98_الصدع في الروح يغالب الجدار

41K 2.6K 765
                                    

"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثامن وتسعون_الجزء الثاني"
    
                   "يــا صـبـر أيـوب"
        ______________________

فَلا تَغُرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُها
وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ

وانْظُرْ إِلى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها
هَلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْرِ الحَنْطِ والكَفَنِ

خُذِ القَنـَاعَةَ مِنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها
لَوْ لم يَكُنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَدَنِ

يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً
يَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ

يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي
فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني

يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً
عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ

_"ديوان الزُهد في الدنيا"
____________________________________

لكن العالم لن يفهم معنى أن تكون وحدك في الحرب..
تقف وحدك وتُحارب وحدك وتحاول وحدك، والأصعب في إدراكه أنك تمتليء بما لم تستطع أن تُفصح عنه، فكيف تخبر العالمين أنك تقف تائه الخُطى لا تعلم من أين يبدأ طريقك الصحيح؟ كيف تستعيد وعيك والعالم حولك يُعلن عليك الحرب وأنتَ الخصم الضعيف وحدك بغير عونٍ أو جيشٍ حتى نفسك تلومك على ما لم تستطع تحمله، كيف تقف شامخًا وأنتَ ظهرك مضروبٌ بالطعنات الغادرة، أتعلم قسوة الأمر؟ أن كل ما ظننته حليفًا لك أنقلب عليك عدوًا، أنتَ الذي كنت تقف متباهيًا بجيشك اليوم تقف وحدك في الصفوف كافة أمام وعيناك تلمح ذاك الجيش _البعيد عنك كل البُعد_ وهو يقوي الصفوف ضدك في حربٍ كدت أن تخسر بها نفسك، لكن تذكر أنكَ لست بالخصمِ الضعيف،
وليس ذاك الذي يخسر الحرب في شربة ماءٍ من يد عدوٍ غادرٍ،
لطالما كنت ولازلت الخصم الأقوى في حربك وحدك، فلن يهمك خيانة جيشٍ تركك وحدك في نهاية المطاف، فتخيل لو كل فارسٍ تركه خيله وحده أنتهت بذلك حكايته، لما كُنا سمعنا ذات يومٍ عن الفارسين الذي أكملوا الطُرقات وحدهم، لذا لا تجهل بذاتك وأنتَ الذي يعلم نفسه خير العلم، وكلما تفاوتت معرفتك بذاتك تذكر قول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
"لا تجعل جَهْل النّاس بك يغلب علمك بنفسك"

     <"إذا كنت تعلم نفسك فلن يضرك القيل ومن قال">

لطالما كل ما فينا كان ذرة حُبٍ للحياة..
فسوف تجدنا ساعيين من وسط الهزائم بكل شغفٍ وحُبٍ للحياة، لن توقفنا الهزائم باكيين على ما فات، ولن يُخضعنا رحيلٌ وفات، فلو كل شيءٍ يتنهي برحيل بعض الأشياء لكنا جميعًا بين الحياة رُفات، اليوم سوف نقف أمام الهزائم نصنع منها النصر الجديد حتى ولو بغير الحُلفاء، لطالما كانت القوة في قلوبنا، فلن تُرهقنا الخطوات التي أضعفت عزيمتنا..

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن