الحلقة الخاصة (2)

25.7K 1.7K 832
                                        

"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الحلقة الخاصة الثانية"
    
                     "يــا صـبـر أيـوب"
               ________________‏

"سبحانك أنتَ الصَّاحِب.

أنتَ أنيس من لا أنيس له، ولولا صُحبتك ومَعيَّتُك ضِعنا!
كاشف الهَم والبلوى، وإليك تُرفع الشكوى

‏جَميعنا
نَنظُر إلىٰ السَّمَاءِ كُل يَوم،
جَميعنا نَرجو شيئًا.

إن كنتَ معنا فمن علينا؟ وإن كنتَ علينا فمن معنا؟

نِعمَ المُجيب ونِعمَ السَّميع، حتى الصغائر التي يحتقرها الناس تعلمها
لولاك ما ذُقنا شربة ماء، لولاك ما كُفينا لولاك ما طُعِمنا.
نِعمَ الربُّ ربُّنا!"

كَان مِن دُعاءِ سيدنا مُحمّد ﷺ

ربّنا صَاحِبْنا وأَفضِل عَلَينا."

_مقتبسٌ..
____________________________________

في زمانٍ من وسط الحكايا التي حملتها الأساطير المُخلدة وجدتُك أنتَ في حديثِ زماني،
وجدتُ فيك أسطورة عصري وإبهار عقلي
ومن التيهِ كنت عنواني، فلجأت إليك التحد بك ووجدتك حينها تلجأ إليَّ وتُناديني بـ أماني، فأطلقت عليك لقب طمأنينة القلب المُرتجف، ومنك أخذت قوتي وبنيت بجوار قلبك مكاني،
فالحمدلله ألف مرة ومرة على نعمة وجودك وأنك الخير الذي آتانِ، وسبحان الله الوهاب حين رزقني صُحبتك أنتَ لأكون مع رفيق العُمر الذي هو أنتَ ولأحمد ربي أنك أنتَ شريك زماني..

  <"لكل شبيهٍ شبيهٌ يطمئن له ويرتكن عليه ويلجأ إليه">

صباحٌ مُنيرٌ بشمسٍ دافئة رغم برودة الأجواء..
صباحٌ شتويٌ أتى يحمل رائحة الغيثِ ببوادر صباحية هادئة ورقيقة كما نسمةٍ لطيفة مرت على الوجه، أيام ونيسة يعشقها المرء بعد مرور ليلٍ عصيبٍ ومُتعبٍ عليه، خاصةً بعد ليلةٍ متعبة يقضيها بعملٍ شاق يحتاج لجهدٍ مُضاعف كي يُنهي ما بدأ من عملٍ، فقد كان "يـوسف" في بيتهِ ينام فوق الفراش في غرفة نومه بهدوءٍ، يضع كفيه أسفل وجنته والوسادة بين فخذيه كأنه ينام فوق سحابة صيفية..

فجأة فُتِح الباب عليه وشعر بجسده يهتز بقوةٍ، فتح عينيه على مضضٍ ليجد ابنه يتعلق في عناقه، تنهد بثقلٍ ثم ضمه لعناقه وتحدث بصوتٍ ناعسٍ:

_إيه يا "يامن" حد يصحي حد كدا؟.

_أنا ماشوفتكش إمبارح وكنت مستنيك، جيت إمتى؟.

تنهد "يـوسف" ثم مسح فوق خصلات صغيره وهو يقول:

_جيت الساعة ٢.٣٠ كنت أنتَ نايم بس دخلت بوستك واتطمنت عليك كمان، ماما صحيت ولا لسه؟.

جاوبه الصغير بلهفةٍ:

_من بدري أوي، ونزلنا جيبنا الفطار وجيبنا حاجات كتيرة من تحت أنا وهي ورجعنا بس جيت أشوفك علشان وحشتني من إمبارح يا بابا، النهاردة الجمعة أنتَ اجازة صح؟.

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن