"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل المائة وتسعة_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
_______________
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي،
وإسرافي في أمري،
وما أنت أعلم به مني،
اللهم اغفر لي جدي وهزلي،
وخطأي وعمدي، وكل ذلك عندي،
اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت،
وما أسررت وما أعلنت،
وما أنت أعلم مني،
أنت المقدم وأنت المؤخر،
وأنت على كل شيء قدير..
_"مناجاة"..
اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد.
____________________________________
أخبرني يا عزيزي كيف لي أن أكتب لكَ؟.
كيف أخبرك عن الأحداث وأنا قلبي مليءٌ بالقهر؟..
كيف أقول لك أن الحدث في مدينتنا بات جللًا..
فاليوم أمست السماء فارغةً بلا نجوم، ليلُنا أتى بلا قمرٍ..
بطلنا المغوار رمىٰ سيفه وغادر البلاد، اليوم يا عزيزي أسرد لكَ عن قسوة الحال، فالمدينة اليوم أنطفأت أضوائها، راح عنها الفرح، وليس فقط بذلك؛ وإنما احتلت الكآبةُ معالمها من أطرافها لأقصىٰ المدينة، اليوم علت صرخات القهر أمام قسوة الظُلم، الليلة كان البطل فيها أكثر الناس بُغضًا وكُرهًا، اليوم استصعب الحال على الأحرار، خصيصًا ذاك الذي فقد نفسه وصوته في سبيل الحُرية ورثاء الفقيد..
لعلك لا تعلم لكن الأمر حقًا يُحزنني، أشعر بالقهر وأنا أكتب لكَ عن أرضٍ حُرة أُتيحت حدودها لمعتدٍ عاث بها فسادًا..
فكيف أسرد لكَ عن صرخات الصغار؟ وكيف أوصف لك غياهب الظلام في قلوب النساء؟ كيف أصف لك ذُل الأحرار؟
وكيف أكتب لك عن قهر الرجال؟
كيف أصف لكَ قسوة الحال وتغييره الجذري شبه محال؟.
لعلك غيبت عن مدينتنا وابتلعتك الغُربة في جوفها،
لكنك من المؤكد ستعود، ولعل عودتك تلك المرة تكون في صورة صغارٍ نرى بهم المستقبل المخبوء، فياليتك هنا يا عزيزي،
وياليت بلادي لازالت بعز خيرها، لكن هذا ما حدث وهذا ما صار، الخير في بلادي أصبح ركامًا بداخل الغار..
<"لعل خسوف القمر كان سببًا في حُب الضوء">
لعل العالم يسمع صرخات المغدورين..
يصله خبرٌ بقهر الضعفاء، وألم النساء، لعل العالم يرى صورة أخرىٰ من تلك الحقوق الخيالية التي يدافعون عنها، فياليتهم انتبهوا للمواطنين بدلًا من حرقتهم لأجل المستوطنين، ياليت العالم يعلم، وياليت الأصوات تصل..
كانت صرخاتها تشق الليل شقًا..
الصفعات توالت فوق وجهها حتى نزفت منه الدماء، محاولة اغتصاب كانت ستبدي بحياتها وهي تُنتهك بهذا العنف، كانت تناجي ربها صارخةً أن يرحمها مما هي فيه، بدأت تفقد وعيها وتدخل في مرحلةٍ أكثر خطورة.
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...
