"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السابع وتسعون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________اللهم يا من كفانا كل شيء،
اكفِني ما أهمّني من أمور الدنيا والآخرة،
وثبتني اللهم على ما يرضيك،
وقربني ممن يواليك،
واجعل غاية حبي وبغضي فيك،
ولا تقربني ممّن يعاديك،
وأدم علي نعمتك وبرك،
ولا تُنْسِني ذكرك،
وألهمني في كل حال شُكرَك،
وعرِّفني قدر النعم بدوامها،
وقدر العافية باستمرارها_"ابتهال"
____________________________________وأنا ليس الذي يهرب من شيءٍ يؤذيه..
وأنا ليس الذي بجبانٍ عن قول الحق أمام الناسِ، أنا الذي يقف ويواجه حتى لو كانت النيران تندلع في جوفه، كل الأشياء التي لطالما هرب منها الناس كانت هي بذاتها التي أقف أنا في مواجهتها، كنت أنا الذي يواجه النيران في حين أن كل المدينة كانت تهرب خوفًا منها، كنت أقف في وجه الأمال الكاذبة وأنا أعلم أن الألم هو سوف أُجنيه منها فقط، كنت أحاول وأنا أعلم أن المحاولة لن تنفعني بشيءٍ لكني كنت أفعل ما بوسعي حتى أقف أمام نفسي وأنا أعلم أنني ذاك الشخص الذي فعل كل شيءٍ بوسعهِ، أعلم أن الأمر يشبه قصة حزينة تُسرد ببقايا طاقة نافذة لكن الأمر لم يكن بغاية الألم مثلما كنت أحاول،
فذات مرةٍ وأنا في الصِغر كنت أحب كأسي المفضل، ولم أشتهِ أن أرتشف في كأسٍ غيره، ويوم أن كُسِر هذا الكأس ركضت عليه ألملم شتاته من فوق الأرض رغم تأكدي من جرحه لي، إلا أني كنت على يقين أن تلك المحاولة نابعة من صميم القلب المُحب..
حينها ركضت بأقصى سرعتي ألملم الكسور وقلبي يُضاهيها كسرًا وهشيمًا، وقتها كان بإمكاني أن أتخلى لكني لم أكن ضعيفًا بل كنت أحاول لأجل عزيزٍ..<"مرة واحدة تقصدك الأعين بلهفة مستغيثٍ">
الأعين نواطق ولو السهام روامق..
لذا ستجد في الأعين نظرات تقصدك أنتَ وتوجه الحديث لك حتى لو كانت سهامها ترمقق أنتَ، الأعين دومًا تصيد مقصدها من بين الجميع ونصيب هدفها، لذا مهما كانت النظرة التي أمامك تهرب منك، لطالما وصلت لقلبك وشعر بها، فتيقن أن تلك النظرة مقصودة، وربما من بين كل المقاصد قصدتك أنتَ تستغث بك.._يومين وهنتحرك، فيه حاجة مهمة هنا هخلصها للحج "عبدالقادر" وعياله، ودا لو طلب مني روحي مش هبخل بيها عليه، ممكن تمشي أنتَ وخليني أنا هنا ولما أخلص أحصلك.
وقبل أن يرد عليه "مُـنذر" ويرفض الحديث أو يستعلم السبب، صدح صوت هاتفه برقمٍ غريبٍ جعله يعتدل في جلسته وملامحه المتأهبة جعلت "يـوسف" ينتبه له ويضم جبينه، بينما "مُـنذر" قال بعجبٍ في الأمر:
_دا "مارسيلينو" واحد من رجالتي في إيطاليا.
توسعت عينا "يـوسف" واعتدل في جلسته، بينما الآخر جاوب على المتصل بثباتٍ وانتظر الرد منه، فجاء الحديث الصادم بقوله الذي جعله ينتفض من موضعه وينتصب في وقفته حتى وقف نظيره "يـوسف" بخوفٍ ثم انتظره حتى تلاقت الأعين ببعضها، فقال هو بصوتٍ مهتز الوتيرة:
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...