"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الخامس والثمانون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________يا بارئ الكون
في عز وتمكينٍ
وكل شيء جرى بالكاف والنون
يا من، يا من أحسّ به
أحسّ به في كل كائنةٍوقد تعاليت عن ظن وتخمين
جلّ المنادي ينادي، ينادي
"يا عبادي أنا ماح الذنوب والأوزار"
جلّ المنادي ينادي، ينادي
"يا عبادي أنا ماح الذنوب والأوزار"إلهي، إلهي بنورك ابتدينا
وبفضلك استعنا
وبك أصبحنا وأمسينا
بين يديك نستغفرك
يا الله، يا غفار
يا تواب، يا رحيم.._"نصر الدين طوبار".
____________________________________غَريبٌ في بلادي أسير وحدي..
لكني وبالرغم من الغُربة أعلم أنني لازلت ساكنًا في قلبك..
أو ربما أنتِ من تسكنين في مُقلتيي؛ فلا ألمح من بين الأنام سواكِ، فاليوم في تلك المدينة أجد الجميع هُنا بملامحك،
هُنا حيث ملامحك المنثورة فوق الوجوه وكأن أربعينك يتزايدون فأراكِ أنا في كل الوجوه، فأخبريني أكان فرضًا علينا أن نفترق بغير موعدٍ؟ فلما اختفيتي من أمام عيني وأنتِ لازِلتي ضي عيني؟ لما رحلتي عني وأنتِ كنتِ ولازلتِ جزءًا مني؟ أخبريني لما اليوم أنا في المدينةِ أمام العالم أقف وحدي، وأنتِ في المدينة الأخرى تُقَوِمِينَ جيشًا ضدي؟..
أخبريني لما توقفت قصتنا عند المنتصف؟
فلا بقينا عند سلام البدايات،
ولا حتى وصلنا لمِسك ختام النهايات؟
اليوم قصتنا ظلت عالقةً بغير وداعٍ، فآخر ما أذكره وتحفظه عيناي من لقائنا الآخير كان تشابكًا في الأيدي وعناقًا بين المُقل، ومشاورةً من القلوب، وسلامًا بالعينين حتى غمرني السلام، فلم أحسب يومًا أن الوداع يأتي بغير كلامٍ، فلو كنت أعرف أن هذا هو المشهد الأخير الذي سيجمعنا مُرتاحين سويًا؛ من المؤكد كنت أغلقت الرواية عند تلك الصفحة بدلًا من انتظارٍ قاتلٍ لنهايةٍ مرغوبة من القلوب؛ لكن العالم حال بين تحقيقها، اليوم أنا غريبٌ في بلادي وحتى عن نفسي ولم أنسْ يومًا عينيكِ يوم أن وجدتُ فيها نفسي، حتى وإن نسيت كل العالم، أيعقل أن أنساكِ في غُربتي عن حالي وأنتِ نفسي؟.<"اليوم أمام نفسي وقفت غريبًا حتى عن نفسي">
تلك التي غابت عني كانت نفسي..
غابت عني وغَرُبت كما تغرب بخواتيم النهار شمسي،
فيا أنا أخبريني بربك هل اليوم هو حاضري، أم ما أنا
عليه الآن هو آخر ما تبقى لي من أمسي، اليوم أنا ضائعٌ
بين ما كنت أعرفه وبين تلك التي كانت نفسي..الجدار ببابه كان يفصل بينهما لكن الوجع كان مُتقاسمًا بينهما بتساوٍ والقلوب تتشاطر الحزن على حد السواء، كلاهما كان يأنِ بوجعٍ صامتٍ والأمين تتحدث بقهرٍ عن سهمٍ اخترق جُدران الفؤاد وتمركز في المُنتصف، كان "إيـهاب" جالسًا وهو يُردد بخفوتٍ كأنما يعتذر لنفسه عن قهره لها بهذا القرار:
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...