"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل المائة وإحدى عشر_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
_______________
"يا ربّ أدعوك
أن لا تغلبني هذه الدُّنيا أكثر
أنا الذي لا حول لي ولا قوة
وما يُزكيني هو يقيني
بأنني عبدك
ولن تُضيعني أبدًا…
ولا تبتليني في مطالبي،
واجبُرني في الأشياءِ التي أقصُدها وأسعى إليها.
وامنُن عليَّ بلُطفِك في كُل خطوةٍ
وامنُن عليَّ بقُرَةٍ عينٍ غير مُنقطعة،
وارزُقني نورَ البصيرة،
ووفقني للخير،
الخير الذي ترضاهُ لي وتحبه.
وارضَ عني
ارضَ عني رِضًا لا أشقى بعدهُ أبدًا يا ربّ "))
_"مُناجاة"
____________________________________
أخبروا من كانت الروح تهفو لها؛
أن اللقاء لم يكن مستحيلًا…
فرُبما اليوم كان وداعي قاسيًا؛ لكني أقسم لكِ أنكِ لم ترِ القسوة حق رؤيتها، لذا أُبلغكِ وداعي في مرتي الثانية بقسوةٍ أكبر، تلك القسوة رأيتُها وروحي تُسلب مني..
فاليوم كنت عاجزًا حتى عن الدفاع عن نفسي وأنفاسي، كنت أُسلب من روحي وجسدي وأنا ها هُنا أغرق في بحور الظلام، اليوم رأيت بعيني الخوف في صورة وحشٍ ضارٍ وقف أمام الطفل الذي أحمله في قلبي؛ ليقتله كمدًا، اليوم قلبي ودعني، وروحي لوحت رافعة الراية بسلامٍ وهي تُفارقني، اليوم أخبرك أن جسر الأمنيات كُسِر قبل أن يسمح لنا باللقاء، ولازال اللقاء لم يكن مستحيلًا..
فربما في دنيا أخرىٰ غير تلك التي نحن بها؛ صُدفةً من بين العابرين نلتقي، ربما يُصادفك وجهي في جسدٍ آخر يُشبهني، رُبما تريني في عينيكِ كُلما تطلعتِ لمرآتكِ، ربما تجدينني بين الناس في وجوهٍ حاضرة ونفوسٍ غائبة، ربما أكون في قلبك حاضرًا وأمام ناظريكِ غائبًا، لكن على كل حالٍ ستجدينني في كل وقتٍ وحينٍ بين السائرين،
وحينها أرجو منكِ أن تنظري لي بعين رحمتك، لا عين نقمتك،
وأسألك حينها الدعاء لي ولقلبي لعلكِ أقرب في المُناجاة مني، وكما وعدتُكِ، لو كان موتي بين يديكِ هو آخر نصيبًا لي في دنياي، أعدكِ أنني لن أتردد وأنا ألفظ آخر أنفاسي بين ذراعيكِ..
<"وفي الأرض رُزِقتُ بقمرٍ وفي قلبي رُزِقتُ بحبهِ">
لعل المشاعر هي المحرك الأساسي الوحيد لأفعال الإنسان..
فلولا الخوف ما كنا سنندفع ونُلقي بأنفُسنا في جُرف هاويةٍ محظورة الخُطى والإقتراب، ولولا الحب ما كنا سنأمن قلوبٍ أحببناها وألقينا أنفسنا بين أذرع من نأمنهم، ولولا الأمان المحاوط للقلب لما كنا سنستسلم لعناقٍ يغمرنا من وسط غياهب الظلام، ولولا المشاعر لكان المرء فقد عقله وهو يتحرك كما آلةٍ مُجردةٍ من كل صحيحٍ يُصح فعله..
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Açãoقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...
