٣٩

37K 938 166
                                    


نزلت حّمده عيونها للأرض بحيره وقبل لا تقدر تنطق انصدمت من صوت ضحكات مجموعة من الرجال قريبة و لفت على فيصل اللي تقدم لها بخطوات سريعه و بحركة سريعه فتح البشت و غطاها فيه احتياطاً عشان ما يلمحها أحد.
سحبها من خلال باب للخارج و نّزل البشت الأسود على كتوفها و رفعت عيونها له بخوف وهمست: ابي اطلع من اهنا قبل لا يطلع لنا أحد ثاني !
مسك معصمها و ثبتها يمنعها من البُعد عنه وقال وهو يرص على اسنانه: إلى متى وانتي تتهربين مني ؟! كل ما جيت بدال الحاجز ألف حاجز تبنينه بينا ! إلى متى ؟
بلعت ريقها ترفع أنظارها له، خايفه من ان ماضيها اللي نجحت في أخفائه عن الكل ما عدا اختها يظهر له، اكتفت بالصمت و عيونها تتنقل بين عيونه اللي تشوف حُبه و غلاه لها فيهم.
عضت شفتها من مسك يدينها الثنتين وقال:

قلتي لي اصبر بس أنا المطفوق
عجلت في شوفتس و عجلتي

غصنٍ على ساقي و فيه عذوق
وش الغريبه لو تمايلتي

لكن قبل تمشين أنا مسروق
من صدري قبل شوي وش شلتي

بلعت عبرتها و منعت عيونها من انها تدمع، تتذكر سبب رفضها لـ مُكالماته وهي عارفة صفاء نيته لكن ماضيها اجبرها تترك هالعلاقات اللي ما تكون حلالً، بغض النظر عن نية الشخص، لانها سوتها مع شخص طعنها في ظهرها و غّدر فيها، أو تصحيحاً، شخصين غدروا فيها و مثلوا عليها الطيبه و الحُب، لين بانت لها حقيقتهم.
سحبت البشت من كتوفها و مدته لـ فيصل، و اكتفت بقول بجملة واحده قبل تختفي من أنظاره: كحّل عيني بشوفتك بعد اسبوعين.

« عند بوابات الفندق »
ابتسمت تشوف رسالته و طلعت له و عبايتها في يدها، لمحت ظهره و قربت بخطوات بطيئة و صرخت: زيود !!!
انخرش زايد و لف عليها و ارتخى جسمه، تنهد: الله يخّلف عليتس يا البزر !
رفعت حاجبها و رفعت سبابتها في وجهه بتهديد: ترى أهلي هنا ها ! و برجع معهم و بتبطي منتب شايفني !
ميّل شفته وقال بعبط: صدق والله ؟ و بعدين وين كشختتس ؟ مالي نصيب منها ؟
تخصرت و نزلت أنظارها لـ بجامتها المُزينة بالدباديب الصغيره و السلبر اللي على شكل قطوتين وقالت: تستاهل و بعدين عندي صور إذا خليتنا نمر ناخذ قهوة و كوكيز بوريك.
رفع زايد حاجبه وقال: لا يا شيخه ؟
فتحت عبايتها و بدت تلبسها وقالت وهي تتخطاه ببطنها البارز: طلبات ولدك مو طلباتي !
كتم ضحكته و دخل جواله في جيبه يمشي وراها، حاوط أكتافها و انحنى يقّبل راسها ويقول: كم دندونه عندي؟ أبد تحت أمرتس وين تبين ؟
رفعت عيونها له و انرسمت الابتسامه على ثغرها و رفعت يدها تحاوط ظهرها و رفعت نفسها تقّبل خده وقالت: بعدي زيود !!
صغر عيونه وقال: زيود في بيتنا الله يهديتس مب اهنا.

« حديقة العرس »
كملت أكل صحن البشاميل بهدوء بعد ذهاب المعازيم و خلى العرس من الناس، أغلب أهلها صعّدوا لـ غُرفهم يبدلون لكنها كانت مرتاحه فجلست.
كانت العنود جالسه معها لكنها طلعت تستلم طلب القهوة اللي قرروا يشربونها بعد عشائهم.
رفعت عيونها لأعلى الشاشه للأتصال اللي جاها و نزلت شوكتها ترد على الأتصال و سمعت صوته: حّي الله حّرم هزاع.
ضحكت ترجع ظهرها على الكرسي وقالت: الله يبقيه.
هزاع: شلونتس ؟ اربتس ما تعبتي مثلي.
عقدت حواجبها بابتسامه ونطقت: بسم الله عليك، شفيك تعبت ؟
هزاع بتنهيده: ثنيان هذا طلع له جانب شيطاني قسم بالله.
ضحكت وقالت: تراك ما تشعني ! بيجلس عندنا أسبوعين لا تخرب صورته في بالي، اتذكره حليِـو.
ميّل شفته وقال: خلصتي ؟
نايفه: يصير ساعه زياده ؟
صغر عيونه وقال: خمسة و أربعين دقيقه.
ضحكت و لفت من دخلت وجدان و وراها حمده وقالت: خلك مع ثنيان انت، بتحس بالخمسة و الأربعين ذي بعد ما تمر ساعتين دامك معه.
ضحك هزاع و استودعته الله و سكرت، لفت تشوف وجدان و حمده يجلسون جنبها و ناظرت وجدان من نطقت: بنات عندي مشكله.
رفعت نايفه حاجبها وقالت: شفيك ؟
ميّلت وجدان شفتها و تقدمت تاخذ كوب المُهيتو و نطقت: مشاري يبي يقدم الزواج وحنا متفقين على ثلاث شهور.
نايفه: بعد كم يبي يخليه هو ؟
وجدان: شهرين، لأنه تو رجع جدّة و يقول ان بيتنا هناك بيخلص بعد شهرين، فيقول ليش نتأخر شهر كامل على الفاضي.
نايفه: طيب وانتي بتجهزين ؟؟
هزت وجدان راسها بـ لا وكملت: يا حبيبتي الرجال ميّت علي بقوله ينطّق شهر زياده وش عليه ؟
ضحكت نايفه عليها وقالت: أشكر ابو ثقتك جوجو !
لفت وجدان و وراها نايفه على حمده اللي كانت ساكته و سرحانه تتأمل الورود البيضاء الموجود على الطاولة، لفت وجدان على نايفه اللي رفعت كتوفها بعدم معرفه لـ سبب صمت أختها.
وقفت وجدان من اتصل عليها مشاري و قال بتحلطم: لو طاري المليون صدق !
و مشت ترد عليه، تقدمت نايفه بـ حمده و مسكت كتفها و رمشت حمده تلتفت لاختها اللي نطقت: وش فيك ؟ وجهك مو جايز لي.
صّدت حمده و بدت تلعب بخواتمها وهمست: فيصل يبي يخطبني.
انرسمت الابتسامة على ثغر نايفه و مسكت يدين اختها بحماس: وشفيك كذا زعلانه طيب ؟!
رفعت حمده عيونها لـ أختها وقالت بصوت خافت: نسيتي اللي صار مع مازن ؟
غمضت نايفه عيونها بتنهيده من تذكرته وقالت: من جدك انتي ؟! وين فيصل و وينه هو ؟ ما اصدقك مقارنة فيصل مع ذاك النّذل !
سكتت حمده تنزل عيونها وقالت: كنا نتواصل من الجوال لكني قلت له لا يكلمني من يوم ملكة جود إلا لما نتملك و يكون بالحلال.
زفرت نايفه و كملت تسمع اختها من نطقت: أنا مو حاطة مازن في بالي لكن خايفه يعرف فيصل بماضيي اللي قبل و اخسره.
مسكت نايفه يد حمده وقالت: اسمعيني زين، كلميه الليله و قولي له السالفة من الألف إلى الياء، ان كنه يبغيك و شاريك فالحمدلله، ما بغاك ان شاءالله الأخير منه يجيك.
سكتت حمده لـ ثواني وقالت: واذا ما ابي اللي اخير منه ؟
رفعت نايفه عيونها لـ حمده وقالت: طحتي في حُبه ؟
نزلت عيونها لـ خواتمها و ابتسمت بخفة تنطق: ولا ابي حّد يسمي علي.
ضحكت نايفه و ضربت كتف اختها وقالت: وجع ! استغفري !

والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن