95_ ضربة سيف غادر..

43.3K 2.5K 1K
                                    

"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الخامس وتسعون_الجزء الثاني"
    
                   "يــا صـبـر أيـوب"
        ______________________

حسبي الله
حسبي الله ونعم الوكيل
بالله إيماني وفيه رجائي

وإلى علاه ضراعتي وبكائي
يا مؤنسي في وحدتي

يا منقذي في شدتي
يا سامعا لندائي

فإذا دجا ليلي وطال ظلامه
ناديت يا رب كنت ضيائي
سبحانك جل جلالك يا الله

أدعوك يا اللهُ وأنت الباري أنت الذي أوجدتنا
وخلقتنا أنت العليمُ بدقةِ الأسرارِ
بيديكَ أنت الأمرُ ياربَ الورى،
وإليك .. وإليك يرجعُ محكمُ الأقدارِ

_"ابتهالات"
____________________________________

ستألف فقدان ما فقدت، كما ألفت تواجد ماهو موجودٌ..
لكني في الحقيقة لم أعد أرغب في ألفة أي شيءٍ،
لم أعد أرغب حتى في القتال لأجل شيءٍ لم يُناسبني،
اليوم غادرت أرض العراكِ ورميت سيفي ورُمحي وتركت الحرب تقوم بدوني، فلم أعد أشتهي القتال والصراع مع أحدٍ،
بل جل ما رغبت فعله فقط أن أرح يداي من التمسك بسيفٍ يذبح كفي ويُبلل الثرى بدمي، أنا من كانوا يسألونه عن الدواء،
أصبح قلبه مسكونًا بالداءِ، فعليلٌ أنا وكُلٌ يحسبني المداوي،
وأنا الذي تعذب فؤاده ولم أجد من عذابيِ مآوي،
يقولون الناس أن الكلام من فضة والصمت من ذهبٍ،
لكن كيف تغافلوا أن الصمت المُثقل بالروحِ أثقل من الجبلِ؟
اليوم أنا أمامك هاديءٌ وصامتٌ، لكن عقلي لم يهدأ، وروحي لم تبلغ راحتها، أنا بين حبال الهوىٰ أتراقص ولم أجد مرسى من بين طوفان نفسي، تمامًا أنا كما الفكرة العالقة بعقل مبدعٍ ولم أجد الشغف الذي يحثه على التنفيذ، أنا الأمر المُحال لك أن تفصحه لكنه يظهر في عينيك، أنا لو أردت أن تعرفني،
سأخبرك أنني "فقدان الشعور بكل شيء"..
حتى دمي النازف في معركتي وجرحي الغائر في قلبي..

    <"مرة واحدة نعود للقتال، بكل مرةٍ تراجعنا بها">

الحرب حربي والمسلك دربي..
لكني ما بين خوف الاندفاع وعدم الرغبة في فعل شيءٍ أتراجع للخلف مرةً ثم أعود وأندفع آلاف المرات، اليوم لن يُفيدني البكاء، ولن تُجديني الشكوى، فأنا لم أكن مقتولًا أطلب الشفقة، وإنما أردت أن أكون قاتلًا يطلب المغفرةِ، ولو كان السير في الجحيم جحيمًا، فأنا جحيم بذاتي..

_أنا، أنا اللي هساعده وهاخد روحك بإذن الله.

أتى الصوت من الخلف وقد التفت "أحـمد" لصاحب الصوت فوجد أمامه "يـوسف" يرمقه بنظراتٍ ثاقبة وحينها قال "أحـمد" بغيظٍ منهما بعدما ظنها لُعبة منهما:

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن