"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل المائة وستة_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________
اللهم إنا نسألُكَ الفوز عند القضاء
ومنازل الشهداء وعيش السعداء
و النصر على الأعداء ومرافقة الأنبياء،
اللهم اعطنا إيمانًا صادقًا
وعلمًا نافعًا و قلبًا خاشعًا ..
يا كريمُ يا حليم يا فتاحُ يا عظيم
يا جبارُ يا عليم يا توابُ يا رحيم..
سبحانك .. سبحانك .. سبحانكَ يا الله…
عفوكَ و رضاكَ يا رب
يا ربي عُدت إلى رحابكَ تائبًا
يا ربي عُدت إلى رحابكَ تائبًا
مستسلمًا .. مستمسكًا بعُراكَ
أدعوكَ يا ربي.. أدعوكَ يا ربي ..
لتغفرَ زلتي، لتغفرَ زلتي
لتغفرَ زلتي وتُعينني وتُمدني بهداكَ..
_"نصر الدين طوبار"
____________________________________
أني أعود لكِ من بعد كل تيهٍ..
كأنك الطريق الوحيد من وسط السُبل التي أخوضها مُجبرًا عليها، لا أعلم كيف لي أن أنصفكِ بحديثي في حين أن الحديث لن ينصف فيكِ مثقال ذرةٍ من جمالٍ،
فالجمال حينما يوهبه الله لمخلوقٍ يجعل الأعين لا تُبصر غيره من بين الورىٰ، وأنا أصابني العمى عن الجميع من بعدكِ، فلم أعد أذكر كم مرة انبهرت بجمالٍ من بعد جمالكِ، أو كم مرةٍ وقعت في فخ إحداهن من بعد مجيئك أنتِ، حتى أنني لم أظن ولو لوهلةٍ أن النهاية حقًا شارفت على القدوم، لكنها أتت..
ففي نهايتي اليوم وأنا ألقى مصرعي في دياري، لم ألمح سواكِ..
رأيت من وسط النهاية عينيكِ التي كانت سببًا في توبة الآثم، لمحت صورةً لكِ فتذكرت الجنة التي كنت بعيدًا كل البُعدِ عنها، وقفت اليوم في بيتي أودع نفسي لعلها تأتيكِ أنتِ، وقفت خلف الشمس الغاربة انتظر شروقها من جديدٍ وقد ظننت الشروق يأتيني من عينيكِ،
فيا جنة الآثم أقبلي توبة العاصي لعلكِ المُلتقى الأخير..
فالناس دومًا يقولون أن من ترك ملك،
لكن والله قلبي لكِ وإن ترك فقد هلك..
<"هذا صديقي أعرفه منذ الصغر وخمسمائة معركة">
هذا صديقي..
أعرفه كما أعرف نفسي حق المعرفة، لم يكن يومًا بغريبٍ عني، رأيته في المعارك يأخذ صفي ضد جيوش الأعداء ويُحارب بكل إقدامٍ واستبسالٍ كأنني أنا جيشه الوحيد، هذا صديقي أعرفه منذ الصغر وما يقارب الخمسمائة معركة نصرني فيهم جميعًا..
معركة حامية الوطيس على مشارف الاشتعال، نيران حقدٍ نظير نيران ثأرٍ تُضرم كي يؤخذ الحق من سارقيه، لقاءٌ أشبه بلقاء الفلسطيني الحُر لمعتدٍ إسرائيلٍ على أرضه، لذا كان لصاحب الحق كامل الحق في الانتفاضة، حيث قام الصديقان بالإندفاع غضبًا لأجل حقهما فقاما بفرض الحصار عليهما من الجهتين، حيث "عُـدي" من الأمام ومن الجهة الأخرى كان "نـادر" الذي سحب مقعدًا ثم قام بدفعه تجاه الرجال كي يُشتت حركتهم، وما لبث ثوانٍ إلا وزاد الاشتباك قوةً حيث تلقى "نـادر" ضربة فوق رأسه فأثرت في خبطةٍ قديمة جعلته يتشتت لوهلةٍ ...
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Acciónقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...
