مشاهد خاصة [العودة للديار]

12.5K 1.4K 352
                                        

[| •مشاهد خاصة• |]

|[•العودة للديارِ وعناق الدار•]|

___________________________________

في غُمرة الضياعِ قد تحتاجُ لمأوىٰ فقط..
هذا المأوىٰ يكاد يكون شيئًا من ماضيك ترتكن فيه من قسوة حاضرك، تلوذ فيه من ضياع الأمنيات وفقد الرغبات، مأوى تلتحد فيه بنفسك، فبعض الذكريات نصنعها كي نحتمي فيها فيما بعد، كأننا نبنيها لتكون جدارًا وتيدًا نستطع الارتكان عليه..

<"ضجيج الصغار وشجار الكبار هم هدوء الرأس للغريب">

ثمة بعض الأشياء حين تضيع لا تُعوض..
وهناك بعض الأشياء حين تضيع نكتشف أن الضياع هو أنسب الأشياء لها، حين يضيع منك ماضيك البائس، وتفقد في زحام الحياة نفسك الضائعة، وحين تخرج من دائرةٍ كانت تقتل الرفق واللين فيك، وما بين الفقد هذا والعوض ذاك تدور دائرة الأيام ما بين مرغوبٍ ومرفوضٍ..

صباحٌ شتوي جديد السماءُ فيه مُبلدةٌ بالغيومِ، والضوء بقدر ما هو مسجونٌ خلف قُضبان السُحب إلا أنه كسر القيود وتسلل كي يصل، كان ينام "يـوسف" فوق الفراش يضم الوسادة ويُدثر نفسه بالغطاءِ، وقد أحس بأنامل باردة تُلامس ساقه، بالتحديد هي أنامل قدم صغيرة تحتك بساقهِ، شدد حركة جفونه والتفت خلفه ليجد النسخة الأكثر لُطفًا في هذا العالم يقول بشقاوةٍ مُحببة:

_أنتَ هتنام كتير يا "يـوسف" ولا إيه؟.

همهم "يـوسف" موافقًا وعاد للنوم وهو يضم ابنه كي يُسكته فوجده يرفع رأسه للأعلى وهو يقول بلهفةٍ:

_أنتَ قولت هنروح الكافيه الصبح وتصورني هناك، يلا بقى.

لا يعلم أي ذنبٍ بالتحديد لازال يُعاقب عليه كي يكون ابنه بكل هذه الطاقة، أهذا هو ذنب "مصطفى الراوي" وهو يدفع ثمن دلاله _القليل وقتها_ في هذه اللحظة عقابًا لكونه ابنًا عاقًا؟ رفرف بأهدابه وفتح عينيه على مضضٍ وهو يقول:

_أنتَ يا حبيبي بترفع إيه مخلي عندك الطاقة دي كلها؟ بكلمك بأمانة يا "يامن" أنتَ طالع فراك لمين كدا؟.

_ليك.

جاوبه بها ببساطة غريبة جعلت "يوسف" يفتح عينيه على وسعيهما ليقول ابنه موضحًا بلهفةٍ:

_ماما اللي قالتلي والله أنتَ فراك زي أبوك.

بالطبع من أين يحصل ابنه على الجوابِ من غيرها هي؟ لذا ضمه لعناقهِ وتنهد كي يعود للنومِ فوجد ابنه يرفض نومه ويحتج على هذا القرار بقوله الذي بدا حزينًا:

_لأ علشان خاطري أنتَ وعدتني، أصحى يلَّا.

لم يستطع "يوسف" أن يرفض أمام تلك النظرات البريئة فتحرك مع ابنه وخرج من الغرفة به، وجد ابنه يُهلل ويُصيح فرحًا وقد أفسد عليه اجازته من العمل وراحته التي سرقها من سويعات الليل، لذا عاد "يوسف" يغتسل ويتحمم ويتجهز، وفي الخارج كانت الشقة ممتلئة بالركضِ والصياح، وكانت "عـهد" تعاونه حتى ارتدى ثيابه الجديدة وهي توصيه ببسمةٍ بشوشة اقتبستها من فرحته:

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن