"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السبعون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________أنا عند محراب العنايةِ طامعٌ ..
في الرحمةِ العليا من الرحمنِ ..أنا لائذٌ بحماك.. أنا لائذٌ بحماك يا غوثاهُ
يا رباهُ .. يا معواني ..
أنا شاكرٌ و الشكرُ ملءُ سريرتي ..
يا خالقي و الحمدُ ملءُ كِياني ._"نصر الدين طوبار"
__________________________________ومن إلاكِ يجعل أيامي تمر؟
وبمن غيركِ يحلو كل مُـرٍ؟
فأنا وبرغم إني تائهٌ في أيامي،
لكني لم أجد غيرك يوصلني في العُمر،
فأنتِ بلادي لهويتي، ومرساي لسفينتي،
وبرغم ذلك كله في أغلب الأحيان
لا أجد سببًا غيركِ لغُربتي…
فأنا وأنا أمام العالم بأسرهِ أخبرتُ الجميع أنكِ بلادي،
وأي بلادٍ تلك التي تُغرب أبنائها وأنا الحبيب الذي لم يرد يومًا أي بعادٍ..الحُب فيكِ لم يكن ذنبًا كي يكون شرًا أتقيه، وإنما هو سحرٌ وقع عليَّ ولم أعلم كيف أصبح يعتريه؟ أنا وبعودتي إليكِ كل مرةٍ؛ أكون كما الأسير المُحرر لكنه لم يدرك يومًا أن الوطن قد يُنفيه، وأمام العالم يختار عنه الغُرباء ولمرةٍ حتى لم يصطفيه، أي بلادٍ تلك التي تروح فداها الروح، ونصرخ بالحُريةِ لأجلها دونما نخشى البوح، وهي في نهاية الأمر تختار كل طيرٍ في سمائها، واختياري كان حرامًا كأنه حُرِمَ على بلابل الدوحِ..<"كانت مياه السقايا فاسدة، فلا ألومن أيامي">
منذ البداية وقبل السقايا كانت المياه فاسدة..
وبِركة العُمر راكدة، ويوم أن سارت؛ كل خطأٍ اختارت، فلا يلومن المرء إلا نفسه عند النهاية، ولا يطمع بتغيير البداية، فما النهايات إلا عِبرة للخواتيم التي وقع عليهم اختيار طرفها والبقية أتت معه بكل سهولةٍ وقبل أن يُعيد الكَرة..الأمر معها بدأ بلعبةٍ فقط كي تُضفي الأنس لحياتها، ولم تدرك عاقبة ذلك وما تخبئه له الأمور، فهي ظنت أن بتلك اللعبة حياتها ستتحول من حسنٍ لأحسنٍ، لكنها لم تلمح تلك النيران الموقدة في النهاية وظنتها أضواء الاحتفال بوصولها سالمةً، لحظة واحدة فقط ما بين الخيال والحقيقة، كان القلب فيها يُحلق عاليًا فوق السماء السبع، قبل أن يهوىٰ إلى سبعين قاعٍ..
وقفت "أمـاني" كما البضائع المعروضة أمام الآخر يتآكلها بعينيه وبنظراتٍ فجة، بينما المُلقب بزوجها فكان يرفع رأسه بزهوٍ غريبٍ أمام الآخر كأنه يتباهى بها، وهي للأسف كانت ترتجف وهي تقف في محلها عاجزةً حتى عن الحِراك، شُلت بموضعها وترقرق الدمع في المُقلِ والروح تصرخ مستغيثة، حتى جاورها زوجها وقال متباهيًا:
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...