103_لأجلها يفعل المستحيل

15.9K 1.8K 687
                                    

"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل المائة وثلاث_الجزء الثاني"
    
                   "يــا صـبـر أيـوب"
        ______________________

أستغفرك ربي عن كل غيبة ونميمة
وهمز ولمز وعقوق الوالدين
وتأخير الصلاة
والنظر للحرام والرياء والغش
والكذب وعن كل الذنوب والمعاصي
والخطايا ما علمت منها وما لم أعلم،
اللهم إن كثرت ذنوبي فاغفرها
وإن ظهرت عيوبي فاسترها،
وإن زادت همومي فأزلها
وإن ضلت نفسي طريقها فرُدّها إليك ردًا جميلاً..

"مناجاة"..
____________________________________

ياليتها المُدن أخبرتنا أننا سنفترق..
وياليتني كنت أعرف أن تلك هي المرة الأخيرة التي ألمح فيها عينيكِ قبل أن أعود لغُربتي بعيدًا عنهما، ياليتني أعلم أن تلك المرة وأنا أودعكِ أن وداعي سيطول اللقاء من بعدهِ،
أتعلمين كم هو قاسٍ هذا المشهد وأنا أقف للمرةِ الأخيرة معكِ ولم أعلم أنها المرة الأخيرة؟ ياليت العالم كان أكثر حنوًا معي بدلًا من تلك القسوة التي تجرعتها من القلوب كما يتجرع المرء المياه من الكؤوس؛ أتعلمين؟ رغم أنني في الفراغ وحدي إلا أنني أشعر كأن كل المكان حولي أصبح ضيقًا، كأن الكون لم يعد يسعني رغم وسعهِ، اليوم دعيني أخبرك أنني فقدت نفسي ما إن فقدت النظر لعينيكِ، وحدي أصبحت بعيدًا عن نفسي وكأنني لم أجد نفسي إلا فيكِ، لكن صدقيني وأنا أخبرك أننا سنعود؛
حتمًا سنعود وستكون تلك المرة بلا فُرقة،
وسيكون أُنسنا بلا غُربة، سنجتمع سويًا ونكون لحننا كما تجتمع كلمات فيروز مع بعضها تتناغم مع الألحان،
سنبقى معًا وكأننا لم نفترق، وسنعبر كامل الطريق بلا مُفترق،
بأي وصفٍ وأي حديثٍ وأي كلامٍ سأكون معكِ أنا،
زاهدٌ، غريبٌ، قاسٍ، قاتلٌ، شريدٌ، عاصٍ، ظالمٌ، وحيدٌ، سجينٌ، ضريرٌ، مظلومٌ..
وبأي وصفٍ يُقال سأكون معكِ أنا،
وأنا لأجلك أكون ما أردتِ أن أكون.

<"لو كنت أعلم أن تلك هي مرتي الأخيرة، كنت عانقتك">

كل الطُرقات مُختارة لطالما العين تُبصر..
فما ظُلم أحدٌ إلا من نفسه هو، أيعقل أن يلوم الإنسان الحياة على ظلم نفسه وهو من ظلم نفسه بنفسه؟ أيعقل أن يختار المرء طريقًا بمحض الإرادة ثم يعود ويبكي آسفًا على ما اختار ورغب؟
عليك يا صديقي أن تتقبل شيئين، أولهما أن العالم لم يظلمك؛
ثانيهما أنك من ظلمت نفسك بنفسك..

أنهت "مادلين" الحديث ثم رفعت حقيبتها تعلقها في ذراعها وقبل أن ترحل عادت له تقول بقوةٍ وثقةٍ في حديثها:

_على فكرة !! أنتَ اللي حكمت على نفسك بكدا، ماتجيش تزعل وتلوم على الناس والدنيا، دور الضحية مش هيفيدك بحاجة يا "عـاصم" علشان أنتَ ظالم ومفتري، وأنا اللي اتظلمت واتسابت، وبرضه مصمم تشوف نفسك ضحية عليا، يبقى بقى أنا ظالمة ومعنديش مانع أكون القاسية والمفترية في حكايتك، وأقولك؟ أنا حتى مش هبرر ليك أي حاجة، بس هسيبك للدنيا والأيام تخلص حقي منك تالت ومتلت.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 2 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن