105_عودة الأسود للغابة

80.4K 3.4K 1K
                                        

"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل المائة وخمس_الجزء الثاني"
    
                   "يــا صـبـر أيـوب"
        ______________________

في البعد لوعةٌ..
وفي القرب رحمةٌ
وفي الوصل راحة.. في الوصل راحة
إذا الحبُ مُنيتي

وما بُغيتي في القرب غير وصالها
فيا طول أشجاني
إذا يإلهى ضالتى

فخلصني من أسر الطبيعة

يا رب وأهدني بنورك يا الله
نور بصيرتي…
____________________________________

عزيزتي وحبيبتي..
لازلت أتساءل هل حقًا رُزقت أنا بكِ؟..
فلو كنت جاحدًا برحمة الخالق عليَّ فأنتِ خير الدليل أن رحمة الله وسعت كل شيءٍ حتى أنا ذاك العبد البعيد عن خالقه،
وفي الحقيقة لقد أردت أن أتحدث عنكِ حتى يمل مني الحديث، أردت أن أخبر العالم بما أخبره لي قلبي..
أنكِ أتيتِ عوضًا عن كل الخسائر الفادحة التي عانيت منها،
كنتِ ولازِلتي الملجأ الآمن لي في حياةٍ عثرة مؤلمة،
قلبي يُحدثني أنكِ دومًا الرحمة التي رُزِق بها إنسانٌ مثلي،
فهل تعلمين معنى أن العالم بأكمله يكون ضدك حتى نفسك؟
وأنا كانت مشكلتي الكُبرى في نفسي أنني عدوٌ لنفسي،
فكان الطريق مُظلمًا وأنا به مستوحشٌ كما لو كنت ضريرًا،
لكن يوم أن أبصر القلب وجدكِ من وسط اليأس قمري وشمسي،
أيا نفسي التائهة مني، أخبريني هل أنا قد أفقد في عينيكِ نفسي؟ أم أنكِ أنتِ بعضي كُلي وكل نفسي؟.
فيا نفسي التي فقدتها وتاهت مني في الحياة،
قلبي يخبرك أنكِ في الحياة والطريق
قمرٌ مؤنس وحشتي، وفي اليأس والظلام نور شمسي..

    <"كانت مشكلتي في عينيك حُبي للغرق رغم خوفي">

كفتية الكهفِ لم أدرِ في حُبكِ كم لبثت..
كان العمر يمضي ويمر بغير حسابٍ مني، فلم أعد أعلم بأي أرضٍ ولدت، ولا بأي وقتٍ خُلِقت، تمامًا كما لو كنت أبحر في بحرٍ بغير مرسى، لا أعلم أين أنا وكأن خارطتي بغير إتجاهٍ يشير إلى الشمال فراحت من بعده كل الاتجاهات،
تمامًا كمن ضل قلبه عن كل صوابٍ،
فكنتِ أنتِ الصواب من بين كل أخطائي
والطريق من بعد كل تيهٍ…

رُصفان كانت كما الضفتين على طريقٍ طويلٍ تزينه الأشجار القصيرة المزودة بإضاءات ذهبية لامعة تُجيد سرقة العين والعقل منذ الوهلة الأولى في المُطالعة، جوٌ صافٍ ولحظة وحيدة من بين كل اللحظات أتت فكانت سلامًا من بعد الحرب، تمامًا كما لحظة الصمت التي تأتِ بعد أن توقف صوت الرصاص والرشقات النارية على خيامِ الضعفاء، ليلة القمر بها كان بدرًا كأنه ضيفٌ في حضرة السماء اللامعة…

وفي هذا الطريق سارت دراجة "مُـنذر" يقودها بسرعةٍ جنونية وخلفه زوجته التي كانت اليوم في أوج سعادتها، يبدو أن ليلة سعدها أتت اليوم حتى أنها ظنت أن الغرفة لن تسع أجنحة الفراشات لديها، ليلة كل شيءٍ بها نصرها فيها، العائلة حيث دعم أخيها وأسرتها لها، الرفقة حيث زملاء العمل وهم يفتخرون بها، حتى الحُب كان مُنصفًا لها حينما كان "مُـنذر" أول الداعمين وأكثرهم دعمًا، كان جيشًا منيعًا لها وهي تقف بقوةٍ لأنها تعلم أنه في خلفها..

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن