"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثامن عشر_الجزء الثاني""يــا صـبـر أيـوب"
______________________
يَا أَيُّهَا الرَّاجِـي الشَّفاعةَ فِـي غَـد
ومُنَـاهُ جَنَّـاتُ النَّعِيـمِ السَّـرْمَــدِيويَـرِيـدُ مِــنْ حَوْضِ الكَرَامَةِ شَرْبَـةً
يَنْجُـو بِهَـا مِـنْ حَـرِّ يَــوْمِ المَوْعِــدِفَاسْمَعْ نَصِيْحَةَ مَنْ يُحِبُّك مُخْلِصَا
سَلِّــمْ وَصَــلِّ علـى النَّبِـيِّ مُحَمَّـدِصَلَّـى عَلَيْــكَ اللـهُ مَاهَـبَّ الصِّبَـا
أَوْمَا شَدَّا طَيْرٌ عَلَى الغُصْنِ النَّدَي_"مقتبس"
__________________________________
سأترك الزُهـد وأكتب عنك أنتِ اليوم،
ليس عنكِ أنتِ مُباشرةً بل عن القمر، عن ذلك القمر الذي سطع في سماءٍ مُعتمة وأنار ليالٍ مُظلمة، وفتن زاهدًا وأنساه أيامه المؤلمة، فوالله ما عرفنا يومًا السهرِ إلا حينما أحببناكِ يا "قَـمر"، أحببناكِ أنا وقلبي وغدونا حديث العالمين وكأننا في الحُب آثمين..
فاليوم عرفونا العالم بعدما كُنا أنا وقلبي في دروب العشق مجهولين، ولم نفعلها إلا لأجل عينيك يا "قـمر"... أتتذكرين ذلك اليوم حينما أخبرتُكِ أنني رجلٌ حاربته قبيلته، وتعذبت منه عشيرته، والآن أتيتُ لكِ من بعد دربٍ مجهولٍ، لطريقٍ أراه بكِ المعلوم؟...فجِئتُ إليكِ أحتمي من قسوة قبيلةٍ على غُلامٍ يتيمٍ لم يرْ الرأفة منهم، بل وجد القسوة وما أشد منها؟ لكن دعيني أكون مُنصفًا وأخبركِ أن العالم أخيرًا رأف بحالي، وبفراغ القلب الخالي، وبما يجول في رأسي ويشغل بالي، وكل ذلك فقط حينما حصلت عليكِ أنتِ يا
"قمر الليالي"، فاتركيني أخبرك أننا نِلنا الحُريةِ أنا وقلبي وغدونا أحرارًا بسعادةٍ تُشبه سعادة سجينٍ أنفك عنه الأسر ونال الحرية بهواها وشمسها والسماء بقمرها، وآهٍ من هذا القمر، قَـمرٌ فتن الزاهد، وسرق عنه لُبه، وسكن وتخلل في جُبه، واليوم وغدًا وحتى نهاية العُمر سيحكي العالم عن رجلٍ زهُدَّ العالم وتاب عن الهوىٰ، ويوم أن أحب عشق القمر ولقىٰ مصرعه أمامها وكأنها تقتل زُهده وكل ما عنه أنتوىٰ.<"شُجاعٌ في أرضي، لن أقبل المُتخاذلين">
إبان جلستهم الأسرية الدافئة حول مائدة الطعام يتمازحون ويضحكون صدح صوت جرس الباب فتحركت "وداد" مُدبرة البيت تقوم بفتحه فوجدت رجال الشرطة أمامها ورئيسهم يتحدث بوقارٍ:
_الحج "عبدالقادر بكر العطار" موجود؟؟.
حركت رأسها موافقةً وقد تلاشى الحديث عن طرفها وأتى المذكور وخلفه أبنائه يهتف بثباتٍ:
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...