"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل المائة وأربعة_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________"ومَاليَ غِيرُ بَابِ اللهِ بابٌ
وَلا مَولَى سِواهُ ولا حبِيبُكريمٌ منعمٌ برٌّ لطيفٌ
جَميلُ السِّترِ للدَّاعِي مُجيبُفيَا ملكَ المُلوكِ أقِلْ عثَاري
فإنِّي عَنكَ أنأتنِي الذُّنوبُإلهْي أنتَ تعلمُ كَيفَ حَالِي
فَهلْ يَا سيِّدي فَرجٌ قَريبُ"_"النقشبندي".
____________________________________ياليت حكايتنا كانت تبدأ من النهاية ثم نلتقي عند البداية..
ياليتنا كنا معًا في نهاية الطريق كما كُنا في أوله، فليس عدلًا في تلك الحياة أن نجتمع ونحنا أغرب الأغراب،
ثم نفترق ونحنا أحب الأحباب، ولو كان الأمر بيدي أنا وأنا الضعيف لكنت ملكت باب قلبك كما ملكت باب المدينة منذ أول يومٍ لي بها، فأعلم أنا أن الطريق قد يكون شاقًا،
والبلوغ لقمة حُبك قد يكون مستحيلًا، لكنني لأجلك أصنع المستحيل بذاته، أفعل ما يحلو لي أمام العالم لطالما كانت الغاية هي نظرة من عينيكِ، أتعلمين؟
لم أكن يومًا من هؤلاء الضعفاء الذين وقعوا بفخِ العشق، لكني كنت قويًا وأنا اختاركِ أنتِ من بين العالم بأكمله لتكونين جيشًا لي، فلأجلك تُقام الحروب، وتُترك الدروب، لأجلك ينقلب كل أمرٍ حتى الرابح دون نظرة عينيكِ مجرد مغلوبٍ، فاخبريني هل القلب الذي أحبك كان ضعيفًا فيِّ أم أن الحُب كان عليه في اللوح هو المكتوب؟ رُبما اليوم أنا بعيدٌ عنكِ تفصل بيننا الكروب،
لكن كوني على يقينٍ أن الشمس تُشرق من جديد مهما طال الغروب، وشمس أيامي في عينيكِ ظاهرةٌ مهما كان الجفن عليه بمقلوب..<"فداكَ أنا وقلبي ودمعي لطالما كنت بخيرٍ أمامي">
هناك كلمات تشكل النجاة؛
وهناك أخرى هي الحياة، وهي كلماتها شكلت له الحياة بذاتها، انتشلته من غياهب الظلام لتجره جرًا نحو النورِ، أتت بربتةٍ فوق قلبه المكلوم لتمسح فوق الجراح الدامية به التي لم تبرأ قط، كانت ولازالت خير المدينة الآمنة لغريبٍ ضاع وتشرد من أقصى اليمين لأقصى الشمال روحةً وجيئةً ولم يجد ملتحدًا؛ إلا هي، وهي هُنا الاستثناء الوحيد لكل القواعد..عناقٌ آمنٌ، حُلمٌ يكتمل، سُبيلٌ مرغوبٌ، مدينة أمنٍ تحاوط جسدًا يرتجف من فرط الخوف والهشاشة، رحمة أتت من الرحمن لقلبٍ أهلكه الوجع، كلمات أشبه ببلسمٍ فوق الجراح تشكل بالمقصد حياة جديدة في انتظاره كي يُكملها كما سُلبت منه في ماضيه، كان آخر ما وصله قبل أن يخطفها في عناقه:
_أنا حامل يا "يـوسف" حتى وأنتَ بعيد عني حتة منك كانت مشركاني قلقي عليك، مستنيينك يا "يـوسف" وبقينا هنا علشانك إحنا الاتنين.
![](https://img.wattpad.com/cover/363387014-288-k482137.jpg)
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...