81_ القلوب الشابة أصبحت عاجزة

33.3K 2.3K 912
                                    

"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الواحد والثمانون_الجزء الثاني"

"يــا صـبـر أيـوب"
______________________

سبحان ذاتك لا ندٌ
و لا مَثلٌ و لا شبيهٌ ولا جُزءٌ ولا عددُ،

أمام بابكَ كلُ الخلق قد وقفوا،
و هم ينادون يا فتاحُ يا صمدُ،

فأنتَ وحدكَ تُعطي السائلين،
و لا ترُد عن بابك المقصودِ من قصدوا

سبحانك، سبحانك ،سبحانك جل جلالك يا الله

أمام بابكَ كلُ الخلق قد وقفوا،
وهم ينادون يا فتاحُ يا صمدُ،

فأنتَ وحدكَ تُعطي السائلين،
و لا ترُد عن بابك المقصودِ من قصدوا

سبحانك، سبحانك سبحانك جل جلالك يا الله

_"نصر الدين طوبار"
____________________________________

يُقال في الوداع السلام..
لكن أين السلام وبلادي تُغربني وتعلن عليَّ الحرب؟
أين السلام وأنا لازلت شابًا وحالي في موطني يشبه الأسير في الكرب؟ فهل أنا المُخطيء لأني تمسكت بموطني أم أن الخطأ كان منذ بداية الدرب؟ اليوم أتى وداعي بغير سلامٍ، وأتى صوتي بصراخٍ دون كلامٍ، اليوم ودعت كل ما أملك ولم ألوح حتى بكفي وسلامي، وإنما أنا المتكلم والعالم لم يفهم يومًا كلامي..
فاليوم أكتب من وسط غياهب الظُلمات والهزائم في ليلةٍ ظلماء قامت بقسم ظهري لنصفين وظلت الروح عالقةً ما بين الحياة والموت؛ فلا هي ارتاحت ولا أراحت..
وبرغم ذلك سوف أكتب عن الهزيمة والنصرِ،
وعن الظلام والنور، عن الصفح والقمع
عن الشيء وما يغايره، لعلي وأنا أكتب عن النظير
ألقاه، فهل لي أن أكتب عن الظلم كي يُقابل حديثي بالعدلِ؟
يقولون في الوداع سلامًا، فسلامًا على قلبٍ لم ير يومًا سلامًا في حياته..

<"كانت الحقيقة مخفية الملمح والهوية">

الحقيقة لم تكن شمسًا ساطعة..
وإنما هي مخفية الملمح والهوية،
والخديعة ضوءٌ ساطعٌ تم تسليطه على دروب الباحثين عن راحةٍ مخبوءةٍ، فخدعوه وقالوا أن الحق موجودًا فقط لمن يبحث عنه، وذاك الباحث في مسلكٍ خاطيءٍ ما إن يتوه سوف يرفع رأسه من جديد كي يُتابع الضوء الساطع ظنًا منه أنه سيرشده؛ لكن منذ متى والخديعة تُرشد باحثًا عن حقٍ؟..

كل شيءٍ انقلب بمقدار طرفة العين ورُبما أقل، البيت أنقلب رأسه على عقبه واحتشد الرجال من نقطة المنتصف حول بعضهم وزئير صوت "إيـهاب" يهز أركان البيت فيتلجلج كل ثلبتٍ أمامه، كانت حالته أقل ما يُقال عنها أنه أسدٌ جُرِحَ وسط غابته من ضبعٍ جبانٍ لم يملك حتى جُرأة المواجهةِ، ظل يبحث خلف كل خيطٍ رفيعٍ قد يوصله لكنه فقد كل أملٍ ما إن تتكرر النتائج من جديد ويلقى الهزيمة في طريقه تُعيده مُتقهقرًا حيث نقطة البداية كأنه لم يدب الدرب بقدميه قط..

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن