123_كان غوثهم

85.3K 3.1K 2.4K
                                        

"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"لحظات ما قبل الخِتام..١٢٣"
    
                     "يــا صـبـر أيـوب"
               ________________‏

سلوا الله قلبًا يُحب القرآن،
يرِقُ له ويخشع عند سماع آياته،
ويشتاقُ إليه،

ويُكرس همته لأجله،
فوالله لهو مناط صلاح النفس..

وسِعة الأوقات والأرزاق، وتولِّي الأكدار..
ومآلُ السعادة في الدارين"

فكن عبدًا لحوحًا حتىٰ يكرمك الله بالفرج،
وكن على ثقة أن
«مَن أدمن طرق الأبواب يوشك أن يُفتح له»

_"مقتبس"
____________________________________

أمام كل هزيمةٍ وجدت ربحًا..
فكنت أعد وأحصي كل الهزائم بسعدٍ على يقينٍ بربحٍ آتٍ،
عدا هزيمة واحدة فقط لم أستطع أن أجد فيها شيئًا، كانت هزيمة العُمر ومعها مضى كل العمر، أصبحت الأيام بعدها تشبه بعضها، لا يوجد بها ما يدفعني للتكملة وكأن العمر توقف بعدها هُنا في نقطةٍ ما كل ما يطوله البصر فيها ظلامًا؛ هزيمة واحدة فقط كان مسماها "أنـا" ومن بعد تلك الهزيمة فقدتني أنا وفقدت كل ما كان يُعرف بي أنا..
وكأن الحياة أصبحت سرابًا، دخانٌ مضى ومر بلونه الرمادي ليكشف من بعده عن ظلامٍ أسود اللون لم أر بعده لونًا قط..
تلك الهزيمة تركت في قلبي سؤالًا لم أجد له يومًا الجواب القاطع، بماذا جنيتُ حتى يعاقبني العالم؟
لما كان ذاك الشيء الذي رجوته من العالم يُعاقب عليه بالنفي بعيدًا عن قلوب الأحبةِ؟ هزيمتي _رغم أني تخطيتها_ لكن أثرها لازال عالقًا بالقلب، تمامًا كما ندبةٍ لم يمحُ الزمن أثرها؛
بل ظلت على مرآى العين كي لا تنفك ذكراها عن العقل والقلب..
هزيمة حدثت مرة وظل أثرها يراودني آلاف المرات،
هزيمة كان ولازال سببها وودافعها واسمها "أنا"..

      <"الأشرار لم يوُلدوا هكذا، هم صنيعة يد العالم">

في روايةٍ ما لكاتبٍ مختل العقل..
ستجد البطل هو الشرير بذاته، هو نفسه الشخص الذي يجعلك تتساءل أين مثالية البطولة المُطلقة وأين الأخلاق الحميدة التي تُبنى عليها مواصفات الأبطال، فدعني أخبرك أن هذا العالم المثالي الذي تنتظره مني؛ ستجده هناك في المدينة الفاضلة، أما هُنا..هُنا حيث العالم الفاسد والبطل الشرير مُنقذ الجميع..

قتل الفاسد ودفن الفساد وجذَّ الموضوع من جذوره..
المعادلة معه أبسط مما يُخيل له وللآخرين، فعلها بكل سهولةٍ وهو يقضي على فاسدٍ والذنب لم يقع عليه، تحول جُرمه لبطولةٍ يستحق عليها كامل التقدير، جريمة في حق القانون، معروفٌ في حق الإنسانية، الكُل يرى الموضوع من جانبه، أما هو فكان على يقينٍ أن فعلته تستحق أن يُكرم عليها، لقد واجه الوحش وحده، عاش معه في كهفه لستة أشهر متواصلين، تحمل النظر في وجهه البغيض كل يومٍ، إلا أن حانت اللحظة وأسقط الكهف فوق رأسه..

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن