—
بلع عساف ريقه وهو قرر ما يقول لـ احد شي عن الفلم اللي صار و الدمامين و الأسلحة، سكر من عادل بعد ما طمنه و لف على الملاك النايم في حضنه.
حاوط جسمها الضئيل بيدينه العريضه ذات العروق البارزه و دفن خشمه في شعرها و غمض عيونه و شوي شوي خلّد للنوم.« مُنتصف الليل - بيوت ال ضيدان »
زفرت بتعب ترمي القلم على الطاولة، خّلخلت أصابعها في شعرها و رمت البُكلة اللي كانت لامته و تركت شعرها ينتثر على متونها، نزلت أنظارها للأوراق و بلعت ريقها لان مهما حاولت تركز في دراستها، جُزء صغير من تفكيرها ما انزاح عنه.
في نص تركيزها الشّديد على المُذاكرة تسرح تفكر فيه، لكن ليه تحس بأنها تبيه و اشتاقت له وهي اللي سكرت باب المواصل بينهم؟ ليه الحين تبي تسمع صوته و تسأل شلونه و كيف حاله وهي آخر مره سمعته مُنذ شهر تقريباً.
مسكت جوالها و دخلت على أسمه و ضحكت من قرت الاسم المُستعار تفادياً من انها تنفضح ~ فرح ~, دخلت مُحادثاتهم و بدت تقراهم بصمت و الأبتسامه العريضه مزينة ثغرها.
توسعت عيونها من طلع لها أنه ~ online ~ مما يّدل انه مُتواجد في التطبيق معها، لكنها جاهلة لمن يتكلم معه، عضت شفتها تستغفر و تسكر جوالها.
زفرت حمده: خلاص يا بنت مو انتي اللي ابعدتيه ؟ خلاص تحملي و اصلاً باقي شهرين و يخلص الكورس و ان شاءالله تتملكين انتي وهو !
لمت شعرها في كبابة و ثبته بالبُكلة و مدت يدها تاخذ القلم و تكمل مُذاكرتها.« صبــاحاً - سويسرا، انترلاكن »
لبست البالطو البنُي اللي زُين بالفرو من الأمام و شدت على حزامه تربطه حول خصرها، طلعت شعرها و خلت يتناثر على ظهرها و مشت تاخذ كوبين من القهوة سوتهم بالمكينة لها هي و هزاع و توجهت لـ البلكونه.
طلعت و لعبت نسيم الهواء السويسري بشعرها، كشرت من شمت الدخان و تقدمت للطاولة تحط القهوتين و مشت له.
ابتسمت تاخذ الزقارة من بين أنامله و ثبتتها بين أناملها هي، سوت نفسها تقرب الزقارة من شفايفها و تعالت ضحكتها من سحبها من خصرها و نزع الزقارة يرميها بالأرض و يدوس عليها، لف عليها و عيونه متوسعه و نطق بحده: نايفه ! صاحيه ؟!
ضحكت وبرزت غمازاتها: لا نايمه !
رفع حاجبه و ابتسم من زادت ضحكتها و حاوطت رقبته وهي تقول: كنت امزح ! شفيك ؟
ميّل شفته يمرر يدينه حول خصرها وقال: انتي شكلتس مستغله ذا الأسبوع من قلب ها ؟
تحمرت وجنتيها من قّبل مبسمها و يحتضنها لصدره، ابعدت و قالت بخجل: تعال ذوق القهوة، من يدي.
شبك يده بيدها و سحبها معه على الكرسي اللي برا على البلكونة.
جلس على الكرسي و سحبها يجّلسها على حضنه و ريح يده حول خصرها و بدءوا يحتسون القهوة في اجواء جميله جداً، متناسين للماضي الأليم.« صباحاً - المركز العسكري »
ميّل عساف شفته بعد ما انتهى من خالد و خلاه يدخل السجن أول ما يطلع من المستشفى اللي عليه مُراقبة مُكثفة من قبل العساكر.
مسك الدركسون و تنهد يتذكر ان تركها نايمه في سريره مع ثنيان اللي جاه في مُنتصف الليل بسبب خوفه و نومه بينه و بين جود، زفر يرد على الاتصال اللي جاه من صديقه العقيد خّـلف بن ياسر ال صفوان و رد عليه وقال: ارحب يا خلف.
رد خلف وقال: اشوفك طالع من المركز، حياك تعال قهوة *** عازمك عليها وان رفضت جيت تليتك.
ضحك عساف وقال: يلا جاي.
بعد دقايق وصل عساف القهوة و لمح خلف جالس على الطاولة و توجه له، وقف خلف و صافح عساف و جلسوا، تنهد عساف و رفع خلف حاجبه يقول: وش كنت تسوي في المركز ؟ اخبر دوامك على العصريات ؟
عساف: تتذكر خالد اللي قلت لك عنه ؟ اللي كان الفروض يدخل السجن اول ما يصحى من الغيبوبه ؟
هز خلف راسه وقال: ايه، شفيه ؟
عساف: مسكته و سّلمته للمركز، و طلعت وانا مرتاح يا ولد.
عقد خلف حاجبه وقال: ذكرني بأسمه كامل.
زفر عساف: خالد بن تميم بن محمد ال ضيدان.
خلف: ال ضيدان ؟ نسايب هزاع ؟
هز عساف راسه بالإيجاب وقال: هالله هالله.
رفع خلف حاجبه بدهشة و ضحك باستهزاء: العائلة مشكوك في وضعها قسم بالله، توني قبل اسبوعين مدخل بنت عم هزاع السجن.
هز عساف راسه وقال: ناس ما همها إلا نفسها و توصل للي هي تبيه، حتى لو صار من نصيب غيرهم.
رفعوا رؤوسهم لـ القهوة و الحلا اللي وضعه لهم الموظف و راح، سحب خلف قهوته و قربها لشفايفه وهو يقول: ايه، قلي علوم عرسك ؟
بلل عساف شفته وقال: زين، برجعها لبيت اهلها.
توسعت عيون خلف و شرق في قهوته وقال بصدمه: ابك علامك ! امشي و تطلق ؟!
ضحك عساف عليه وقال: يا حمار أنا خذيتها بدون عرس و حسيته جا في خاطرها و أحزنت، فيرجعها تسوي العرس اللي هي تبيه بعدين بخمها.
تنهد خلف وهمس: أشوى، روعتني.

أنت تقرأ
والله إنك عليهم فيك زود وش يجيب الوطى للنايفه
Romance~~ من غدت همي وانا مالي ديار الا ديرها جالها بين الظلوع الظامية روحة وجية جادل كل الدروب المعشبة تنبت بثرها جت تبي جرح وقصيد وخلت الثنتن لية من يحدثني حديث الثلج للجمر بثغرها والله اني كنت ناوي لي بهاك الجمر نية من نشدهاك الوساع الخرس عن دنيا حورها...