99_الرهان الرابح

30.1K 2.1K 744
                                    

"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل التاسع وتسعون_الجزء الثاني"
    
                   "يــا صـبـر أيـوب"
        ______________________

ابتهال أقبل على الدين وانهل من منابعه..
بصوت فضيلة الشيخ/
" سيد النقشبندي رحمه الله"

أقبل على الدين وانهل من منابعهِ
ما يملأ النفس إشراقًا وإيمانًا

إن شئتَ نورًا حباك النور مؤتلقا
أو شئت فضلاً كساك الفضل ألوانًا

وان ظمئت إلى علم ومعرفةٍ
وجدت فيه غذاء العقل عرفانًا

يلقى السكينة فوق القلب إن عصفت
به الهموم فينسى كلما عانا

طوبى لمن لاذ في الدنيا بساحته
وعاش فى ظله روحًا ووجدانًا..

_"ابتهالات النقشبندي"
____________________________________

غريب أمر الدُنيا منذ البداية حتى النهاية..
وغريبٌ هو حال أفرادها وعالمها وكل شيءٍ بها، فمن كان يحسب حسابًا للحظةٍ يربح فيها كل شيءٍ ثم يعود محملًا بالخيبات خاسرًا كل شيءٍ؟ يومٌ تجد نفسك فيه فارسًا مقدامًا في الحربِ، ويومٌ ما تجد نفسك راكضًا من الحرب خوفًا من نصل سيفها، فمن يُصدق أن هو بذاته نفس الشخص الذي وقف ببرودٍ يطالع تلك الأشياء التي احترق شغفًا لأجلها؟ ومن يصدق أنه بذاته يقوم ببتر يديه بدلًا من أن يتمسك بتلك الأشياء التي كانت هي غاية مسعاه؟ لكن هل يُعقل أن يتمسك المرء بشيٍ بتر أصابعه من كثرة تحمله؟ الأمر في غاية القسوة وأنتَ تقف من على بُعدٍ تُطالع أحلامك الأكثر قسوةً عليك من نفسك، لذا الغريب أكثر في الأمر أنك تتعجب من الحياة ووتريتها في تغيير الأشياء، نظرتك ذاتها للأشياء تزداد غرابةً، فما بين أول شعورٍ يتمكن منك وأنتَ تحترق شوقًا لتلك الأشياء التي تمنيتها وبين شعورك بالألم وأنتَ توليها ظهرك، لذا لو كان بإمكاني وصف الألم سوف أقول أن كل الأشياء التي كنت أحترق لأجلها،
اليوم هي بذاتها تحرقني..

         <"لطالما الليل يمر معكِ فهو يمر يسيرًا">

التيه مقصده وصول،
وهذه هي الحياة، فالغاية من تيه الفرد أن يصل في النهاية لما يرغب ويود، لذا الغاية التي تجعل الإنسان يترك كل شيءٍ ويتوه في سُبل الحياة هي بذاتها رغبة الوصول لشيءٍ مجهولٍ لم يعلمه، لكن بمجرد الوصول واحتضان الشيء الذي كان تائهًا عنه منذ البداية؛ يدرك حينها المرء ما فاته وكان يتوجب عليه البقاء بجوارهِ طوال العُمر..

فوق سطح البناية أسفل القمر المنير يُسقط الضوء على كلا العاشقين في ليلة سهرٍ تؤنس الوحيد، وأحاديث السمر تقرب البعيد، كان ينام  "يـوسف" واضعًا رأسه فوق حجر "عـهد" التي جلست تستند على خشب الأريكة وهي تُربت بأناملها فوق رأسه، بينما هو فكان أخيرًا يستلذ بهذا الشعور الذي كان بعيدًا عنه لما يقرب العشرة أيامٍ، تلك اللحظة التي تخبره أن السُفن قد رست أخيرًا عند مرساها من بعد التيه في مجراها، لذا أغمض عينيه ينعم بسلامٍ بقربها ورأسه كان ساكنًا من الفوضى التي تملأ دماغه دومًا..

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن