117_هُم ليسوا بأشباهه..!!

80.2K 3.2K 1.1K
                                        

"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل المائة والسابع عشر_الجزء الثاني"
    
                    "يــا صـبـر أيـوب"
               ________________

بَينَ قافِيّةٍ وأُخرى:
سَلِ اللهَ الكريمَ فليسَ شيءٌ
‏مِنَ الأشيا يعزُّ على الكريمِ

"ألَم ترَ أنّ اللهَ جلَّ جلالُهُ
يمُنُّ بلطفٍ ما تخيَّلَهُ العبدُ.

فمشيئة الله ستحدث في النهاية،
فلا تفني عمرك كله في التفكير
والحسابات…

وثق تمام الثقة أن الخيرة فيما يختاره الله،
وأن اختيارات الله هي الأنسب
والأفضل ولو كانت عكس رغباتك،

وأن كل اختيارات الله صالحة
وإن كنت لا تفهم الأسباب!
اختيارات الله وتدابيره
أجمل مما تريده لنفسك ومما تسعى إليه..

إن سألت الله شيئًا فسله أن
تتفق مشيئته مع مشيئتك،
وأن يكون مرادك هو نفسه قدرك..
لأن الله، رب الخير، لا يمنع خيرًا، ولا يأتي بشرٍ..

_"مُناجاة"
____________________________________

ليسن كل الأسرارِ بمحض كُتمانٍ..
فسري افتضح أمام العالم وانكشف وبِتُ في خضم جهرٍ أمام الجميع، وياليتني سمعت من حاكمٍ أعطاني نصيحةً فقال:
"أن العشق سٌر يُفتضح عن طريق العين" وقتها لم أكن لأصدق تلك المقولةِ، رُبما لأنني وقتها لم أكن بعاشقٍ، فلم أخشَ على سري أن يُفتضح، لكن منذ أن وقعت في فخاخ العشقِ، وسري أصبح مكشوفًا، أصبحت أمام العالم مجرد عاشقٍ جبانٍ يخشى كشف هويته في عينين أُخريتين كانتا موطنًا له حين غربته المواطن..
فدعيني اليوم أنفض غبار جُبني، دعيني أقف كما المُحارب الباسل أمام العالم وأُخبره أن تلك المرة لن أخشى كشف ما كتمته في سريرتي، فنعم أنا عاشقٌ وعيناكِ هي مقاصد العشق الذي أجهله، نعم أنا مُحبٌ وبذات الوقت تائهٌ، لكن منذ أن وقعت عيناي على عينيكِ وأنا أعلم أين هو طريقي، أو بالأحرىٰ؛ عيناكِ هي موضع سكون التائه حين تضربه أطراف المدينة لأقاصيها دون غاية وصول، وكأن الغاية والمقصد كانا بنظرةٍ منكِ.

   <"لا تلومن خيلًا على عُنف ركضه، فالخيل خُلِقَ حُرًا">

واحد بجوار واحد يساوي اثنين..
حسبة بسيطة، مُعادلة سهلة وأسهل ما يكون في قانون البشر، لكن ليس لرجلٍ مثله؛ فواحد بجوار واحد يساوي واحد صحيح فقط، وكأنه يخبر العالم أن البقاء للأقوى والأصلح، رجلٌ لم يعترف بالهزيمةِ، إما الربح وإما السعي كي يربح، قاموسه لم يعترف قط بمبدأ السقوط، وكأنه يسقط لينهب من الأرض قواها؛ فيصبح صلبًا…

_اللي أنتَ عاوزه حصل يا "عمهم" البيت وقع.

استمع "إيـهاب" للحديث وتوسعت عيناه ببريقٍ ساطعٍ والمعنيَّ بالطبع له معلومٌ ولو كان للكلِ مجهولًا، فانتشت الدماء في جسده تغزو النصر الأكيد لتخبره أنه استطاع أن ينتصر في الأخير، لذا أغلق الهاتف ثم عاد لابنته يحملها من فوق ذراع عمها، لاحظه "إسماعيل" وقطب جبينه لتنطق ملامحه تعبيرًا عن الحِيرةِ، لكن الغريب حقًا في الأمر، أن شقيقه كأنه يحتمي بابنته وليس العكس..

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن