"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثاني والثلاثون_الجزء الثاني""يــا صـبـر أيـوب"
____________________
عقيدتنا تقودنا عبر الطريق
يصونها اليقين..تكلؤها رعاية الرحمن من مخاطر الطريق
فتطمئن للوصول في يقين..وغيرنا تاهوا في الطريق
إذا آثروا أن يرحلوا بلا يقين..فأضطربت مسالك المسير
وضل عنهم الطريق._"عماد الدين خليل"
"ابتهالات في زمن الغُربة"__________________________________
سأكتب تلك المرة للوصفِ رغم كونه لم يُنصفك..
أتعلمين كل ماهو غريبٌ وسارقٌ للأبصار والأنظار معًا؟ هكذا أنتِ، في الحقيقة كنتُ مولعًا بكل ما هو قديمٌ وغريبٌ تستأصل فيه العراقة ويتمسك بأقدمية الزمان، رُبما أنتِ أسطورة لم ترد في أساطير اليونان بأكملها، ورُبما قوية قوة "شيريهان" وهي تتحدى العالم لتُجبر ناسه على الخضوع لها ولقوتها، أتعلمين تحديدًا من أنتِ؟ أنتِ في كل وصفٍ ما يجعل المرء شاعرًا براحته بعدما كان سيفٌ موضوعًا فوق نحره ثم أنزاح عنه ليلفظ أنفاسه الأخيرة، هل سبق لكِ وأدركتِ شعور الغريب لموطنه؟ أو شعور عودة الابن الضال لأمه؟ هل أدركتِ شعور يوم العُطلة لشخصٍ لم ينل الراحةِ لمدة أسبوعٍ متواصلٍ من الأعمال الشاقة؟ أو رُبما مشاعر الشبع من المياه بعد ظمأٍ طال وحَجَر الحَلق، يبدو أنكِ لا تعلمين من أنت، لكني أعلمك جيدًا، فالمرء لن ينس من أعطاه الحياة، ولا يغفل عن سبب النجاة، أنتِ في أدق وصفٍ لكِ أسطورة رائعة من وسط الأساطير النادرة، وفتاة قوية من وسط مدينة يسكنها الجُبناء، وقريبة من الفؤاد حتى بات الجميع في تواجدك غُرباء..<"كل شيء هُنا مُباحٌ في الحُب والحرب">
كل شيءٍ مُباحٌ في الحُب والحرب، لكن ماذا إذا كان حُبك هو ذاته ساحة الحرب؟ بكل تأكيدٍ سيضطر الفارس إلى خوض الحرب والقتال فيه بضراوةٍ حتى لا يكون جبانًا، ولكي نربح علينا في بعض الأحيان اللجوء إلى المداهمة الغير متوقعة، خاصةً إذا كان الهدف يُشبه عـكا في حصونها وتمنعها، فعلى المُقاتل أن يُداهم بكل قوةٍ ومن يعلم؟ لعل مداهمته تُكلل بالنجاح ويخترق الحصون المنيعة وينل وسام الشجاعة والاستبسال..
وزع "عُـدي" نظراته بينهم ثم هتف بشموخٍ وهو يشير على كلتيهما وكأنه أراد تفجير قُنبلته في وجه الجميع بغير رحمةٍ:
_دي الآنسة "ميار" كانت خطيبتي.
أبتسمت الفتاة بتكليفٍ فيما تأججت نيران "رهـف" وظهرت الدماء المندفعة في وجهها وحينها أضاف "عُـدي" مُشيرًا عليها بقوله:
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...