب خلفه و سمع أصوات الرجال في قسم الطعام و توجه لهم و هو يهمس: سديتي نفسي في العشاء يا فلافل.
جلس بين الرجال و طرى في باله انه صدق ما يعرف اسمها، و فقط يناديها بـ فلافل و ضحك من شاف بعض الفلافل موجوده على صحن قدامه.
مد يده و خذى وحده و قال في نفسه: والله لا اكلتس.

والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن