"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السادس وتسعون_الجزء الثاني"
"يــا صـبـر أيـوب"
______________________أتيتُ قاصدًا عفوك وأنا أعلم أنه أعظم..
وأنا الذي ملأ الظلام قلبه، وفي حق نفسه أجرم..ربي أعلم أنك لا ترد عبدًا قصد بابك
وأنت الذي وصف نفسه بالعفو
فعلمت أنك على نفسي أكرم..فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضي والأنام غضابوياليت الذي بيني وبينك عامر
وبينى و بين العالمين خرابإن صح منك الود فالكل هين
وكل الذى فوق التراب تراب…"مقتبس أبو الفراس الحمداني".
____________________________________هناك ليلة واحدة تأتيك فتخبرك أنك لم تتخط بمثقال ذرةٍ..
ليلة فيها ستعرف أنكَ الخاسر الوحيد لكل شيءٍ كان حولك،
ليلة لن تمر بالرغم أن ما فيها مر، ليلة إن وُضِعَت في حد التعبير لم تجد لها التعبير المناسب، فغريبٌ أن يثقل روح المرء بأشياءٍ مرت لكن أثرها بداخله لم يمر…
فكيف أخبرك أن هذه الأشياء هي صنيعة يدي؟
كيف أخبرك أنني بمحض إرادتي؟ كيف أخبرك وأنا الصمت يقتلني؟ أتعلم؟ أود اخبارك أن الصمت ليس مجرد علامة على الرضا، فأنا صمتي علامة خيبتي،
صمتي كان ولازال دائمًا علامة يأسي وانتهاء مخزون الأمل في قلبي، أتعلم أيضًا إنه لأمرٍ في غاية الصعوبة أن يصبح المرء في حروبٍ مستمرة دون أن يستقر له بالٌ ولو لطرفة عينٍ..
الأمر في غاية الألم على النفس أن تصبح كل الأشياء هي بذاتها سبب الهزيمة وهي في يومٍ ما كانت سبب الربح الوحيد،
أتعلم قسوة المشهد وأنتَ تُطالع سبب قهرك اليوم وهو بالأمسِ كان سبب علوك ورفعك بين الناسِ؟ أعلم أنني صامتٌ أمامك لذاك الحد الذي يُقنعك أن كل شيءٍ على ما يُرام وأن قلبي ليس به ما يُحكىٰ، لأن في حقيقة الأمر هناك صدمة قتلت في نفسي شيئًا لم استطع أن أُحييه من جديد، فصدقًا لو سنحت لك فرصة واحدة كي تدخل لقلبي، لن تجد ما يُقال..
ستجد ما بين الروح وبقاياها فقط الدمار..<"ياليتني ما بِكَ يومًا تباهيت، وياليتني لكَ ما سلمت">
ألا ليت بِكَ من بين الناس ما بُليت..
وألا ليت لنفسي يومًا في حُبك ما استمعت، فأنتَ الذي كنت أراهن عليه نفسي والعالم، ولأجلهِ خسرت العالم ونفسي حتى غدرت من بعدهِ أتساءل كيف كانت قسوة العالم معي، إذا كانت تلك القسوة بأكملها أتتني منك وحدك؟..بينما هو فعليًا فبدأ يستعيد وعيه ويفتح عينيه بتروٍ بعدما داهمه الضوء فجأةً فعاد يغلق عينيه من جديد، حاول أن يعتاد على الضوء وينازع ألم رأسه الساقط على عينيه وما إن نجح بدأ يراقب المكان حوله ليجد نفسه فوق فراشٍ وثيرٍ وما إن حرك رأسه للجهة الأخرى وجد رجلًا بملامح أجنبية يهتف ببرودٍ وببسمةٍ ثلجية:
أنت تقرأ
غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التاني
Actionقتلوا الفتى البريء ودفنوا جثته حيًا في أرض البلدة، حرموه من الدفء بين أذرعتهم وألقوه في النيران والحُجة كانت وصول الدفء لجسده، الآن عاد الفتى ينتقم ويأخذ كل ما سُلِبَ منه، يأخذ منهم الراحة ويسرق النوم من أعينهم، وبنيران الدفء يحرقهم، ويبتر أذرعتهم،...