"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الحلقة الخاصة_ ما بعد النهاية"
"يــا صـبـر أيـوب"
________________
عليك أن تؤمن إيمانًا جازمًا؛
بأنّ رزقك لن يُخطئ طريقه إليك،
ولو وُضِعَت أمامه العراقيل، وحالت من دونه الأسباب،
وكان بينك وبينه ألف حجاب، سيصلك أينما كنت،
وستناله رغمًا عن كل شيء،
فما هو مكتوب ومُقدّر لك سيأتيك:
وإذا أراد الله إتمام حاجة أتتك على سفرٍ وأنت مقيمٌ…
_______________
لا شك أن العودة للجزء المفضل في حياتك، سيظل هو الشعور الأحن والأكثر دفئًا في هذه الحياة، كأنك كنت تقرأ كتابًا ووجدت نفسك بين صفحاته وإذ بك تصل لنهايته، حيث نهاية الحياة والعالم الذي آواك من بين كل العوالم التي عاملتك بالقسوةِ، واليوم الكتاب يفتح صفحاته من جديد لأجلك، لأجل الترحيب بك بين صفحاته من جديد، وكأنه يخبرك أن الرحلة حتى وإن كانت انتهت فهذا لا يُعني نسيانُها..
شتاء برائحة الدفء، نومة هنيئة، المنزل أمسىٰ ساكنًا والشقة هادئة إلى حدٍ كبيرٍ، كل شيءٍ حوله ساعده أن يخلد لنومه بعد عذابٍ مع صغيرته، كانت هي بفراشها الخشبي المزود بألعابٍ وإضاءة خافتة لا تتعدى محيطها وهو يتسطح الأريكة المقابلة للفراش، يضع كلا كفيه أسفل وجنته، ويضم وسادة بين ساقيه وكأن نومته لم تتغير مهما مر عليه من عُمرٍ..
فُتِحَ الباب بهدوءٍ أشبه بفيلم رُعبٍ، صوت الباب وهو يُفتح في سكون الليل وسط ليلٍ باردٍ والجميع نيامٌ سكنوا الفراش، نام هو الآخر ويده تستقر فوق حافة فراش الصغيرة حين كان يهزه حتى غرقت في نومٍ عميقٍ، وقد مال عليه ظلٌ صغير يتأكد من نومهِ، دار "يامن" بعينيه بحثًا عن مُبتغاه فوجده فوق المنضدة الرخامية الصغيرة وقد اقترب يلتقطه فوجد قبضة قوية تقبض فوق رسغه واعتدل "يوسف" بنصف جسده يهمس بحنقٍ:
_أنت ناوي تبقى هجام؟ بتعمل إيه ما صدقت نامت.
بدا الخوف جليًا على ملامح صغيره وهمس متلعثمًا كي يُبرر سبب فعله:
_عاوز الموبايل أصورها وهي نايمة والله، مش جايلي نوم.
تنهد "يـوسف" بيأسٍ ثم ترك الصغير الذي التقط الهاتف وركض يقف بجوار فراش الصغيرة ثم قفز فوق مقعدٍ اسفنجي ومال يلتقط صورًا لشقيقته في مهدها وقد ابتسم "يـوسف" بملامحه الناعسة، بسمة حنونة بقدر تعبه في نومها، وقد تحرك "يامن" يلتقط لها الصورة من الجهة الأخرى فاهتز الفراش بالصغيرة وعلا صوت البكاء منها بعد أن فُزِعت من الصوت..
ظلت الصغيرة تبكي قُرابة الدقائق المتواصلة بغير توقفٍ منها، وكان القلق يفتُك به بسبب بكاء صغيرته، دون سببٍ معلومٍ جزء من قلبه كان يبكي بصوتٍ فطَّر قلبه، وهو هُنا وحده يدور بها في صالة شقته يُهدهد فيها كأنه يحنو على قطعة من روحهِ، يسير وهو يُلثم جبينها ويتحدث في أذنها رغم أن عدد شهور عمرها لا يسمح لها أن تعِ شيئًا حولها، صوت البكاء مزق قلبه قد همس "يوسف" يرجوها أن تتوقف لحين تعود زوجته بقوله:
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...
