١١٣_العاصي هو المُصلح بذاته

73.9K 3.7K 1.5K
                                        

"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل المائة والثالث عشر_الجزء الثاني"
    
                    "يــا صـبـر أيـوب"
               _______________

ندعوك
أن تشرح صدورنا،
وتُيسّر أمورنا

وأن تفتح علينا -بفتحك المُبين- كُلَّ الأبوابِ المُغلقة.
ونسألك أن تجعل لنا نصيبًا في كلِّ خيرٍ تقسمه،
وفي كلِّ نورٍ تنشره،

وفي كلِّ رزقٍ تبسطه،
وفي كلِّ ضُرِّ تكشفه،
وفي كلِّ بلاءٍ ترفعه يا الله

‏واللّٰه حين يؤنس عبدًا يُغنيه،
والعبد حين يستأنس يستغنى
يا ربّ آنِس قلوبنا بك…

_"مُناجاة"
____________________________________

عزيزتي تلك التي هي أنا بصورةٍ أخرىٰ..
لقد بدأت القصة تضع النهايات الأخيرة لفصل الختام، لكني لم أرغب أن يكون ختام قصتي معكِ قاسيًا، لم أرد يومًا أن أرى في عينيكِ الحزن والقهر وأنتِ تستمعين لأشعار الحُب _غير المكتمل_ بين "وردة" و "بليغ" ولم أرد لكِ الحزن وأنتِ تقرأين عن قصة "فيروز" بعد رحيل زوجها وهي تفتش عنه بين الناس ؛ فلم تجده، لم أرغب في تأثرك وأنتِ تعيشين وترين صورتي فتبكين رثاء حُبك..
لم أرغب أن أكون الجاني في عينيكِ، بل رغبت أن أكون الضحية التي أظهرها العالم على هيئة الجاني، لم أرد يومًا أن تطرق الظنون الخائبة عقلك أنني لم أفعل لأجلكِ شيئًا، بل فعلت لأجلكِ كل شيءٍ، ولأجلك أفعل بدل المرة ألف مرة…
ففي النهاية قُتلت وانتهت القصة، لكن قتلي كان من نوعٍ آخر،
لذا أخبريني، أيعقل أن يُقتل القاتل بنظرة عينٍ وهذا ما لم يجرؤ عليه سلاحٌ؟…أم أن عينيك عليَّ أقوى من كل سلاحٍ؟.

  <"راجعين يا هوى؛ لتكتب عنَّا المكاتيب، نحنا أحباب">

يقولون أن وعد الحُر دينٌ عليه..
وقضاء الدين لا يعرفه إلا الرجال، ورجلٌ مثلي لن يمُت قبل أن يُقضى دينه، وديني لكِ كان بالحياةِ كلها، فأنا لن أقبل أن توهبيني أنتِ الحياة، وأسلبها أنا منكِ، لن أرضاها لكِ، أن تغدقني عيناكِ أنا وقلبي بالأمل، وأنا أجعله في قلبك ألمًا..
فديني الآن يُقضى أمام عينيكِ، وأنا أرى عودة الحياة فيهما..

لم يكن مجرد عناقٍ عابرٍ للتعبير عن الشوق، وإنما كان التشبث بكف الحياة، كأنه لتوهِ عاد من الجحيم وخرج من الموت ليرى بعينيه لون الحياة، كانت الحياة في صورتها هي، في عناق أهدابها لعينيه، في تمسك ذراعيه بكتفيه، في رائحة خصلاتها الوردية، في صوت أنفاسها المُضطربة،
فكانت الحياة ولازالت فيها هي، لذا عاد للخلف يراها بأم عينيه، يرى البسمة من العينين قبل الثغر، فوجدها تخاطبه بصوتٍ متهدجٍ:

_طولت في الغياب، خوفت اللي قولت عليه يحصل.

ابتسم بعينيه لها ما إن وجد شعاع شمس حُريته في عينيها ثم كوب وجهها بين راحتيه وقال بصوتٍ مفعمٍ بالحياة والأمل:

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن