الزّنبقةُ مُضجِرة

248 18 86
                                    

_"يوري! ماذا تفعلين بعد هنا؟ لا تكوني مضجرةً هكذا ، اتركي لي التّلفاز"

_"هذا وقتي يا ناري.."

_"و كأنَّ لكِ وقتاً واحداً ، لا أراكِ سوى أمام التّلفاز ، أريدُ أن أشاهدَ شيئاً ، كم أنتِ مضجرة!"

.
.
.

طُرِدَتْ يوري من جديدٍ إلى غرفتِها و غرفةِ كيكو ، و بوساطةِ حكمِ الشّقيقةِ الكُبرى الجائر ، غيرِ القابلِ للمناقشةِ و لا للاستعانةِ بقوّةٍ أكبر ، تعرفُ والدتَها جيّداً ، لن تنحازَ إلّا إلى جانبِ ناري حتّى لو كانَتْ على خطأ ، فهي الكُبرى و يجبُ أن يحترمَها جميعُ الأبناءِ الباقين ، بما فيهم هاروتو المُدلَّلُ اللّطيف ، لو قالَتْ له أنّ السّكّرَ أسودُ فهو أسود.
يوري الصّغيرةُ لا تُحِبُّ رفقةَ ناري الآن ، تظنُّ أنّ ناري تكرهها لأنّها صغيرةٌ و مضجرةٌ و لا فائدةَ منها في البيت ، و لو أنّها كانَتْ أكبرَ بقليل ، مثلَ جونغوون ، أو كيكو و هاروتو ، سوف تُحِبُّها و تجالسُها على الدّوام ، و سوف تأخذُها معها إلى بيتِ صديقاتها الجميلات ، و إلى السّوق ، و سوف ترضى بالذّهابِ معها في نزهاتٍ صغيرةٍ هنا و هناك ، و سوف تقنعُ والدتها كي تسمحَ لها باللّعبِ مع جونغوون عندما يأتي مرّةً ثانية ، أو حتّى بدعوته إلى البيتِ لمشاهدةِ برنامجها المُفضّل ، هل يُحِبُّه جونغوون يا تُرى؟ أم أنّه سيراها مضجرةً بسببه أيضاً؟
فتحَتْ بابَ الغرفةِ برويّة ، كانَتْ كيكو تقرأ في سريرها ، على عادتها في كلِّ عصرٍ تقضيه في البيت ، رفعَتْ رأسها للحظةٍ تطّلعُ على الصّغيرة ، ابتسمَتْ لها ، ثمَّ عادَتْ للكتابِ دون تلفّظ ؛ كيكو انطوائيّةٌ في البيت ، و اجتماعيّةٌ في خارجه ، تعرفُ عشرين صديقةً و تزورهنّ على الدّوام ، و يُحِبُّها الجميعُ في كليّتها ، تخبرُ يوري عن رفاقها دائماً ، و يوري ترى أنّه لا يوجدُ من يمكنُ أن يكرهَ كيكو ، إلّا لو كانَ شرّيراً يكرهُ الأخيار ، كيكو رائعة

_"أختي"

همهمَتْ لها بينما تقلبُ صفحةً من صفحاتِ كتابها ، كانَتْ تخالُ أنّ يوري ستخبرُها بشيءٍ سريعٍ غريبٍ على عادتها "أُحِبُّكِ كيكو سان؛ أنتِ جميلةٌ جدّاً؛ أنتِ رائعة؛ أنا جائعة؛ أريدُ فراولة" و ممّا يشاكلُ ذلك ، بيدَ أنّ البنتَ ظلَّتْ ساكتة ، تترقّبُ الانتباه.
وضعَتْ كيكو قلماً حيثُ وصلَتْ في القراءة ، و أطبقَتْ دفّتي الكتابِ على بعضهما ، اعتدلَتْ في جلستِها أمام يوري ، و نادَتْ عليها كي تأتي ، قليلاً ما تكونُ كيكو متفرّغةً لها ، لذلك يوري سعيدة ، مهما كانَ إزعاجُ ناري من قبلُ بالغاً.
جلسَتْ إلى قربِها ، و حطَّتْ رأسَها في الأرضِ و هي تفكّر ، و تهزُّ ساقيها ؛ كيف ستخبرُها بما تريد؟ و هل ستظلُّ راضيةً في حالِ أخبرتها؟

حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن