لو أنّ..

57 6 283
                                    

_"أنتِ من فعلتها! لا يوجدُ غيرُكِ يكرهني و يغارُ منّي في الفصل!"

زفرَتْ يوري بحنق ، وضعَتْ أغراضَها فوقَ الطّاولةِ و تلفّتت هنا و هناك بحثاً عن العبقريِّ ريكي ليحلَّ المُشكلة ، و عندما لم تجده عادَتْ و زفرَتْ ، هذه سويون ، ما تزالُ تتّهمُها منذُ أيّامٍ بتخريبِ سترتها بالعلكة ، الفعلةُ ذاتها التّي أقدمَ عليها صديقُها المغوارُ بغيةَ إنقاذها ممّا حدث ، و كلُّ ما فعله كانَ أن جعل هذه المعتوهةَ تلتصقُ بها أكثر ، تلاحقها كلّما افترقَتْ عنه ، و تظلُّ تتكلّمُ في وجودِ شهود ، تريدُها أن تعترفَ بتخريبِ السّترةِ على الرّغمِ من أنّها لم تقربها و هي على أتمِّ العلم ، و لكنّها لا تقنع ، ماذا تريد؟ أن تكونَ يوري الفاعلةُ فقط؟ هذا كلُّ ما تريد؟

_"للمرّةِ الألف ، لم أفعل ذلك"

_"حقّاً!؟ ملابسكِ و شكلكِ و كلُّ شيءٍ متعلّقٌ بكِ مقرف! لهذا لم يتحمّلني عقلكِ! تريدين تخريبُ كلِّ شيء!"

زفرَتْ من جديد ، لكنّها في هذه المرّةِ و بغيرِ قصدٍ قَدْ ألقت بضعةَ نظراتٍ حولها في الفصل ، كانَ الطّلّابُ ينظرون إليهما ، يشاهدون المشكلةَ و يحمّلونها ضغطاً مضاعفاً ، منهم من يشاهدون فقط لدافعِ الفضول ، و منهم قلّةٌ يشزرونها من أعلى رأسها إلى أخمصِ قدميها ، لربّما يصدّقون ما تقول ، ربّما..
هذه الوقحةُ تخرّبُ كلّ شيء!

_"ماذا تريدين منّي!؟ اتركيني و شأني!"

_"أتركُكِ و شأنكِ بعدما خرّبتِ سترتي!؟"

_"لم أفعل ذلك!"

_"من سيفعلها غيرُكِ!؟ أنتِ الحقيرةُ الوحيدةُ في الصّفّ!"

وقفَتْ يوري لوهلةٍ تفكّرُ في ردٍّ طبيعيٍّ لا يوصلُها و ريكي المجرمُ الأساسيُّ إلى مكتبِ الإدارة ، و عندما لم تجد ، حملَتْ أغراضها و غادرَتِ الصّفّ ، دفعتِ الحيزبون لكي تمرّ ، و لم تقل تلك شيئاً ، لم تعد في حاجةٍ للكلام ، لقَدْ بلغتْ مُرادها.
كانَ الغيظُ يأكلُ من يوري ما يأكل ، كانتْ مقلتاها تحترُّ و وجهها يشعُّ غضباً و ألماً ، لم تجد ما تجيبُ به؛
كانَت ستقولُ أنّها قَدْ لا تكونُ جميلةً و لا مميّزة.. و لكنّها لا تحسدُ أحداً و لا تحاولُ أن تجرحَ أحداً عن قصد! هي لم تختر عائلتها و لا جنسيّتها و لا شكلها! لماذا يجبُ أن تظلَّ سجينةَ أفكارِ تلك المريضةِ عن كلّ هذا!؟
لماذا يجبُ أن تظلّ..

_"يوري! يا معتوهة!"

ظلَّ ريكي ينادي عليها مُذْ رآها و حتّى بلغَتْ الدّرجاتِ إلى الطّوابقِ السّفليّة ، ركضَ مُذْ أنّها لم تجب ، ركضَ طوالَ الممرِّ بأقصى سرعته ، سبقَ سيرها المتسارعَ الأهوج ، و قطعَ طريقها بجسدِه ، ثمّ و أخيراً ، وقفَ أمامها يلهثُ و يلتقطُ أنفاسه ، لقَدْ توقّفتْ ، هذا جيّد؛
كانَتْ تلك ساعةَ الانصراف ، و صفّهما ينتظرُ بعضَ الوقتِ حتّى تنصرفَ الصّفوفُ الأقربُ إلى بوّابةِ المدرسة ، بالإضافةِ إلى أنّها كانَتْ تنتظرُ حضرته لتخرجَ برفقته ، لهذا يجدُ ريكي أنّ هنالك مصيبة ، طبعاً هنالك

حديقةٌ و زنبق ~ يانغ جونغوونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن