"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل المائة واثنان_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________
إلهي:
أفْضَلتَ فعمَّ إفضالُكَ، وأنعمتَ فتمَّ نَوالُكَ،
وستَرْتَ الذُّنوبَ فتكامَل إحسانُكَ،
وغَفَرْتَ العيوب فتواصلَ غفرانُكَ،
إلهي:
لك الحمد على عقلٍ ثَقَّفْتَه،
ولك الحمد على فَهمٍ وفَّقْتَه،
ولك الحمد على توفيقٍ أهدَيْتَه،
ولك الحمد من حائرٍ هدَيْتَه، جلَّ جلالُك فتعالى.
وتمَّ نوالُك فتوالى، وسرى رِفقُكَ فتتالى،
وجرى رزقُك حلالًا،
تعالَيْتَ في دُنوِّكَ، وتَقرَّبْتَ في عُلوِّك،
ولا يُدركك وَهْمٌ، ولا يُحيطُ بكَ فَهْمٌ،
وتنزَّهتَ في أحدِيَّتِكَ عن بدايةٍ،
وتعظَّمْتَ في إلهيَّتِكَ عن نهايةٍ.
_"ابن الجوزي".
____________________________________
كأنني أحارب بجناح طيرٍ مكسورٍ..
وقلب عصفورٍ رقيقٍ يخشى الحرب حتى لا يكلفه الأمر قلبه، لكن الطرقات بأكملها أدت في نهاية الأمرِ إلى حربٍ مفروضة ليس منها مفرًا، وإنما هي الحرب التي يتوجب على الشجاع أن يخوضها بمضمارها دون أن يهرب منها أو حتى يوليها ظهره، فالحرب قائمة لا محالة، والمحاربة واجبة لا مفرٍ…
فإما أن تخوض حربك بكل شجاعةٍ وإقدامٍ، وإما أن تنسحب من الحرب خاسرًا نفسك وما فيها، وكأن ربح الحرب نفسها في خوضها،.في كونك تجرأت على المُحاربة، لذا الهزيمة ولو كانت بالساحةِ نفسها فهي نصرٌ لكَ، نصرٌ لتلك العزيمة التي تنشقع فيكَ فتخبرك أنك انتصرت على مخاوفك..
فكلما شعرت أن الطريق لن يُسعفك، تذكر أن الفارس لا يُهاب الحرب ولا المحاولة، وكلما راودتك المخاوف، تذكر أن
الخوف قبل التجربةِ عجزٌ، والمفر من الحرب هزيمة..
<"ولو أن الخيل كان جبانًا لما كانوا تركوا له الساحة">
الخيول لا تَهاب ولكنها في الحرب تُهاب..
فكن خيلًا يخشاك كل عدوٍ وحافظ على أصلك حتى لا يختلط وصفك بوصف الجبان، فنحن دومًا كما الخيول يمنعنا الشموخ من البكاء، ولا حتى يُجارينا موج الجبناء،
"كالخيلِ يمنعُنا الشُمُوخُ شِكايةً
وتئِنُّ من خلفِ الضّلوعِ جروحُ
كم دمعةٍ لمْ تدرِ عنها أعينٌ
ونزِيفها شهِدَت عليهِ الرُّوح…"
وفي وسط معبدٍ من المعابد الأثرية الكُبرى وبين أعمدتها الضخمة كان يسير برأسٍ مرفوعٍ وهو يفكر كيف لتلك الحضارة التي تُسرق وتنهب منذ آلاف السنين أن تبقى هكذا كما هي؟ حضارة عريقة لازالت ممتدة لسنين كثيرة كأنها لم تنتهِ أو لم يحن لها أن تنتهي هكذا، رفع رأسه يُملي عينيه وقد ابتسم بإعجابٍ صريحٍ وقال بصوتٍ مسموعٍ:
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...
