"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثاني_الجزء الثاني""يــا صـبـر أيـوب"
_____________________ربي فقدت اليد كُل الحِيْل ولم تعد
تملك في المناجاة إلا الدُعاء..ربي إني بُليتُ بمرض الهوىٰ
ولم في أجد إلا في مخالفته الشفاء..ربي إني تغربت عن نفسي وسِرتُ
في طريقٍ كله بلاء وعودت وكلي رجاءفعليلٌ أنا بِـ حُب الدُنيا وحُبها في
النفس داء والقرب منك هو الدواء.._"غَـــوث"
__________________________________اليوم وأنا أتحدث معكِ…
وأكتب ذلك الخطاب أعترتني رحلة الذهاب إلى شيءٍ لم يكن هو بالمجهول وما يؤلمني أنه كان معلومًا، عُدت حيث كنتُ في مفترق الطرق أسير تارة خلف التيه وتارة أخرى خلف الألم، كل الطرقات رغم أنها تعرفني إلا أنها لم ترحمني وكأن الرحمة فقط في الحُلم…
وحتى لا أكون جاحد القلب ناقمًا على النعم..
كل ذلك ناسيته حينما رأيتكِ، ومنذ هذا الحين علمتُ أنكِ من وسط قسوة القبيلة كنتِ الرحمة، ومن بين ظلم الأهل كنتِ الإنصاف، واليوم يكتب هذا الذي لا تعرفه سوى المدائن البعيدة والأرجاء الوحيدة…
أن المظلوم تم إنصافهِ بوجودك،
وأنتصر في حربهِ فقط بمجرد سماع صوتك.<"من أنا؟ ربما أكون غيري أنا أو أنا لستُ أنا">
_يعني لو الحج "نَـعيم" طلع أبوك ممكن تفرح؟.
سؤالٌ ألقاه "بيشوي" بترقبٍ سكن كل جوارحهِ على رفيقه فيما ابتسم له "تَـيام" وقلب شفتيه للأسفل يفكر هُنيهة عابرة ثم جاوبه بنبرةٍ متأرجحة لم تملك الثبات على موقفها:
_مش للدرجة دي يعني، بس مش عارف، أنا آه بحبه، بيفكرني بأبويا، بحسه حنين أوي وبالذات لما أتعاملت معاه، بس كل واحد بياخد نصيبه وأنا نصيبي كان "صبري" الله يرحمه.
أغمض "بيشوي" عينيهِ يحاول التماسك أكثر لكنه فتحهما من جديد يهتف بنبرةٍ مختنقة إثر الغصة المريرة بحلقهِ:
_الحج "نَـعيم" هو أبوك يا "تَـيام" و "مُـحي" أخوك الصغير، أخوك شقيقك من الأب والأم، وليك عيلة تانية غير دي وأصل تاني أنتَ ضعت عنه.
حسنًا أفضل الحلول في الإيجاز هي الطرق على الحديد وهو ساخنٌ لعل ذلك يلعب دورًا هامًا في المشاعر وهي تعتبر المحرك الأساسي، وبالرغم من حجم المخاطرة إلا أنه كما قيل في سابق عصرنا "شرٌ لا بُد منه" وقد ابتسم "تَـيام" بغلبٍ على أمرهِ وحرك رأسه نفيًا يُعبر بذلك عن يأسهِ ثم هتف بنبرةٍ ساخرة تهكمية:
_دا واضح إن "جـابر" عمل معاك الصح لدرجة خليتك تخرف يا "بيشوي" مين دا اللي أبويا؟ أومال لو مش متربيين مع بعض بقى؟ دا أنا كنتـ….
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Açãoقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...