"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الواحد والأربعون_الجزء الثاني""يــا صـبـر أيـوب"
________________________
يا من هداك أضاء كل مكان…
يامن هداه فوق كل بيان..يا من أحاط بكل شيء علمه
يا واحدا في الملك مالك ثاني.يا مبدعا في كل شيء خلقه..
يا من هداك أضاء كل مكان…يامن هداه فوق كل بيان..
يا من أحاط بكل شيء علمه .يا واحدا في الملك مالك ثاني.
يا مبدعا في كل شيء خلقه.._"ابتهال"
__________________________________
اليوم، دعي المهزوم من العالم بداخلي هو من يتحدث، ليس ذاك الآخر الذي انتصر على عالمه بكِ، وإنما الثاني الذي لم يرأف العالم به، فأنا يا سيدتي ترعرت في مدينةٍ قاسية، مُظلمة بكل أرجائها حتى تسربت عتمتها لداخل الأفئدة، كنتُ بها وحيدًا وبين الناس كئيبًا، مدينتي كانت مقبرةً تضم الأحياء لتلحق بهم الموت في أي وقت، تعلمت هناك أن الذراعين لا فائدةً منهم إلا للقتل، أما العناق، فهو فقط مجرد وسيلة لإشعال النيران بجسدٍ أنهكته الحروب ولازال حيًا، تعلمت هناك في أيام اعتقالي بين آسرهم أن الحياة لا تُحب من يَحبها، بل هي تُعطي من يُعاندها ويدخر كرهه لها، وسطهم كُلما حاولت أنجو بذاتي، وجدت الحرب تشتعل خلفي ولا نتيجة بها إلا مماتي، وسط مدينتي تعلمت أن رقص الطيور يكون فقط عند الذبح، وأن الزهور خُلقت للقطف، تعملت هناك القضاء على كل ماهو جميل، تعلمت أن أقتل قلبي حتى لا يخونني ويميل، أتظنينها بيسيرةٍ أن أقف أمامكِ ولم أنبهرُ بوهجك وأهرب من شفائك وأبقى العليل؟ الأمر بأكمله في مدينتي القاسية، تلك المدينة التي رفعت فيها الذنب فوق أكتافي، ورأيت بها كل قُبحٍ للجمالِ يُنافي، بها القلوب مُغبرةٌ كوادٍ تعكر ولم يعد مجراه صافٍ، لكن لا يَهُم، فلتغلق المدينة القاسية أبوابها، وتُكبلني بأصفادها، وليعم الظلام أنحائها، لكن دعي باب قلبك مفتوحًا لقلبي، وعينك أتركيها تُعانقني بين أهدابها، فإن كنت بينهم مُحاربًا سأقتنص من سهام جفنيكِ درعًا لي وأقول أن الجُندي المجهول لنصري على العالم ماهو إلا البقاء بقربها..
<"مدينتي الظالمة تقتل البريء وتَحمله ذنب نفسه">
هناك ذنبٌ يقع فوق عاتقي لا شك أنني لم اقترفه لكنه التصق باسمي، حتى المدينة التي حرمتني من الدفء والعيش بها في رغدٍ تُعاقبني على اشعال نيران الحرب فيها، مدينتي تلك لا يَسكُنها الفضلاء، بل يسكنها خِسة البشر يقبضون على الأحلام، ويعرقلون الخير؛ حتى ولو كان مجرى المياه العذب بالنهر..
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...