122_ للضرورة أحكام..!!

70.6K 2.9K 1.4K
                                        

"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"لحظات ما قبل الخِتام"
    
                    "يــا صـبـر أيـوب"
               ________________

‏"أقِف وحدي، وأدري بأنّك تراني،
وأوقِنُ بلُطفك، ولكنّني تعبتُ،

وعلىٰ عينِ قلبي غشاوة فلا أستدلُّ عليك،
فهل تراني علىَ حقٍّ؟

"إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي"
وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي
يا ربّ…

‏أشهدُ أنك إن تكِلني إلى نفسي،
فإنك تكِلني إلى نفس مُلطخة، وآمال خائبة،
ومُحاولات ضعيفة، وأُمنيات بعيدة، وحيرة لا تنقطع..

يا حي يا قيوم، أصلح لي شأني كُلَّه
ولا تكِلني إلى نفسي طرفة عين..

_غَـــوث
____________________________________

وأما بعد..
اليوم في دفتري تحديدًا بالصفحة ما قبل الأخيرة؛ أدون وأكتب، أكتب ما يكون قبل لحظات الختام، أكتب أخيرًا عن لحظة نصرٍ مُنكهةٍ بهزائمٍ شتىٰ، أكتب وأنا قلبي يمر عليه شريط الرحلة بأكملها، اليوم أفتح دفتري وأدون ما لم أنسهُ لكِ..
فكيف لي أن أنسىٰ نفسي حين كنت في المنفىٰ بعيدًا، تحديدًا حين كنت تائهًا، وقتما غربتني الأوطان، وقست عليَّ قبيلتي، وقتما تخلت عني كل المُدن، فلن أنساها لكِ حين قتلني العالم فأصبحتُ قاتلًا بالفطرةِ، لن أنساها حين كنتُ يتيمًا في شوارع المدينة، لن أنساها وأنا الساهر في ليلٍ معتمٍ بغير ونيسٍ، فوجدتكِ بالليل قمري ونجومي، كيف أن أنساها؟ وأنتِ من بدأت الحياة من عندكِ فوجدت نفسي الضائعة فيكِ..
فأنا حين تغربت حائرًا وأصبحت تائهًا وجدت عينيكِ من بين كل البلدانِ مأوىٰ وموطنًا، أنا الذي أصبح قاتلًا بالفطرة، أمسيت بين رمشٍ وهدبٍ مقتولًا وقتلي لم يأتِ فاعلًا وإنما أتىٰ مفعولًا، أنا الذي خرج في الميادين يصرخ مطالبًا بالحُريةِ، رضيت بأسري في عينيكِ، أنا النصف المُدمر وأنتِ النصف العامر،
أنا الموت وأنتِ الحياة..
أنا لا أعرف من أكون أنا، لكني أعرفمن بين كل العالم من أنتِ وكيف العالم دارت مداراته عند عينيكِ..
فقبل الختام ووداعي والسلام..
أنا إن كنت في العالم حيرة الصمت، فأنتِ خير الكلام..

    <"كنت مستعدًا لإقامة ألف حربٍ فقط لأجل عينيك">

أنا هو ذاته..
أنا الذي عاصرته يبكي بالأمسِ على حُلمٍ فاته، أنا الذي لاقيته ضائعًا حين تاه في السُبل بين الناس بحثًا عن دُنياه، أنا هو نفسه الذي احترق بالحرب وظن العالم نهايته قد أتت، اليوم تجدني عائدًا من الحرب ومن الإنطفاء؛ لأخبر العالم أن الخسارة الحقيقية ليست بسقوط المرء في أرض المعركة،
وإنما باستسلامه ومغادرته أرض المعركة..

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن