"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثالث وتسعون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________يا إله العالمين
يا إله العالمين حنيني دائم
والقلب شاك عليل
سال دمعي يا إلهي
ولولا غربتي ما كان دمعي يسيل
غربتي نجوى ونيران شوق
وأسى باك وليل طويل
وما لي رجاء غير أن تسعى إليك السبيل
إذا ضاقت فنجوى دعائي..ربي إذا ابتليتنا بمعصيةٍ
فلا تبتلينا ذنب المُجاهرةِ بها،ربّ أينما كان الهُدى اجعلهُ طريقنا،
وأينما كان الرِضا اجعلهُ رفيقنا
وأينما كانت السعادة إجعلها في قلوبنا
اللهمَ اكتب لنا تغيراً للأفضل في أنفسنا وحالنا،
وحقّق لنا ما نتمنى ولا تجعلنا
وجعًا ولا عبئاً علي أحد. يا رب العالمين_مناجاة".
____________________________________لن يخشى البلل من كان يغرق في منتصف اليَّمِ..
وكذلك لن يخشى الظلام من كانت الظلماء تسكنه هو بذاته..
وكذلك لن يُهاب النيران من كانت أيام عمره ماهي إلا حرائق متتالية بالتِباع خلف بعضها، ولن يتضرر بالذكرى من نساها ومر بالعمر مرور الكرام كأن شيئًا لم يكن…
يقولون الناس أني نسوتك، ويصفون قلبي بالجحود لأنه لم يتذكركِ، وفي الحقيقة الغريبة، أن القلب لم ينسَ..
كيف أنساكِ وأنا أراكِ في حبات المطر لامعة، وأراكِ في شروق الشمس ساطعة؟ كيف أنساكِ وأنا منذ أن وجدتُكِ أصبحت لا أبحث عن شمسٍ تُضيء لي أيامي وعمري، وكأنكِ أنتِ النور بداخلي، هل يعقل أن أنساكِ وأحسبكِ بغريبةٍ عني وأنتِ الروح التي في يومٍ ما كانت غائبةً عني؟..
ربما هي حربٌ كبيرة ربح فيها العقل جولة، لكني وبكل يقينٍ أخبركِ أن القلب سينتصر، المشاعر رُبما تثور فتفوز، حبي سيعود، ومن جديد ومن وسط ليلةٍ ظلماء كسابقتها أنا من بين الجميع سوف ساختارك بعدما أعرفك، ففي تلك الحرب لن تجدي البقاء للأقوى، وإنما البقاء هُنا للأوفىٰ، فإن كان عقلي أمامك عاد وانتصر وبدى أمام عينيكِ قويًا؛
فقلبي لكِ يُعلن نصركِ أنتِ عليه، ولأجل الوعد بعينيك كان وفيًا..<"وعد الحُر دينٌ عليه يوفيه من كان حُرًا لا يخاف شيئًا">
يقولون أن من أراد العيش حُرًا عليه ألا ينتظر شيئًا..
ومن أراد أن يعيش ذليلًا فليطمع في وصلِ الناسِ لعل وصله يكون في موعده آتيًا، ولعله لم يأتِ من الأساس فيعيش بذلٍ فاقدًا نفسه وتوكله على الناس أجمعين،
أما إذا أردت أن تنتصر فعليك أن تُصادق نفسك،
تواعد أيامك، وتُرافق ذاتك، حتى إذا لم تأتِ أنتَ في موعدك
يصبح الأمر من قبيل المعرفة بالذات والخذلان من النفسِ..عناقٌ آمنٌ، ذراعان قويان يقبضان حول جسد الصغيرة وهي تعانقه بقوةٍ، قلبه ينبض بعنفٍ لكونه انتصر في ثانِ رحلة بحثٍ عن جزءٍ من الروح، كان اللقاء رغم عدم طيلة مدة الحرمان منه إلا أنه كان قويًا، مفعمًا بالحياةِ والأمل، كانت الروح تحلق بمواجهة الطيور تعلمهم كيف يطير الحُر ويصل لسماه، رحلة لم تكن فعليًا عليه في الوصول، بقدرِ ما كانت شاقة على الروح…
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...