"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثاني وتسعون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________أتيت اليك يا رب العباد بأوزاري
وذلي وإنفرادي
عسى عفواً يبلغني الأمانيفقد بعد الطريق وقل زادي
وأنت وسيلتي وإليك قصدي ومنك مسرتي
ولك إنقياديفإن أقصيتني وقطعت حبلي وحقك
لا أحول عن الوداد
فجد بالعفو يا مولاي
وارحم عبيداً ضل عن طرق الرشاد.._"ابتهال"
____________________________________يقولون للتبرير من كل شيءٍ يُثقل الروح في العذاب..
"إن الشخص يقع في غرام المشقة إذا أحب الوجهة"
لكن يبدو أنني حينما اصطفيت لكي أحب؛ اصطفيت المشقة بذاتها، فطريقي لكَ لم يكن يومًا هينًا، بل كان صعبًا ومُرهقًا،
وبالرغم من ذلك لازلت أحب نفسي التي أحببتك،
لازلت أنصف قلبي على لحظة اختياره لكَ،
فحتى لو كانت المشقة تُرهقني، يكفي فقط أنها معك أنتَ من بين كل العالمين، أنا يا سيدي أحببت مشقتي لأنها معكَ أنتَ وأحببت الطريق لأنه سيوصلني لك، وعلى الرغم من كل ذلك لم أجد منك إلا الوجع والنسيان…
أنتَ من كنت أتباهى به أمام الناس أجمع،
ولليوم قلبي يأنِ بوجعٍ ويُخبرني ياليتني ما تباهيت،
لكني لا ألومك على شيءٍ وأنا بقدمي إليك أتيت،
وأنتَ عليَّ وعلى قلبي تعاليت، تركت أنتَ القلب
يهوىٰ، وبنفسك من عذاب الهوى نجوت،
لكني سأكررها عليك، أنني أحببتُ المشقة لأن غايتها كانت أنتَ..<"أنا الإبداع الذي لم يجد من الشغف ما يُحقق تنفيذه">
أنا الفكرة وأنا الأمر بذاته..
أنا اللحظة الحاسمة في يومٍ غير محسوبٍ لأخذ قرارٍ عصيبٍ يُرهق النفسِ بشيءٍ لن تجد منه مفرًا غير الموافقة فحسبٍ، أنا الشيء العصيب الذي يمر بحياتك بين ماضٍ وحاضرٍ لأقلب الموازين لأجلٍ غير مسمىٰ، أنا لوعة الاشتياق وأنا حُرمة اللقاء،
وإن كنت تود معرفتي، فأنا لحظة الفراق..طالعوه بغرابةٍ وأولهم "يـوسف" الذي حرك عينيه نحو "أيـوب" فأوقفه بنظرة واحدة يخبره بها أنه معهم، بينما "فضل" نادى ابنه بقوله الحاد المنفعل ولازال يقبض فوق كفها:
_كلملي "إيـهاب" والحج "نَـعيم" وقولهم إننا عاوزين "إسماعيل" يطلق "ضُـحى" وكفاية لحد كدا، يرمي عليها اليمين وهي تشوف حالها طالما هو ناسيها وهي لسه مش قادرة تتقبل الحقيقة دي، مش كل يوم هسيبها تنام من القهر والزعل لحد ما ييجي يوم اخسرها ومتصحاش فيه، اللي عندي قولته ودا آخر كلامي، ييجي يطلق ولو ليه حاجة ياخدها وشكرًا لحد كدا.
والحديث ليس مجرد حديثٍ..
الكلمات لم تكن مجرد كلمات، وإنما هي خناجر تضرب في القلب وتجبر العقل على الخضوع لتلقي الرضا بصمتٍ وتقبل، حلق الطير فوق رؤوس الجميع وهلعت نظراتهم، بينما "ضُـحى" فيبدو أن الضربات لم تعد تؤثر بها، وكل ما فعلته فقط نظرة واحدة في عيني شقيقها الذي طالعها بيأسٍ وعيناه تخبرها من محاولةٍ أخيرة لأجلها، لكن تلك المحاولة من المؤكد لن تجدي بنفعٍ، لذا وقف أمامه وقال بثباتٍ واهٍ في محاولة للاسترضاء:
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...