"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الواحد وستون_الجزء الثاني""يــا صـبـر أيـوب"
______________________
أحنُ إلى لقياكَ يا ربي راضيًا
فقد طال حرماني و طال رجائياعرفتُكَ يا ربي ببحثٍ و فطرةٍ
فجئتُكَ صباً طاهر الحب خالياو هذي تسابيحي و هذي خواطري
و في ساحةِ الرضوان قد همتُ شاديًاأناديكَ في يُسري، أناديكَ في عُسري و فرحتي
أناديكَ في يُسري و عُسري و فرحتي
و في ساحةِ الرضوان قد همت شاديًا_"نصر الدين طوبار"
__________________________________
وإن ضلَّ قلبي مَـن غير عينيك يهديني لدربي؟
وإن ضلَّ قلبي أي سبيلٍ اختار حتى انتصر في حربي؟ رُبما تتقطع بنا الأسباب، ورُبما قد يحل علينا الغياب، ورُبما نكون في نظر الناس مجرد غريبين ولسنا بأحباب، ورُبما أخون العهود المقطوعة بشأن البقاء وأجد عند مفترق الطُرقات الباب، لكن وبالرغم من كل ذلك لن أنسَ أن أنتِ كنتِ ولازلتي في القلب بمقام كل الأحباب، فإن ضلَّ قلبي أنتِ وحدكِ من بعد خالقي تهديني وتُرشدين دربي..
أتعلمين؟ فكرت مرارًا أن أكتب لكِ خطابًا لكن كما قال "أوفـيد" في واحدةٍ من الأساطير الإغريقية
"أحيانًا ما تكون الدمعة أقوى من خطابٍ"
وأني أنا من الأساس ضعيفٌ فدعيني التجيء للقوة في عَبراتي لكي تكون بمثابة ألف خطابٍ لكِ، أتعلمين يا عزيزتي لقد ذاع أن الرجال هم الأقوياء؛ لكن يبدو أن الجميع قد غفلوا عن لحظة قهرٍ واحدة تتلاشى بها قوة المرء، العالم لم يرأف بي يا رفيقتي، ولم يرأف حتى بكوني صغيرًا احتاج للرحمةِ بدل من العنف، ورُبما كنت أنتظر أن تمتد لي الأيدي تُعانقني بدلًا من أن تُعاقبني، رُبما كنت احتاج لنظرةٍ حانية بدلًا من تلك الأخرى القاسية، ورُبما كان كل أملي أن يتلاشىٰ ألمي، كنت آمل أن تلك الأضواء التي ألمحها بطرفي في نهاية الطريق تكون أنوارًا تُهدىٰ لي، ولم أكد أعلم أنه ضوء النيران التي ستلتهمني، ومن جديد إن عادت الذكريات تلتهمني وضلَّ قلبي، مَـن غيرك أنتِ وعينيك بعد مولاي سيرشدني لدربي؟.<"من أحسن صنيعةً لكَ لا تردها بسوءٍ أيها الوقح">
العواصف لم تنذر بأي نُذرٍ قبل المجيء سوى بلمحة هدوءٍ يتبعها سكونٌ ومن ثم ينقلب كل شيءٍ رأسًا على عقبٍ، هدوء يعقبه انقلابٌ جذريٌ في كل شيءٍ حتى تلك الأشجار التي نستظل تحتها نجدها تُجرف من جذورها لنصبح عرايا بدون ساترٍ وكأن الحوائط هُدِمَت فوق رؤوسنا.
الصفعة الأولى تليها الثانية فوق وجهها وهي في قبضته بخصلاتها ويده تشتد عليها وهي تصرخ في براثنه؛ ليأتيها صوته هادرًا بصراخٍ:
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Hành độngقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...