"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الخامس والثلاثون_الجزء الثاني""يــا صـبـر أيـوب"
______________________
مدحوا لمن يرجوا بقايا فضلهم
وأنا أود من الكريم عطائيإن يمدحوا بعض الملوك تملقا
فأنا لربي مخلص بثنائيفهو الذي ما رد طالب فضله
وأنا ببابك قد بسطت ردائيأتيت لبابك بالذنوب محمل
فوجدت قبلي حسرتي وحيائي_"مقتبس"
__________________________________
بكل درجات الحُب والوصل أنا أُحبك..
فبدايتي معكِ منذ الهوىٰ وهو أول درجات الحُب حتى الخُلة أعظم الدرجات وصولًا في القلب، رُبما تتواجد الحروب بيننا لكن السُلم أيضًا لازال في أرضنا، يقال دومًا أن كل شيءٍ متاحٌ في الحُب والحرب، لكن ماذا إذا سُلبت الراء من الحرب وتحولت أرضها المُجرفة لحقول زهورٍ مُفعمةٍ بالحب؟ أتتوقعين حينها أن يتوه كلانا في الدرب؟ أم أن الوصول سيعلو من وجيف القلب؟ لا يُهم لنا مدى صعوبة الحرب، ولا حتى يُعيقنا خطر الدرب، فحتى وإن تغربنا ورحلنا واحدٌ منا في الشرق وخليله في الغـرب، فالوصل باقٍ بين كل قلب..فأنا من لكِ من بين سائر البشر أطمئن، ورأى فيكِ الفؤاد مسكنه ولكِ حَن، ومن بين كل الغُرباء قلبك من عَليه مَن، أتظنين تائهًا مثلي قد يترك موطنه الذي وجده فيكِ أنتِ إلا أذا فَلَّ عنه عقله أو ربُما قد يكون جَن؟ قلبي الذي ألتزم الصمت طوال عمره يوم أن تكرم وعليَّ مَن، قال يوجه الحديث لكم أنه لكِ ولقلبكِ شعر أنه أطمئن..<"مُجـرد جراحٍ في الروح، لا تكترثوا بها">
في نهاية المَطاف يتوقف المرء في نهاية طريقٍ كان مجهولًا يرى بأم عينيه ما فعله بأكملهِ يمر كما الشريط العارض، رُبما لما يتوقعها منذ البداية لكنه هو من سبق وأختار تلك النهاية ظنًا منه أنه سيربح في نهاية هذا المَسلك لكنه لم ينتبه إن نهاية الطُرقات تكون وفقًا لما أختاره هو وفقط..
توقفت السيارة أسفل البناية المنشودة وقد ترجل "سـراج" منها أولًا بخُطىٰ واسعة عنيفة ثم فتح الباب موضع جلوسها وهتف بنبرةٍ هادرة أقرب للصراخ:
_أنـزلي يلا!!.
أنتفضت فزعًا منه ومن نبرته الهادرة وقد لمحت نظراته النارية التي ترتشق بها من مُقلهِ وقد زحفت بجسدها فوق الأريكة وترجلت من السيارة لتجد نفسها مُحاصرة بين الاثنين ثانيًا وقد قاداها إلى الشقة التي يقطن بها "نـادر" وهي تشعر أن قلبها يرتجف مثل قُط أسفل قطرات المطر وماهي إلا دقائق معدودة وفتح "يـوسف" الباب لها ووقتها سقط فؤادها من محله…
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...