"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل المائة وعشر_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
_______________
إني مُستوحِشٌ ياربّ
في الطريقِ وسطَ الرِّفاق،
الدنيا بأكملها بداخِلي وحدةٌ مُخيفة مُميتة..
خفِّف وَطأتها عليَّ وأدرِك غُربَتي إني ضِعتُ
من نفسي وضَللتُ الطريق!
عالِقٌ في المُنتصف حيث اللَّا شُعور…
فمَنْ لي سِواك
ومَن سِواك يَرى قلبي ويسمَعُه؟
كُلّ الخَلائِق ظِلٌّ في يَدِ الصَمدِ.
أدعوكَ يَا ربّ فاغفر زلَّتي كَرمًا
واجعَل شَفيعَ دُعائي حُسنَ مُعْتَقدي
وانظُرْ لحالي في خَوفٍ وفي طَمعٍ
هَل يَرحمُ العَبدَ بَعْدَ الله من أحد؟
_"مقتبس"
____________________________________
في مرةٍ قد نخشى فيها على من نُحب..
فنرغب في الحفاظ عليهم بأعيننا؛ فأي بئرٍ غير أعيننا يحتوي قلب من أحببنا؟ فإن بعض القصص تولد مع ميلاد المرء، لذا بعض القصص تُكتب في أعيننا وتسردها حركة الجفون، تُخبر العالم عن ماذا عنينا وماذا نُخبيء بأعيننا، فياليت ما أحببنا استطعنا أن نُخفيه بين الأهداب، حيث لا ألم يُصبه ولا يَطُله عذاب، وإني لا أحمل بين طيات حديثي شكًا أن ألم من نحبهم يصب في قلوبنا العذاب صبًا، لا شك أن ألم من نُحب يؤذينا، لذا لو كان الأمرُ مُتاحًا بين أيدينا لوضعنا من نُحب بين رمشٍ وهدبٍ فلا تشوب قلبه شائبة حزنٍ…
فنحن مع أحببنا نصبح كما المحاربين؛
نقف بإقدامٍ واستبسالٍ حتى يُصيبهم الحزن، فنصبح كما بيوتٍ تعرضت لقصفٍ مُبرحٍ، وأي قصفٍ هذا؟
هذا هو القصف الذي يُقيد الحُريات، ويُكبل الأحرار،
هذا هو القصف الذي تعلو معه صرخات الإناث،
قصفٌ حل على البلد الآمنة؛ فحول كل شبرٍ بها لأرض خوفٍ، هذا هو القصف المُبرح الذي ما إن يُصيب بلادنا تتحول ذكرانا لأشواكٍ تنخر في نحرنا فنموت ألف مرةٍ ومرةٍ لأجل من أحببنا..
كما نفعلها ألف مرةٍ ومرةٍ ولا تُقابلنا لمعة حزنٍ في عينيهما..
فها هو بئر عيني ألقي نفسكِ به، وأعدكِ أنه سيغدو لكِ أمنًا وأمانًا.
<"لكني رضيت لي بالأذىٰ قبل أن أرضاه لكِ">
ياليتكَ تعلم وأنِّي أخبيء الأمر في سريرتي..
أنني ما ارتضيت لكَ الأذىٰ ولكني ارتضيته منك لذاتي،
فهلا تظن أنني قسوت عليكَ وتجاهلت من عينيكَ موتي ورُفاتي؟
ياليتكَ كنت هُنا وأنا قلبي يخبرني برحيلك عن ذكرى مماتي، وياليتني أنا ما كنت تركت يدك تمسك بيدي وتدخل لأرض حياتي..
في إيطاليا تحديدًا بقصر عائلة "ماكسيم رايدر"..
كان الكبير الذي تولى المنصب بعد "ماكسيم" يقف وسط رجاله، زعيم جديد بمنصب جديد يظن أنه يُهيمن على العالم بطريقته، تخطيط وتدبير يسعى لاستعباد العالم بأكمله، كان في انتظار الخطوة الأخيرة كي يبدأ هو، لذا ما إن ولجت الدراجة الخاصة بـ"مُـنذر" ابتسم بزهوٍ كونه استطاع أن يجذبه إليه من جديد، فتح ذراعيه يرحب به، بينما "مُـنذر" اقترب منه يصافحه بفتورٍ، عاد لشخصية القاتل من جديد، قتل قلبه أولًا، ثم العالم ثانيًا..
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...
