٥٢

29K 853 105
                                    


هزت رأسها بالإيجاب و صاحت اول ما شالها و بدء يتوجه لغرفتهم، و ابتسمت تريح راسها على صدره اول ما شافت السعاده طاغية على ملامحه.
وصلوا للغرفة و بدت توريه صور السونار اللي استلمتهم اليوم.

« بيوت ال ضيدان »
رفعت راسها و نزلت ملعقتها أول ما نطق أبوها: نوفي، صاير بينك و بين زوجك شي ؟
بلعت ريقها تهز راسها بالسّلب و نطقت، تصفي أذهان الموجودين على طاولة الطعام المستغربين من تواجدها طيّلة الأسبوع اللي راح و قالت: هو قال عشان ترتاحين في حملك اجلسي عند اهلك.
زفر الجد محمد ينطق: يعني اللي افهمه انك بتجلسين هنا لين تولدين بالسلامه إن شاءالله ؟
اكتفت بهز رأسها بالإيجاب لان ما تحب تطيل النقاشات معه، رجعوا الكل لسوالفهم الطبيعيه ما عداها هي، جلست تناظر صحنها بتفكير.
ما وصلها منه اي شي، لا رساله، لا اتصال، و هي من كثر عتابها ما سألت وجدان و العنود عنه.
تنهدت أول ما حست بالشبع و وقفت تستأذن و تتوجه لبيت ابوها بحُكم ان عشاهم كان في بيت الجد محمد.
ركبت الدرج و دخلت غرفتها تبدل من الجلبيه لـ بنطلون قطن مُريح و هودي ازرق.
و لبست سلبر صوف ~ عزكم الله ~ و تركت شعرها مفتوح و توجهت للمطبخ تسوي لها كوب شاهي، انتهت و راحت للسطح و ابتسمت من هّبت هبوب بارده على وجها اول ما فتحت باب السطح.
جلست على المتكى و سحبت الدفتر الصغير الموجود في جيبها المُعلق عليه قلم حبر بالون الوردي.
نزلت شاهيها على المتكى جنبها و فتحت أول صفحه اللي كانت كاتبه عنوانها تاريخ رجعتها لبيت أهلها، تحديداً تاريخ افتراقهم.

أتحّرى يمكن الليل يطلع منه نور
ولا يمكن تنطق شفاك : لبيه و سمّي

رفعت القلم لشّفتها تعض عليه تتأمل الجُمله اللي كانت عبارة عن الشعور الداخلي اللي تحس فيه، أبطت ما سمعت كلمة لبيه و سمّي من منطوقه، صوته بشكل عام اشتاقت له و كثير.
لكن وجع قلبها كان أكبر، زفرت تنزل القلم و ترفع كوب الشاهي ترتشف منه بهدوء وهي تتأمل الليل و لمعة النجوم، اللي تذكره بلمعة عيونه كل ما أقبلت عليه.
عضت شفتها تمسح على بطنها اللي بدء بالبروز وهي تفتح جوالها تشوف آخر الرسايل بينهم، و بعدها آخر اتصال، اللي كان سبب وجعها طيّلة الأسبوع اللي راح.
تنهدت و رفعت الكاب تغطي في راسها و فتحت أيبادها تشوف مُسلسل يسمح لها بالهروب عن واقعها و بدت تتابع في أجواء هادئة.

« صباحاً - حايل »
طّلعوا من المحكمه بعد ما قضوا فيها عدة ساعات، سيستمر البحث في قضية ام مها لين بعد بكرا عشان يتأكدون الشرطة و اللي ماسكين القضيه من كل شي و يكونون على بيّنه بكُل التفاصيل.
قرر مشعل الرجوع بحُكم تواجد بناته مع ولده في المنزل لحالهم، و لكن قبل رحيّله قرر يسأل عن عائلة ال جملان بحُكم ان ولدهم تقدم لبنته.
و بعدها توجه لنجد بعد ما ارتاح من سمع بطيّبه و سُمعته المعروفه بالكرم و الرجولة، ارتاح صدره طول الطريق لانه بيعطي بنته له وهو مرتاح، عكس بنته الاولى اللي أعطاها زوجها و قلبه بتقطع، ولكن ما سواها إلا ستراً لها و لسُمعتهم.
بقى تركي في حايل و رجع لفندقهم و جلس في اللوبي يتقهوى بعد عناء طويل في المحكمه، رفع عيونه من حس بوجود شخص مُقبل عليه و لقى راكان، اخو ام مها.
تقّدم يسلم عليه و جلس راكان بجانب تركي و بدء الحوار في مسألة ام مها ياخذ مجراه بينهم، و كان اغلب النقاش هو توضيح تركي لـ راكان عن أخته و أفعالها اللي كان راكان جاهل عنها.

والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن