"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الواحد وتسعون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________يا مَن أظهر الجميل، وستر القبيح،
يا من لا يؤاخذ بالجريرة، ولا يهتك الستر،يا حَسَنَ التجاوز، يا واسع المغفرة
يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى،يا منتهى كل شكوى، يا كريم الصَفح،
يا عظيم المنّ،يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها،
يا ربنا ويا سيدنا، ويا مولانا، ويا غاية رغبتنا._"ابتهال"
____________________________________أخبرني كيف هان عليك قلبي؟
كيف يا من كنت أعتز بكَ في أيامي أمام العالم
وأخبرهم أنك من ربحته من الأيام؟
أيعقل أن تفصل بيننا الطُرقات ويصبح كل ما بيننا ذكريات؟
أيعقل أن ينسى القلب مكانه ويبتعد عن الحياة ويفضل الممات؟
كنت أتباهى بكَ أمام الناس والأيام وكنت أنتَ مقصد كل الأحلام..
ربما اليوم ليس يومنا، وقد يكون هذا العالم ليس لنا..
وقد تكون الأماكن بأكملها ضدنا، لكني لازلت في صفك أمام العالم، حتى لو العتمة هي دربك سأختارها لأجلك،
حتى لو الظلام كان مدينتك سوف أسكنها لأجلك،
حتى لو العالم لم يحبك، أنا سأكره العالم وأظفر بِحُبك..
حتى لو كانت قبيلتك بأكملها تمقت وجودك، أنا ورغمًا عن أنف القبيلة سوف أنصر حُبكَ، ولو كنت وحدك في مواجهة العالم
فأنا ضد العالم ومعك، ولو كل العالم أصم أُذنيه عن حديثك
أنا وحدي من بين كل العالم من أسمعك..
لا تقلق بشأن العالم وقسوته، فأنا نور ليلك وضُحى نهارك
ولأجلك أبيع العالم فقط كي أكون معك..<"سرىٰ طيفُكِ مرة أمام القلب وراح من بعدها العقل">
هي مرة واحدة تتم سرقة القلوب بها بغير عودةٍ أو رجوعٍ، مرة واحدة فقط يُسلب فيها المرء نفسه وهويته وتضيع عنه، فعبثًا يجد نفسه في المكان ولا يعلم لأي هويةٍ ينتمي، وبأي أرضٍ يرتمي، مرة واحدة يُهزم فيها المرء ولن يستطع أن يعوض تلك الخسائر ولو لمرةٍ بحياته..
فهل يستطع أن يعوض المرء نفسه عن فقدانه لنفسه؟._ما تردوا !! هي دي مين وإيه علاقتي بيها؟.
هدر بها "إسماعيل" بصوتٍ عالٍ يعبر عن شتات حاله وضجيج عقله الفارغ من الأساس وحينها قاطعه "إيـهاب" بصوتٍ عالٍ وقد طفح كيله للأسف ولم يعد يتحمل أكثر:
_مراتك، علاقتك بيها إنها مراتك وفرحك عليها كان المفروض من أربع شهور فاتوا، بس جت الدنيا لطشت فيكم بالقلم وآخرها النهاردة وأنتَ واقف قدامها تسألها أنتِ مين يا "إسماعيل"..
ولأن صدى الحقيقة عاليًا كما ضربة السيف..
تجمد "إسماعيل" بموضعه وشلت حركته وقد زاغ ببصره بعيدًا وهز يتذكر نظرتها له حينما لامته وعاتبته بعينيها بحديثٍ لم يفهمه، لكن صدق من قال أن في حالة العجز عن الكلام، تكون العيون نواطق، صُدمَ كأنه تلقى ضربة فوق رأسه شلته وشلت حركته وقد كرر باستنكارٍ كأنه حقًا لا يعلم إلى أي مكانٍ ينتمي:
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...