اليومُ المنشود ، يومُ ولادةِ أوّلِ سعادةٍ مشتركةٍ ما بين ثلاثةِ بيوتٍ صغيرةٍ بسيطة ، بيتِ واتانابي الحزين و بيتي هان ، بعدَ كلِّ المشكلاتِ التّي مرّتْ بها هذه البيوت ، و الجفاءِ و العودةِ و المناسباتِ و الأتراح ، كانَتِ العلاقةُ بينهم متوازنة على الرّغمِ من كلِّ شيء ، و اليومَ ستثمرُ بأوّلِ حفيدٍ في العائلتين و أوّلِ طفلٍ لجيسونغ و كيكو ، كي-وو.
كانَتْ يوري تنتظرُ بفارغِ الصّبرِ في المدرسة ، تشتمُ الأساتذةَ في سرّها لأنّ الوقتَ في حصصهم لا يمضي و كلامهم البغيضُ لا يتوقّفُ عن الاسترسال ، البنتُ لا تفهمُ شيئاً ، لا تفكّرُ إلّا في ابنِ أختها ، كيف ستلاعبُه في الحديقةِ عندما يكبر ، و كيف ستقتسمُ معه مالها ، و سيأخذان الحلويّاتِ و المقرمشاتِ من عندِ أبيها ، و سوف تأخذُه إلى السينما و إلى كلِّ مكانٍ ممتعٍ في هذه الأرض ، هي متحمّسةٌ جدّاً ، و الآن ، تريدُ فقط الذّهابَ للقاءِ وو الصّغيرِ في المستشفى ، لكنّ الوقتَ لا يمضي!
يوري في الصّفِّ ما تزال ، الأستاذُ الأخيرُ خرجَ لحدثٍ طارئ ، و تبقّى نصفُ ساعةٍ على الانصراف ، أطولُ نصفِ ساعةٍ فارغةٍ في النّهار ، لماذا يصبحُ الوقتُ ثقيلاً جدّاً عندما تنتظر؟
التفتتْ إلى خلف ، رأتِ البنتَ التّي تجلسُ إلى قربها في العادةِ واقفةً مع مجموعة ، كانَتْ تضحكُ و تنظرُ إليها ، و عندما وقعتْ عينها في مرمى نظرِ يوري ، ارتبكت ، حاولتْ أن تدّعي أنّ الأمرَ تمّ بالصّدفة ، كانَتْ تسخرُ منها ، هذا واضح.
بحثَتْ من جديد ، نظرتْ نحو ريكي الجالسِ في المقعدِ الأخير ، كانَ وحيداً اليوم ، يحدّقُ في دفتره و العبوسُ واضحٌ جليّاً في وجهه ، ما خطبُه؟ لا تتذكّرُ أنّ مشكلةً جديدةً قَدْ حدثتْ معه ، بعدَ قصّتهما الأخيرةِ منذُ أسبوعٍ في محلِّ أبيها ، لم يحدث و تواصلا حتّى.
نهضَتْ سريعاً ، لملمتْ أغراضَها و توجّهتْ بها إلى آخرِ الصّفّ ، ريكي أفضلُ من تلك الحيزبونِ مهما كانَ غبيّاً و معتوهاً ، يوري تعرفُ على الأقلِّ كيف تتعاملُ معه و مع تقلّباتِ مزاجه ، و تفهمُه ، تظنُّ ذلك_"مرحباً"
رفعَ رأسه نحوها ، ثمّ نحو أغراضِها الململمةِ بفوضويّة ، فهمَ الأمرَ بسرعة ، جمعَ أقلامَه في جانب ، و أزاحَ كرسيَّه قليلاً حتّى يفسحَ مجالاً لكرسيّها ، و بالفعل ، جلسَتْ إلى جانبِه و وضعَتْ أغراضَها على الطّاولة ، تبقّى بعضُ الوقتِ للانصراف ، لا يعرفُ لماذا جاءتِ الآن ، و لا يظنُّ أنّها ستبقى دائماً هنا ، كانَ يتمنّى
_"كيف حالُك؟ هل شُفيَتْ ساقُك؟"
_"بخير"
أجابَ باقتضابٍ و بغيرِ أن ينظرَ إليها ، أحسَّتْ بأنّها غيرُ مُرحّبٍ بها إلى قربِه ، أحسَّتْ بالضّيق ، بالغُربة ، أضحَتْ غريبةً عمّن كانَ مُؤنسِها الوحيدَ في أصعبِ أيّامِ حياتها.
أرادَتْ أن تنهض ، عدّةَ مرّات ، لكنّها لم تفعل ، ظلّتْ جالسةً في مكانها تراقبُ تحرّكاته ، لماذا أصبحَ فظّاً معها فجأة؟

أنت تقرأ
حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوون
Fiksi Penggemarأتعرفين؟ إذا فارقَ أحدُنا الآخر في يومٍ من الأيّام سيدعو لأجله و سيزورُ الحديقة سيراه هنا ، حيث التقاه لأوّلِ مرّة لن نفترقَ أبداً جونغوون و يوري في حديقةِ الزّنبق 27/04/2024🌷 22/12/2024🌷 ملاحظة؛ تنتمي هذه الرّوايةُ إلى الحديقةِ السّرّيّةِ التّي ت...