"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل المائة وسبعة_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
_______________
فكم باتت ليالي الشوق ظمأي
وكم تاقت .. وكم تاقت
وكم تاقت إليكَ خطى الشبابِ
يؤرقُني الحنين ..يؤرقُني الحنين
يؤرقُني الحنينُ إليكَ ربي..
وقد سئم الضمير
و قد سئم الضميرُ من اغترابي
توارى الإثم بعض العمر..
توارى الإثم بعض العمر
توارى الإثم بعض العمر ..
لكن ..
لكن ضميريَ قد صحا بعد الغيابِ ..
و أوبت إليك يا رب العالمين.
_"نصر الدين طوبار"
____________________________________
لقد كنت دومًا أخشى لحظة الوداعِ..
أخشى أن أقف أمامكِ عند مفترق الطرق فاختار بين وداعكِ وبين وداع روحي، فإما أربحك أنتِ من كل العالم؛ وإما أخسر نفسي بكل العالم، فلقد خشيت على قلبي من كل شيءٍ يضره
وأنا أيضًا من تركته يختار درب العشق بطواعيةٍ منه، ولم يُخيل لي يومًا أن روحي ستغادر جسدي بدون وداعٍ منكِ، لقد ظننت أن الحياة يسيرة وهي تفتح لي أبواب الجنة كي ألوذ بنفسي في عالمكِ بعيدًا عن جحيم الآثام، اليوم أصبحت صريعًا في دياري ولم أرى عينيكِ، فارقت الروح جسدي وسقطت على عاقبي وأنا من ظننت نفسي سيسقط مُنعمًا في دنياكِ أنتِ، حبيبتي العالم لم يكن رؤوفًا بي، لم يحترم حتى محاولاتي،
لكنني لم أندم قط على حُبي لكِ، ولا توبتي..
اليوم أرى نهايةً بعيني وأتمنى من الخالق أن يرأف بي ويكتبها لي أن ألقاكِ بجنة الخُلدِ كما جمعنا اللقاء في دنيا فانية،
رُبما كان اللقاء بيننا مجرد لقاءٍ عابر كي أنعم معكِ بالحياة الدائمة، لذا وصيتي لكِ ألا تبكين إن كان الفراق قد حان،
لعل المُلتقى بإذن الله تعالى في الجِنان،
اليوم قد أرحل أنا وأترك لكِ قلبي،
وقلبك لي من بين الخطايا كان جنة الأمان..
<"كان صريعًا في الهوىٰ سقط وما اهتوىٰ">
ويوم وداعنا بتلك القسوة، لازلت أذكر كم كان المشهد قاسيًا..
لازلت أذكر كم كان قلبي يوصل لسمعي وجيف فرحته، ثم أنقلب الأمر وزاد رجيف خوفه، كانت ضحكات عالية تُجلجل بالمكان كأنها مدينة "غـزة" وسط يوم عيد التحرير تترك الأطفال في الشوارع والطُرقات، ومن ثم أتت الأعيرة النارية تصاحب الرشقات الصاروخية فتصيب الطفولة في قلبها، تمامًا المشهد يتطابق مع الآخر، فبعدما جلجلت صوت الضحكات، علا عليها صوت الصرخات، والسؤال المطروح هُنا؛ من يُعيد للمدينة روحها، بعدما سُلبت منها الروح؟..
تذمر "تَـيام" واستعد للرحيل حينما أولاه ظهره وفي تلك اللحظة قفز "مُـحي" فوق ظهره ضاحكًا وحينها أراد "تَـيام" أن يسقطه أرضًا في نفس لحظة خروج "نَـعيم" وبجواره "إسماعيل" و"إيـهاب" ومعهم "سـمارة" تحمل ابنتها فوق ذراعيها وهي تضحك على الأخوين، حينها تعانقا سويًا أخيرًا..
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...
