120_ يكفينا شرف المحاولة..

68.2K 3.1K 1.4K
                                        

"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل المائة وعشرون_الجزء الثاني"
    
                    "يــا صـبـر أيـوب"
               ________________

أعيذُك باللّٰه أن يشغلك الحزن عن العمل،
وأن يعلُو صوت الألَم، وأن يُفقدَ البكاءُ عينَك النَّظر!

أعيذُك باللّٰه أن لا ترى في القرآن نجاة فتهجرُه، وأن تتناسى الذِّكر فتترُكه، وأن تغفل عن الدُّعاء فتُهمله.. فلا عاد لك مَوْرِد للخير، ولا عُدت ترى للخير مَوْرِدًا!

أعيذُك باللّٰه من التعلُّق بالدنيا؛ يُنسيك، يّدميك، يُبكيك، عن الجنة يُقصيك، ومن النار يُدنيك!

أعيذُك باللّٰه أن تنسى الجنَّة!..

_"مناجاة"
____________________________________

يقولون أن العائد من الإحتراق لن يكون إلا شيطانًا..
وكأنه لا يليق به سوىٰ العيش بكهفٍ مُظلمٍ،
ولا يحق له أن يطلع على شمس الحياة،
لكن يبدو أنهم غفلوا عن الأساطير التي أقرأ عنها وأرويها أنا..
وتلك المرة سوف أسرد عن أسطورة "العنقاء" بذاته،
ذات الأسطورة البعيدة التي لا تلق سوى ببطلٍ مغوارٍ مثلي وأشباهي، فذاك الطائر كبير الحجم جدًا، لونه أحمرٌ ناري يشبه تلك النيران التي ألهبتها المدينة في صدور الأحرار، ناره ملتهبة، حارقة، صائدة للعين، يعيش قرابة الألف سنة،
لا تناسبه هذه الأرض الظالم أهلها، وإنما يعيش على قمة جبلٍ..
لا يهرب كما يصفه البعض، وإنما يُراقب، يراقب الظلم، يحزن لأجل الناس، يتألم من انتشار الفساد، يُراقب ومراقبته أشبه بمراقبة النسر الجارح، يراقب وبمراقبته يدرس الأرض بمن فيها من فاسدين، يراقب فيقرر الانتفاضة، الثأر، الألم، لذا يضرب الأرض بجناحه، فيهلك الشر وأهله ونفسه..
لكن عند هذا الحين لا تنتهي قصته، وإنما يتحول لرمادٍ،
فيولد طائر عنقاء جديد، وفي حين أن البشر يقولون أن العائد من الإحتراق لن يكون إلا شيطانًا..
يبدو أنهم تغافلوا عن طائر العنقاء..

    <"هو ليس بميتٍ، وإنما ستراه في قلب كل حُـرٍ">

الحُر لا يموت..
أو بالأحرىٰ صورته لا تندثر مع بقايا الزمنِ..
ستراه في كل سربٍ من الطيور الحُرة بالسماء، تحاوطك ذكراه كُلما تكرر على مسمعك اسمه، سوف تراه بقلبك وإن لم يكن بين وجوه الحاضرين، يخبرك أنه هُنا، يخبرك بتوقٍ أن اسمه لازال محفورًا لن يموت وإن مات صاحبه…
فمن قال أن الحُلم يموت؟..

ليلة هادئة، جلسة رائعة، طعامٌ شهي، عائلة تشد عضدها ببعضها، وكبيرهم يجلس معهم وهم يرددون كلمات الأغنية بنفس الرتم الهادىء، وفي تلك اللحظة توقفت سيارة على مقربةٍ منهم، سيارة نزل منها شابٌ يبدو عليه الرُقي، يسير بخطواتٍ هادئة، يحمل فوق ذراعه طفلًا صغيرًا في الأشهر الأولى من عمرهِ، وما إن اقترب وسرق الأنظار نحوه، ارتكز بعينيه على أحدهم وقال بتهكمٍ:

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن