"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل المائة والثامن عشر_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
________________
مشكلة الإنسان أنّهُ يُريد أن يحيا
حياة الجَنّة على الأرض،
حيثُ لا كَدَر ولا ظمأ؛
فيُغالِب ما قُدِّر وكُتِب؛ فيظلِم نفسه وغيره!
فٱللَّهُم…
يا قاضيَ الحاجات،
يا كاشفَ الكربات،
يا غافرَ الزلَّات،
يا مُجيبَ الدعوات،
يا رافعَ الدرجات،
كريمَ العطايا والهبات …
•نَجِّنَا برحمتِكَ من الظُلمات،
وافتحْ لنا أبوابَ الفرجِ والمسرَّات ولا تَكِلنا لأنفسنا…
_"غــوث"
____________________________________
الحُب حربٌ..
والحربُ خديعةٌ..
أما عيناكِ؛ فهي لا تعرف في الحرب نزاهةً أو شرفًا..
فعيناكِ عزيزتي لم تتفاوض معي بالسياسةِ،
عيناكِ احتلتني وانتهى أمري، ثم أرسلت لي بحديث قلبها يخبرني بضرورة المفاوضة حتى ينفض اشتباك المُقلِ..
لكن تلك المرة..
كنت أنا المُناضل في ربوع الوطن ولا أخشىٰ إحتلالًا البتة..
فوقفت صامدًا وباسلًا وفي وجه احتلالكِ باسمًا..
فغدوت في عينيْ الآخرينِّ خائنًا،
ولم يعرف أحدهم أن عينيكِ لي كانت موطنًا،
فاخبريهم أنتِ هل يخون المرء وطنه؟..
اليوم أرى في عينيكِ ضعفًا، وأرى في صمودي شرفًا
لذا سأرد لكِ الضربة الأولى بأخرى أكثر قوةً، وهي:
أن عينيكِ تلك لا تقبلان السياسة أو التفاوض، فلا داعٍ للمقاومةِ، دعيني أحتلك ثم نتفاوض سويًا،
لعل المفاوضة تُنتج حُبًا وليست حربًا..
<"لي صديقٌ أُحارب العالم لأجله وحدي، كي يأمن هو">
أول المحبةِ أمانٌ..
وأول الأمانِ عناقٌ دافيء يأويك حيث لا مأوىٰ لكَ،
فتجد نفسك مُحاطًا وسط مدينة مُشكلةٌ في ذراعينِ، وقلبٌ ينبض ونبضاته تلك لأجلك أنتَ، أول المحبة خيطٌ رفيعٌ غزله الأمن، وأكمله الأمان، فكانت المحبة..
كانت الذكرى هي التي طوقت مجلسيهما، حيث نظرات العين تسرد عن الماضي والوجع والألم، صوت "يـوسف" وهو يترجى رفيقه أن يحافظ على ابنه في الغياب، رجل الشرطة وهو يقوم بسحب الرفيق من أمام غوثه، فيعيده لمضمار الحرب يخوضها مُجبرًا، اقترب "أيـوب" وجلس بجواره مباشرةً، فتنهد "يـوسف" وترك له زمام الأمور بأكملها، بينما "أيـوب" ألقى التحية ثم غض بصره عن موضع النساء وثبت عينيه على الورق الموضوع أمامه..
فيما نطق "يـوسف" مفسرًا وشارحًا:
_كدا "أيـوب" وصل ناقص مدام "مادلين" وكل حاجة تكون تمام.
بالفعل وصلت هي الأخرى خلال دقائق، بنفس الشموخ والوقار، نفس الطلة القوية التي تجبر الجميع على احترامها، هي نفسها الجبل الذي يظل ثابتًا مهما اهتزت الرواسي تحته، وإن كانت أصبحت أكثر حيوية، أكثر نشاطًا، أكثر وهجًا، فيبدو أن الحب له عليها أثره، وقد جلست تترأس الطاولة بثباتٍ بعدما رحبت بوابلٍ من الترحيبات والتهنئات، فتحدث "يـوسف" من جديد يباشر العمل:
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...
