115_ يُشدد به أزرهِ

73.8K 3.4K 1.4K
                                        

"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل المائة والخامس عشر_الجزء الثاني"
    
                    "يــا صـبـر أيـوب"
               ________________

"بصوت يرتجف بين الرجاء والخشوع
يَطُل علينا "الشيخ نصر الدين طوبار"
بابتهال يلامس أبواب السماء، يَروِي عَطَش القلب إلى الرَّحمة:

سالَ دَمعي يا إلهي
ولولا غُربتِي ما كَان دمعي يسيلُ
سال دمعي يا إللهي ..

ولولا غربتي ما كان دمعي يسيلُ
غربتي نجوي ونيران شوق ..

وآسيً باكي .. وليلٌ طويـــل
وإذا ضاقــــت فنجوي دعائي ..
حسبي الله ونعم الوكيـــل ..

_"مقتبس"
____________________________________

قيل أن الاستغناء به راحةٌ..
وأن من ترك ملك، لكن في استغنائي أنا عنكِ أرى أنني إن تَركت هُلِكت، فأُصبح كمن ترك وهلك، وهلاكِ لا يُعني موتي، وإنما يُعني حياتي بعذابٍ، وليس كأي عذابٍ، لكن عذاب فقدي لكِ هو الأكثر قسوةً عليَّ من موتي ومُفارقتي لهذا العالم..
فأنا لم أكن شجاعًا عزيزتي بما يكفي كي أُنكر حقيقة أنتمائي لكِ، فأنا الذي قُلت كل المواطن غربة وكل الطُرقات ضياع، ولا أعلم لأي موطنٍ ألجأ وارتمي؟ اليوم أنا هو بذاته الذي يقول أنني لكِ ولعينيكِ من بين كل المواطن أنتمي وبكِ أنتِ من وحشة العالم أحتمي..أعذريني فأنا لم أكن شجاعًا حتى أُبريء نفسي في عينيكِ، فدعوتكِ تريني ظالمًا ورُبما قاتلًا، لكني أبدًا لم أكن لكِ مُخادعًا، فكيف يخدع المرء نفسه بحيلٍ؟
وكيف يخون وطنًا أواه حين أنكرته البُلدان وغربته المواطن؟.
تلك مُصيبة لا يفعلها سوى من لا يؤتمن،
وأنا برغم خيانتي إلا أنني أهل الأمانةِ بذاتها،
ألم تريني يومًا جديرًا بحفظ الأمانة وصون العهد لعينيك؟.

<"خَيلٌ أنا والمعركةُ ذاتي، حربٌ ولجتها بروحي وحياتي">

لا شك أن الهزائم هي التي تصنع الأبطال..
هي التي تقوي عزيمة الفارس فيقود الحرب وحده في العالم ولو كان ضد جيوشٍ عالية، فما بين هزيمة الأمس وانتصار الغد، كانت تكمُن روحٌ مُلتهبة للنصرِ، روح لا تنطفيء بها رغبة الثأر من النفس الضعيفة أولًا قبل العالم المفترس، لذا اليوم نصري يُحالفني وأنا للوعدِ باقٍ..

أوقف "إيـهاب" السيارة أسفل بنايةٍ مُتهالكة، بيت قديم كما البيت الأثري في تلك المنطقة التي يظهر من آخر ممرها قمة الهرم الأكبر، أطفأ سيجاره حينما دهسه بقدمه، ثم ولج البناية بثباتٍ، قصد الطابق المعني، ثم ولج الغرفة التي أراد، ما إن ولجها حيث مقر الحفر الكبير، اقترب أكثر وجلس على عاقبيه، نظرة تشفٍ منه جعلته يشعر بالنيران تنطفيء وتُثلج روحه…

أما عن الحُفرة فهي حملت جسد "ماكسيم" الذي رفع رأسه يتوسل "إيـهاب" بالرحمةِ، ابتسم له "إيـهاب" بشرٍ لمعت به عيناه ثم جلس بوضعٍ أكثر أريحية وقال بسخريةٍ:

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن