"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السادس وسبعون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________إلهي ...
قد عصيتك في غفلةٍ مني
وأعلم أن نارك قد أُعدَّت لمثليفواندماه على شباباه،
فواذلاه إذا أتيت إليك، وامنكراه من عمل،
واخجلاه من قدومٍ..إلهي أعلم إني عاصيك
لكني أحاول كي أطيعك..ربي أعني عليَّ فأني عدوي
ونفسي والهوى والدنيا كلهم ضدي._"مقتبس"
____________________________________رُبما تختلف المُدن لكن القلوب كما هي..
فقلبي بموضعه معكِ أنتِ أينما كنتِ وبقيتي، وكأنني رحلت وتركت نفسي وكلي معكِ وحملت فقط فراغ نفسي ومشيت..
وكأن منذ البداية وكل شيءٍ كان معلومًا أن النهاية عندكِ أنتِ وفقط، فأنا لم أعلم يومًا لما جئت إليكِ أنتِ ولا من بين العالمين طوال العمر الفائت أين كنتِ، لكن ربما تلك المُفارقة هي الشيء الصحيح الوحيد بذاته...
فدونًا عن سائر البلدان أتيت لتلك التي تقبعين فيها بأقصى المدينة ورغمًا عن أنف كل شيءٍ من بين كل الطرقات؛ اخترت ذاك الذي أوصلني إليكِ، ويوم أن أتيتكِ وصلت نادمًا على عمرٍ فاتني من غيرك أنتِ، فياليت لو كان بإمكاني أن أكون أنا بكل الحاضرين معكِ، فياليتني كنت استطع معانقتك في ذاك التوقيت الذي يقسو فيه عليكِ العالم، ياليتني كنت بيتًا دافئًا لكِ يحميكِ من صقيع العالم بالخارج، ياليتني أتيت في سالف الزمان وبقيت معكِ في ذات المكان، لكني أؤمن بالقدر خيره وشره، وربما الشر كان في غيابك عني، والخير كله أنني يوم أن أتيت لأطراف مدينتك أصبحت أنا لكِ ووجدتكِ ضلعًا كان ناقصًا مني..التهبت الأجواء فجأةً ووقف "أيـوب" بينهما وقد نظر كلاهما لبعضهما البعض بنظراتٍ جامدة وفي تلك اللحظة تحدث "بهجت" بصلدةٍ ردًا على حديث من يُخاطبه:
_تعديها ولا متعديهاش مش فارق معايا، والأولى بدل ما تيجي تبجح فينا وترفع صوتك علينا في مكاننا إنك تروح تربي ابنك وتعرفه الأدب والأخلاق، وزي ما قولت لو فكر يقرب من بنتي تاني أنا هرميه برة الحارة هو وأخوه ومترجعش تزعل يا حج.
ولأنه يعلم الأصول جيدًا لن يقبل أن يكون طرفًا ضعيفًا أمام خصمٍ سيكون معه بنفس المعركةِ ذات يومٍ؛ فأتاه بالجواب الصارم:
_مش هزعل بس مترجعش أنتَ تزعل، ولولا إني عامل حساب اللحظة اللي هحط فيها أيدي في إيدك علشان نكتب الكتاب في يوم من الأيام كنت عرفتك الرد بيكون إزاي، بس أنا بفهم في الأصول يا أبو "جنة" ومقدر موقفك كويس أوي كمان.
حدثه بثقةٍ وعنادٍ كأنه يعلم القادم في الأمر أو ربما أصدر فرمانًا بذلك، ولأن الطرفين يتمتعان بعنادٍ قوي بدا الصراع جليًا في عينيهما وكأن كلاهما يتربص للآخر ويضعه في خانة الضد، وقف"أيـوب" بينهما بتيهٍ يحاول أن يجد حلًا مناسبًا فوجد في تلك اللحظة قنبلة تتفجر في قدوم "مُـحي" و "تَـيام" من جهةٍ و من الجهة الأخرى أتى "وائل" ابن عمها ومعه "مهند" والكارثة في لحظته تلك حتمية لا شك في ذلك..
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...