٢٧

47.8K 1.2K 192
                                    


ابتسم و قّبل مبسمها مره ثانيه و ضحكت شهد تبعده، باس جبينها وقال: وين قلبي و روحي؟
ردت شهد وهي تعرف مين يقصد: نايمين، ما يدرون بجيتك.
راح ظافر لغرفة عياله على ما شهد تسوي له وجبة خفيفه و جلس على سرير شاهين و باس راسه و بعده قمر يشم من ريحة عياله اللي اشتاق لهم كثير.
زفر بألم من ضربت ركبته المجروحه بطرف السرير بسبب ظلام الغرفه و عض شفته بألم لانه كان مكان خياطه.
سكت و طلع بدون يطلع صوت و دخل الحمام ( أكرمكم الله ) عشان يتروش بعد مُهمه كانت قاسيه عليه.

« قسم هزاع و نايفه »
ابتسم يأشر عليها تجلس في حضنه، صّدت بخجل و مشت له، حاوط خصرها و جّلسها و قّبل كتفها.
تنهدت تريح راسها في تجويف رقبته و عقد هزاع حواجبه يمسح على راسها و انحنى يقّبل ثغرها بخفه قبل يهمس: مو مرتاح لوضعتس، ارطني.
غمضت عيونها بتعب من ألم بطنها الخفيف وهمست: تعبانه شوي بس.
تنهد هزاع يقّبل راسها لفتره طويله قبل لا يبعد و يحاوط ظهرها و يحط ذراعه تحت سيقانها و يرقعها.
مشاها للسرير و نزلها بهدوء قبل ينحني يبوس أرنبة انفها و يهمس: فيني ولا فيتس يا شرايين قلبي.
ابتسمت بخفه تخبط على المكان اللي جنبها و تنهد يبوس راسها و ينسدح جنبها.
دفنت نفسها بين ضلوعه و رص عليها يحس ببرودة جسدها و سحب اللحاف يغطيها فيه و قال: ما ودك تقولين اللي في قلبك.
زفرت نايفه و همست: لا ما ودي، الين اعرف وش اللي في قلبي اصلاً.
غمضت عيونها و خلت الأفكار تدور في راسها و آخر شي حست فيه هو شفايفه تقّبل جبينها قبل ما سيطر النوم عليها.

« الفجر، بيوت ال ضيدان »
تنهدت تسكر مُصحفها بعد ما صلت الفجر، استخارت امس و حست براحه في قلبها لكن عقلها و ذاكرتها كل ما حاولت تنسى خالد رجع لعقلها.
عضت شفتها توقف و ترجع مُصحفها للدرج و تشيل جلال صلاتها و تسفط سجادتها.
زفرت وهي تفتح جوالها و تجلس على الكنب، تحاول تلهي نفسها و اتصدد عن التفكير بعساف. سكرت جوالها بعد دقايق و رمته على الكنب بضيقه من شافت ما فيه فايده.
جلست تفكر هل توافق او لا، خايفه من ان خالد يصحى وهي لسا معه في نفس الحوش و ودها تبعد.
عقدت حواجبها بضيق من تذكرت لقاءهم و انه في نفس اليله خطبها و تحس انها متضايقه من هالشي لكن مهما عصبت من شوفته لها بالغلط جانب منها ارتاح له لانه دخل البيت من بابه عكس خالد و مُستحيل تنسى وقفته معها و شلون اثبت براءتها و طلع حقها.
تنهدت تمشي للسرير و تنسدح عشان تنام و كل تفكيرها هل توافق عليه و تأمن نفسها عنده لما يصحى خالد؟
انرسمت ابتسامه على شفايفها تتذكر لطافة ولده ثنيان و تنهدت قبل تغمض عيونها و تغرق في النوم.

« بيت عساف »
قّبل راس ثنيان و توجه على طول لسيارته متُجه لبيت اهله و عصبية الدنيا كلها فيه. بعد دقايق معدوده وصل و فتح الباب بقوه و حصّل ابوه و امه جالسين في الصاله.
زفر عساف و مرر يده في شعره يهدي غضبه وقال بصوت هادي عكس العواصف اللي في صدره: شلون تخطبون لي من غير شوري؟!
وقف ابو عساف بصرامه قدام ولده، اشر على صدر عساف بسبابته باندفاع وقال بحده: منتب قاعد عزابي كذا سمعت؟! ولدك اللي بيجيه توحد بكرا لا عنده اخوان ولا خوات يتعزوى فيهم لكبر! ما عنده إلا انت و شغلك ما يرحم ولا عندك وقت تقابل ولدك طول اليوم!! و ترا اهل منيره كلموني و طلبوا مني أقنعك ترجعها و تستر عليها!
عساف بحده: قولي طيب!! منب رافض بس عطني خبر!! و بعدين اهل منيره ذولا يبطون أرجعها؟!!
ابو عساف: ابي أزوجك عشان يفارقونا! منيره و اهلها خلاص يدرون انك عايش حياتك مع وحده تقدرك و تقدها! و يا ويلك ان جاني علم ان حّن قلبك لام ولدك و مراءة ثانيه على ذمتك! والله يا عـ...قاطع عساف أبوه.
عساف بحده: تخسي ذيك اللي ما تتسمى تقول ولدي أنا! و الي بتصير على ذمتي مثل ما تقول شوفها بتوافق على واحد عنده ولد و مطلق ولا لا بالاول!
ابو عساف: اسمعني يا عساف! ان وافقت منتب مدبر لتايلند مع امك إلا وانتوا متملكين، سامع؟
عض عساف شفته بغيض و قهر و لف انظاره لامه اللي صاده عنه وقال: اللي تأمرني فيه يبه.
قّبل عساف راس امه و ابوه بضيق واضح على ملامحه و طلع يركب سيارته.
ريح راسه على الدركسون و تنهد بصوت عالي و غمض عيونه بتعب و ضيقة.
مثل البرق لمح صورت النمري الأشقر في خياله و غمض عيونه بقوة يعيد صورتها اللي في راسه، طلع بكيت الدخان الخاص فيه و فتح شُباك سيارته و بدأ يدخن.
يحاول يتناسى شكلها وهو يحاول يستوعب انه احتمال كبير تكون هي اللي بتصير حَرمه لان ما في جود غيرها.
ابتسم بخفة يتذكر استخدامها للسلاح في الدفاع عن نفسها و شرفها و شلون ما رضت على نفسها عكس طليقته بالضبط.
زفر و طلع الدخان من بين شفايفه وهمس: اللي ظهر لي انك والله بنت رجال يا جود.
رمى زقارته و توجه راجع لبيته، صف سيارته و دخل و انصدم من حصّل ولده واقف وهو ساحب بطانيته في نص الصاله.
ثنيان بخوف ركض لأبوه و حضن رجوله وقال: وينك يا بابا مره خفت لما شفتك مو موجود!!
شاله عساف و باس خده و مشى للدرج متوجه لغرفة ثنيان و حطه في سريره و انسدح جنبه لين ينام وهو يمسح على راسه.
لف عساف من ضحك ولده فجاءة وقال: شفيك تضحك؟
ثنيان بضحكه: اتذكر خرشة جود لما شافتك! كان وجها يضحك! هي ليش تخبت منك يا بابا؟
ميّل عساف شفته وهو متوهق من سؤال ولده وقال: سالفة طويله وانا ابوك، بقولك أيها بكرا.
ابتسم ثنيان يلعب في أزرة ثوب ابوه وقال: بابا جود كانت مره طيبه! لازم تقابلها مره حلوه و عندها كثير حلاوه و شبسات تكفيني أنا و انت و جود!
ضحك عساف على ولده وقال بتنهيده: عندها؟ والله؟

والله إنك عليهم فيك زود وش يجيب الوطى للنايفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن