٣٨

38.7K 1.3K 154
                                    


بلع عساف ريقه وهو قرر ما يقول لـ احد شي عن الفلم اللي صار و الدمامين و الأسلحة، سكر من عادل بعد ما طمنه و لف على الملاك النايم في حضنه.
حاوط جسمها الضئيل بيدينه العريضه ذات العروق البارزه و دفن خشمه في شعرها و غمض عيونه و شوي شوي خلّد للنوم.

« مُنتصف الليل - بيوت ال ضيدان »
زفرت بتعب ترمي القلم على الطاولة، خّلخلت أصابعها في شعرها و رمت البُكلة اللي كانت لامته و تركت شعرها ينتثر على متونها، نزلت أنظارها للأوراق و بلعت ريقها لان مهما حاولت تركز في دراستها، جُزء صغير من تفكيرها ما انزاح عنه.
في نص تركيزها الشّديد على المُذاكرة تسرح تفكر فيه، لكن ليه تحس بأنها تبيه و اشتاقت له وهي اللي سكرت باب المواصل بينهم؟ ليه الحين تبي تسمع صوته و تسأل شلونه و كيف حاله وهي آخر مره سمعته مُنذ شهر تقريباً.
مسكت جوالها و دخلت على أسمه و ضحكت من قرت الاسم المُستعار تفادياً من انها تنفضح ~ فرح ~, دخلت مُحادثاتهم و بدت تقراهم بصمت و الأبتسامه العريضه مزينة ثغرها.
توسعت عيونها من طلع لها أنه ~ online ~ مما يّدل انه مُتواجد في التطبيق معها، لكنها جاهلة لمن يتكلم معه، عضت شفتها تستغفر و تسكر جوالها.
زفرت حمده: خلاص يا بنت مو انتي اللي ابعدتيه ؟ خلاص تحملي و اصلاً باقي شهرين و يخلص الكورس و ان شاءالله تتملكين انتي وهو !
لمت شعرها في كبابة و ثبته بالبُكلة و مدت يدها تاخذ القلم و تكمل مُذاكرتها.

« صبــاحاً - سويسرا، انترلاكن »
لبست البالطو البنُي اللي زُين بالفرو من الأمام و شدت على حزامه تربطه حول خصرها، طلعت شعرها و خلت يتناثر على ظهرها و مشت تاخذ كوبين من القهوة سوتهم بالمكينة لها هي و هزاع و توجهت لـ البلكونه.
طلعت و لعبت نسيم الهواء السويسري بشعرها، كشرت من شمت الدخان و تقدمت للطاولة تحط القهوتين و مشت له.
ابتسمت تاخذ الزقارة من بين أنامله و ثبتتها بين أناملها هي، سوت نفسها تقرب الزقارة من شفايفها و تعالت ضحكتها من سحبها من خصرها و نزع الزقارة يرميها بالأرض و يدوس عليها، لف عليها و عيونه متوسعه و نطق بحده: نايفه ! صاحيه ؟!
ضحكت وبرزت غمازاتها: لا نايمه !
رفع حاجبه و ابتسم من زادت ضحكتها و حاوطت رقبته وهي تقول: كنت امزح ! شفيك ؟
ميّل شفته يمرر يدينه حول خصرها وقال: انتي شكلتس مستغله ذا الأسبوع من قلب ها ؟
تحمرت وجنتيها من قّبل مبسمها و يحتضنها لصدره، ابعدت و قالت بخجل: تعال ذوق القهوة، من يدي.
شبك يده بيدها و سحبها معه على الكرسي اللي برا على البلكونة.
جلس على الكرسي و سحبها يجّلسها على حضنه و ريح يده حول خصرها و بدءوا يحتسون القهوة في اجواء جميله جداً، متناسين للماضي الأليم.

« صباحاً - المركز العسكري »
ميّل عساف شفته بعد ما انتهى من خالد و خلاه يدخل السجن أول ما يطلع من المستشفى اللي عليه مُراقبة مُكثفة من قبل العساكر.
مسك الدركسون و تنهد يتذكر ان تركها نايمه في سريره مع ثنيان اللي جاه في مُنتصف الليل بسبب خوفه و نومه بينه و بين جود، زفر يرد على الاتصال اللي جاه من صديقه العقيد خّـلف بن ياسر ال صفوان و رد عليه وقال: ارحب يا خلف.
رد خلف وقال: اشوفك طالع من المركز، حياك تعال قهوة *** عازمك عليها وان رفضت جيت تليتك.
ضحك عساف وقال: يلا جاي.
بعد دقايق وصل عساف القهوة و لمح خلف جالس على الطاولة و توجه له، وقف خلف و صافح عساف و جلسوا، تنهد عساف و رفع خلف حاجبه يقول: وش كنت تسوي في المركز ؟ اخبر دوامك على العصريات ؟
عساف: تتذكر خالد اللي قلت لك عنه ؟ اللي كان الفروض يدخل السجن اول ما يصحى من الغيبوبه ؟
هز خلف راسه وقال: ايه، شفيه ؟
عساف: مسكته و سّلمته للمركز، و طلعت وانا مرتاح يا ولد.
عقد خلف حاجبه وقال: ذكرني بأسمه كامل.
زفر عساف: خالد بن تميم بن محمد ال ضيدان.
خلف: ال ضيدان ؟ نسايب هزاع ؟
هز عساف راسه بالإيجاب وقال: هالله هالله.
رفع خلف حاجبه بدهشة و ضحك باستهزاء: العائلة مشكوك في وضعها قسم بالله، توني قبل اسبوعين مدخل بنت عم هزاع السجن.
هز عساف راسه وقال: ناس ما همها إلا نفسها و توصل للي هي تبيه، حتى لو صار من نصيب غيرهم.
رفعوا رؤوسهم لـ القهوة و الحلا اللي وضعه لهم الموظف و راح، سحب خلف قهوته و قربها لشفايفه وهو يقول: ايه، قلي علوم عرسك ؟
بلل عساف شفته وقال: زين، برجعها لبيت اهلها.
توسعت عيون خلف و شرق في قهوته وقال بصدمه: ابك علامك ! امشي و تطلق ؟!
ضحك عساف عليه وقال: يا حمار أنا خذيتها بدون عرس و حسيته جا في خاطرها و أحزنت، فيرجعها تسوي العرس اللي هي تبيه بعدين بخمها.
تنهد خلف وهمس: أشوى، روعتني.

والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن